سوف نتناول فى هذا المقال قصيدة للشاعر أحمد شوقى فى مدح الرسول ومن المعروف أن شاعرنا قد أظهر الجانب الدينى في أشعاره في الكثيرٍ من أبيات شعره ، حيث أنه كان يكتب أبيات يحث فيها على على أهميَّة الصلاة، كما له كتابات عن فريضة الحجِّ ورسومات أيضًا ، وتخطت أشعاره مرحلة المديح النبوى التي ظهرت بصورة واضحة ومبهرة في الأشعار وبصورة هائلة، كما لم يكن المدائح تقصر فقط على الدين فحسب وإنمَّا إشملت الجوانب السياسية، باعتبار أنَّ الرسول عليه السلام هو يمثلنا دين ودنيا، فكانت القصائد تتصف بالحكمة والمواعظ ومن أشهر كتاباته في الإسلاميّات قصيدته “البردة” التي كتبها على طريقة قصيدة البوصيري أحد شاعر المسلمين قديمًا، وقد تجلَّت فى تلك القصيدة أسمى علامات حبه ومدحه للنبي الكريم، واتفق الشاعران فى أغراض القصيدة ومنها وحدة الموضوع.
مدح الرسول صل الله عليه وسلم
وهو متعارف عليه بإسم المديح النّبوي، وهو أشعار يُتركّز معانيها على مدح النّبي صلّى الله عليه وسلم عن طريق ذكر صفاته، وإظهار شّوقهم لرؤيته، وجعل زيارة قبره والأماكن المقدسة التي ترتبط به،علي السّلام من مفضلاتهم، على غيرها من أى أماكن أخرى، مع ذكر معجزاته العديدة سواء كانت ماديّة أو معنوية، والإشادة عن طريق الشعراً بغزواته وصفاته، والصّلاة علي رسولنا بكل تقدير وتعظيم.
جوانب أخرى يذكرها أحمد شوقى فى أبياته
يُظهر الشاعر مدحه التقصير في أداء الواجبات سواء كانت الدّينية أو الدنيويّة نحو الرّسول ورسالة الإسلام عمومًا، ويذكر فيها عيوبه و ذنوبه، ويناجى فيها الله طمعاً بالتّوبة والمغفرة، ثمّ طموحه الطامعه فى شفاعة الرّسول عليه السّلام يوم القيامة. وغالباً ما يدخل المديح النّبوي مع مذاهب التّصوف وقصائد المولد النّبوي.
قصيدة نهج البردة في مدح الرّسول
ريـمٌ عـلى القـاعِ بيـن البـانِ والعلَمِ
أَحَـلّ سـفْكَ دمـي فـي الأَشهر الحُرُمِ
رمـى القضـاءُ بعيْنـي جُـؤذَر أَسدًا
يـا سـاكنَ القـاعِ، أَدرِكْ ساكن الأَجمِ
لمــا رَنــا حــدّثتني النفسُ قائلـةً
يـا وَيْـحَ جنبِكَ، بالسهم المُصيب رُمِي
جحدته، وكـتمت السـهمَ فـي كبدي
جُـرْحُ الأَحبـة عنـدي غـيرُ ذي أَلـمِ
رزقـتَ أَسـمح مـا في الناس من خُلق
إِذا رُزقـتَ التمـاس العـذْر فـي الشِّيَمِ
يـا لائـمي في هواه – والهوى قدَرٌ –
لـو شـفَّك الوجـدُ لـم تَعـذِل ولم تلُمِِ
لقــد أَنلْتُــك أُذْنًــا غـير واعيـةٍ
ورُبَّ منتصـتٍ والقلـبُ فـي صَمـمِ
يـا نـاعس الطَّرْفِ; لاذقْتَ الهوى أَبدًا
أَسـهرْتَ مُضنـاك في حفظِ الهوى، فنمِ
أَفْـديك إِلفً، ولا آلـو الخيـالَ فِـدًى
أَغـراك بـالبخلِ مَـن أَغـراه بـالكرمِ
سـرَى، فصـادف جُرحًـا داميً، فأَسَا
ورُبَّ فضــلٍ عـلى العشـاقِ للحُـلُمِ
مَــن المـوائسُ بانًـا بـالرُّبى وقَنًـا
اللاعبـاتُ برُوحـي، السّـافحات دمِي؟
الســافِراتُ كأَمثـالِ البُـدُور ضُحًـى
يُغِـرْنَ شـمسَ الضُّحى بالحَلْي والعِصَمِ
القــاتلاتُ بأَجفــانٍ بهــا سَــقَمٌ
وللمنيــةِ أَســبابٌ مــن السّــقَمِ
العــاثراتُ بأَلبــابِ الرجـال، ومـا
أُقِلـنَ مـن عـثراتِ الـدَّلِّ في الرَّسمِ
المضرمـاتُ خُـدودً، أسـفرت، وَجَلتْ
عــن فِتنـة، تُسـلِمُ الأَكبـادَ للضـرَمِ
الحــاملاتُ لــواءَ الحسـنِ مختلفًـا
أَشــكالُه، وهـو فـردٌ غـير منقسِـمِ
مـن كـلِّ بيضـاءَ أَو سـمراءَ زُيِّنتا
للعيـنِ، والحُسـنُ فـي الآرامِ كالعُصُمِ
يُـرَعْنَ للبصـرِ السـامي، ومن عجبٍ
إِذا أَشَــرن أَســرن اللّيـثَ بـالعَنمِ
وضعـتُ خـدِّي، وقسَّـمتُ الفؤادَ ربًى
يَـرتَعنَ فـي كُـنُسٍ منـه وفـي أَكـمِ
يـا بنـت ذي اللِّبَـدِ المحـميِّ جانِبُـه
أَلقـاكِ فـي الغاب، أَم أَلقاكِ في الأطُمِ؟
مـا كـنتُ أَعلـم حـتى عـنَّ مسـكنُه
أَن المُنــى والمنايـا مضـرِبُ الخِـيمِ
مَـنْ أَنبتَ الغصنَ مِنْ صَمصامةٍ ذكرٍ؟
وأَخـرج الـرّيمَ مِـن ضِرغامـة قرِمِ؟
بينـي وبينـكِ مـن سُـمْرِ القَنا حُجُب
ومثلُهــا عِفَّــةٌ عُذرِيــةُ العِصَـمِ
وفى نهاية المقال نتمنى أن نكون قدمنا لكم مقال رائع عن أحمد شوقى فى مدح الرسول وإن أصبنا فهذا من الله وإن أخطأنا فهذا من الشيطان ومن أنفسنا ولقد أستعرضنا فى المقال آبيات شعرية كثيرة من قصيدة البردة للشاعر أحمد شوقى فى مدح الرسول صل الله عليه وسلم وذكرنا فى المقال أيضًا حرص الشعر على إظهار الجانب الدينى من حياته فقام بإستعراض مراسم الحج من خلال الأبيات وقام بذكر التشريعات النبوية فحيث أنه كان يرى أن الرسول وما يحمله من الرساله فى دين الإسلام هى مصدر حياة للدين والدنيا ولكى تعرفوا أكثر عن شاعرنا يمكنكم الإضطلاع على سائر قصائدة فسوف يتضح فيها هذا الأمر