لا شك أن العبد المؤمن لا يمكن له أن يستغني عن رحمة الله تعالى ومغفرته ورضوانه، فالعبد دائمًا في حاجة الي مغفرة من الله تعالى ورضوان، والله تعالى يحب أن يشكره عبده ويتوب إليه ويستغفره على الدوام، ففي الاستغفار رحمة وبركة تحصل للعبد في دنياه وأخراه، ومن ألهمه الله تعالى الاستغفار بإخلاص ويقين جعل له من كل همٍّ مخرجًا.
ونحن في هذا الموضوع أدعية الاستغفار من الذنوب أجمل الأدعية النبوية، نتعرض إلى بعض الأدعية القرآنية والنبوية حول الاستغفار وما يمكن للعبد أن يقوله من صيغ الاستغفار الواردة في الشرع الحنيف، نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستغفرونه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه عنا.
أدعية الاستغفار من الكتاب:
- (ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَِ) [آل عمران/147]
- (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَاد ِ) [آل عمران/191.194]
- (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف/23]
- (رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [الأعراف/47]
- ( رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) [الأعراف/126]
- (حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة/129]
- (رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [يونس/85-86]
- (رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ) [هود-47]
- (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ) [إبرهيم-41]
- (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) [الكهف/10]
- (لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء/87]
- (رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ) [المؤمنون/97-98]
- (رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) [المؤمنون/109]
- (رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) [المؤمنون/118]
انظر أيضًا: أدعية التوبة
أدعية الاستغفار من السنة:
- روى مسلم في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم قال: أستغفر الله، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا انصرف من صلاته قال: أستغفر الله – ثلاثًا. رواه مسلم.
- أستغفر الله العظيم، الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، وأتوب إليه، ففي سنن أبي داود، وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: من قال: أستغفر الله العظيم، الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم، وأتوب إليه؛ غفر له، وإن كان فارًّا من الزحف. [صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب]
- رب اغفر لي، وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم. فعن ابن عمر قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي، وتب علي؛ إنك أنت التواب الرحيم. [رواه أحمد، وأبو داود، وصححه الألباني]
- عن ابن عباس ـ رضي الله عنهماـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لزِمَ الاستغفارَ، جعلَ اللَّهُ لَه من كُلِّ همٍّ فرَجًا، ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ورزقَه من حيثُ لا يحتسِبُ. رواه أبو داود، وغيره.
- وجاء في شعب الإيمان للبيهقي: قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: أَكْثِرُوا الِاسْتِغْفَارَ فِي بُيُوتِكُمْ، وَعَلَى مَوَائِدِكُمْ، وَفِي طُرُقِكُمْ، وَفِي أَسْوَاقِكُمْ، وَفِي مَجَالِسَكُمْ، وَأَيْنَ مَا كُنْتُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ وَقْتٍ تَنْزِلُ الْبَرَكَةُ.
- سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ومن قالها من النهار موقنًا بها، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة.
انظر أيضًا: أدعية استغفار مستجابة
دعاء ذي النون:
- دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا و هو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ . فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له [الألباني ، صحيح الترمذي]
- {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [سورة الأنبياء: 87-88]
انظر أيضًا: أدعية الاستغفار
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية الاستغفار من الذنوب أجمل الأدعية النبوية، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأدعية القرآنية والنبوية حول الاستغفار والتوبة إلى رب العالمين سبحانه وتعالى، وبينا أن العبد لا يمكن أن يستغني عن استغفار الله تعالى، فلو تركنا الله تعالى وحدنا في هذه الحياة لكنا من الضائعين التائهين الذين لا يهتدون إلى وجه، ولكنه سبحانه وتعالى كريم بنا رؤوف رحيم، أرحم بنا من أمٍّ بولدها، نسأل الله تعالى أن يتوب علينا إنه ولي ذلك والقادر عليه.