إسلاميات

أحداث يوم القيامة وعلامته الصغري والكبري

مقدمة:

يوم القيامة هو اليوم الذي يقف فيه العباد أمام ربهم لمحاسبتهم على ما فعلوه في حياتهم، هو اليوم الذي لا ينفع في مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم هو يوم الموقف العظيم يوم بخمسين ألف سنة هو اليوم الذي قال عنه الله تعالي (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)، خاب وخسر من لم يعد الزاد لمثل هذا اليوم، بالطبع لا نقصد بالزاد هنا الطعام والشراب بل هذا يوم لا ينتفع فيه المرء إلا بعمله الصالح.. ولعظم شأن هذا اليوم ومن رحمة الله على عباده أن جعل لهم علامات تسبق هذا اليوم علامات تقبل التوبة بعدها لمن فطنها واتعظ وهي العلامات الصغري وعلامات لا توبة بعدا وهي العلامات الكبري.

ومن أمثلة العلامات الصغري التى ظهرت:

  • بعثة النبي صل الله عليه وسلم.
  • انشقاق القمر
  • التطاول في البنيان
  • كثرة الهرج ويقصد به الموت
  • كثرة البراكين والزلازل

 

ومن أمثلة العلامات الكبري:

  • ظهور المهدي المنتظر
  • ظهور الدجال
  • نزول عيسي ابن مريم وقتله للدجال وموته
  • خروج يأجوج ومأجوج
  • الدابة التى تكلم الناس
  • النار
  • ويوجد هناك الكثير من العلامات التى لا يسعنا ذكرها واكتفينا بالامثلة فقط.

أحداث يوم القيامة:

يوم القيامة يوم مهول فيه من الاحداث الشداد ما لا يطيقة الا من قدم عملا صالحا وإليك الأحداث التى ستجري في هذا اليوم بالترتيب:

أولا: النفخ في الصور

أولي علامات هذا اليوم المهول النفخ في الصور، حيث جاء في السنة أن الصور عبارة عن آلة على شكل قرن ينفخ فيها ، وقد ثبت عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما الصور ؟ ، قال صلى الله عليه وسلم : ( الصور قرن ينفخ فيه ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح، حيث يقوم الملك الموكل بإذن الله وهو سيدنا إسرافيل بالنفخ في الصور للمرة الأولي وتسمي النهفخة الأولي بنفخة الصعق فيصعق ويموت كل من في السموات والأرض من إنسان وجان وحيوان إلا من شاء الله وهم ( حملة العرش وسيدنا جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت)، قال تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ).

وهذه النفخة تكون فجأة وشديدة لدرجة كل من يسمعها يموت فلا يستطيع فعل شئ قال تعالى: (مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ – فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ)،وروى الإمام الطبري في تفسيره عن عبد الله بن عمرو، قال: ” لينفخن في الصور، والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم، حتى إن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان، فما يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور، وحتى إن الرجل ليغدو من بيته فلا يرجع حتى ينفخ في الصور “.

وورد في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كيف أنعم ، وقد التقم صاحب القرن القرن ، وحنى جبهته ، وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ ، قال المسلمون : فكيف نقول يا رسول الله : قال : قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، توكلنا على الله ربنا ) رواه الترمذي وحسنه.

ثانيا: البعث والنشور ( النفخة الثانية)

وبعد موت كل من في السموات والأرض بسبب النفخة الأولي ينفخ سيدنا إسرافيل مرة أخري في الصور وتسمي بنفخة البعث وهي المشار إليها في قلوله تعالي (ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) ، (ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون)، فيبعث كل من مات من بداية الخلق إلى وقت قيام الساعة، حيث تعود الأرواح إلى الأجساد مرة أخري بل وتحي العظام مرة أخرى وتعود لتصبح أجسادا قال تعالي (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم)، والبعث والنشور كلمتان مترادفتان معناهما إحياء الموتي، ثم تخرج النار التى تسوق الناس إلى أرض المحشر.

أما عن الفترة الزمنية الفاصلة بين النفختين ، فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بين النفختين أربعون ، قالوا : يا أبا هريرة أربعون يوما ، قال : أبيت ، قال : أربعون سنة ، قال : أبيت ، قال : أربعون شهرا ، قال : أبيت ،.. ) رواه البخاري ومسلم . ومعنى قول أبي هريرة رضي الله عنه : أبيت . أي :أمتنع عن تحديد أي أربعين أراد النبي صلى الله عليه وسلم ، لكونه صلى الله عليه وسلم أطلق لفظ أربعين ولم يحدد . والله أعلم.

ثالثا: الذهاب إلى أرض المحشر

يجمع الله الناس في أرض المحشر شعثا غبرا عراه غير مختونين، كل يبعث على ما مات عليه فمن مات على الإسلام طاءعا بعث على طاعة ومن مات عاصيا أو كافرا بعث على ما مات عليه، لذا دائما أدعوا الله أن يحسن خاتمتنا ووالدينا وهلينا.
ووصف النبي صل الله عليه وسلم أرض المحشر بقوله: (يُحشَرُ النَّاسُ يومَ القيامةِ على أرضٍ بيضاءَ، عفْراءَ، كقُرصةِ النقيِّ، ليس فيها علَمٌ لأحدٍ)، ويمكن الناس طويلا في أرض المحشر ويبلغ بهم الجهد والتعب ما لا طاقة لهم به.

رابعا:الورود على الحوض

بعد مكوث الناس في أرض المحشر يأذن الله للنبي صل الله عليه وسلم بأن يسقي من حوضه من مات على ديته وسنته غير مبدل ولا محدث، فيسقينا النبي صل الله عليه وسلم شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا، وتكون أمة الإسلام أول أمة تشرب من حوض نبيها ثم يرفع لكل نبي حوضه فيشرب منه من تبعه من قومه.

خامسا الشفاعة الكبري

بعد ورود المؤمنين الحوض يأذن الله لنبيه صل الله عليه سلم بأن يشفع الشفاعه الكبري حيث ورد في السنه المشرف أن الناس تطلب من سيدنا آدم عليه السلام أن يشفع لهم عند ربّهم كي يبدأ الحساب وتنتهي مُعاناة الوقوف طويلًا في أرض المحشر، إلا أن سيدنا آدم يتذكر زنبه وأكله من الشجرة و يأبى ذلك مرددًا (نفسي نفسي)، ثم يكرروا الطلب ولكن لسيدنا نوح عليه السّلام، فيأبى هو أيضًا ، ويقول (نفسي نفسي)، ثمّ يكرروا الطلب مرات أخرى إلى أن يصلوا إلىسيدنا محمّد عليه أفضل الصّلاة والسّلام، فيقول (أمّتي أمّتي)، فيسجد النبي صل الله عليه وسلم تحت العرش ويمجد الله ويثني عليه بكلمات لم يهعدها ثم يقبل الله شفاعته ويبدأ الحساب.

سادسا الحساب

الحساب وما أدراك ما الحساب، يقف العباد أمام ربهم فيقيم عليهم الحجه ويحاسبهم على كل كبيرة وصغيرة ويشهد عليهم أيديهم وأرجلهم وجلودهم، وتتطاير الكتب فمن ـوني كتابه بيمينه فقد أم ومن أوتى كتابه بيساره فقد خاب وخسر، قال تعالي( فأما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتى كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلا سعيرا).

سابعا الميزان

قال تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)، بعد الحساب توزن الأعمال فلا تظلم نفس شئ، وورد في وصف الميزان فقد روى ابن رجب عن سليمان قال: (يوضعُ الميزانُ يومَ القيامةِ فلو وزنَ فيهِ السَّماواتُ والأرضُ لوسِعت فتقولُ الملائِكةُ يا ربِّ لمن تزنُ هذا فيقول الله تعالى لمن شئتُ من خَلقي فتقولُ الملائِكةُ سبحانَكَ ما عبدناكَ حقَّ عبادتِكَ).

ثامنا:الصراط

كلنا نعلم أن الصراط أدق من الشعرة وأحد من السيف، لكن ما هو طول الصراط؟؟ الصراط منصوب على سطخ جهنم يعني أن طوله بطول جهنم، لك أن تتخيل أن الأرض زرة في حجم جهنم فهل تستطيع أخي الحبيب وأختي الحبيبة أن تلفي الكره الأرضية كلها على شعرة أحد من السيف، من الناس من يمر على الصراط كالبرق ومنهم كالراكب فرسه ومنهم من يمشي ومنهم من يحبو ومنهم من يسقط في النار عفانا الله وإياكم لذا فلنحسن أعمالنا ولنتقي ربنا ولنعمل لأخرتنا.

تاسعا:الجنه أو النار

الجنه والنار كل منهما تنادي على أهلها وسكانها فمن عبر الصراط دخل الجنه ومن لم يعبر سقط في النار، وأول من تفتح له أبواب الجنه هو النبي صل الله عليه وسلم ثم فقراء المهاجرين وفقراء الأنصار ثم فقراء الأمة ويُؤَخَّر الأغنياء لأجل الحساب الذي بينهم وبين الخلق.
ثم يأمر الله ملك الموت أن يأتي على هيئة كبش بين الجنه والنار ثم يأمره بقيض روحه ويموت ملك الموت وينادي منادي يا أهل الجنه خلود بلا موت و يا أهل النار خلود بلا موت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button