محتوي الموضوع
لم يدع الإسلام أمرًا من أمور الدين إلا ودلنا عليه، ولم يدع أمرًا من أمور الخير إلا ودفعنا إليه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الأذى والسوء، فالدين بيَّن لنا أمورًا كثيرة، بيَّن لنا ماذا نقول عند دخول الخلاء، وماذا نقول عند الخلود إلى النوم، وماذا نقول عند الاستيقاظ، وماذا نقول عند المساء، وغير ذلك من أمور الشرع الحنيف التي بلغنا إياها.
ونحن في هذا الموضوع أدعية الانتهاء من الطعام والآداب النبوية في ذلك، نتعرض إلى بعض الآداب المتعلقة بالطعام والتي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك الاهتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الثواب.
غسل اليدين قبل الأكل:
وهذا من الآداب النبوية العظيمة، فيتفادى بذلك الإنسان ما على يديه من قذر أو تلوث، فيقوم بغسل يديه؛ وقد روى الترمذي وأبو داود من حديث سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بركة الطعام الوضوء قبله، والوضوء بعده”.
وكذلك الدعاء بالبركة، للحدث: “إذَا أكَلَ أحَدُكُمْ طَعَاماً فَلْيَقُلْ: اللّهُمّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَأطْعِمْنَا خَيْراً مِنْهُ، وَإذَا سُقِيَ لَبَنَاً فَلْيَقُلْ اللّهُمّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ وَزِدْنَا مِنْهُ، فَإِنّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُجْزِىءُ مِنَ الطّعَامِ وَالشّرَابِ إلاّ اللّبَن”. رواه أبو داود
تسمية العبد قبل الأكل:
وهو أن يقول بسم الله، للحديث: “إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل: بسم الله، فإن نسي في أوله، فليقل: بسم الله في أوله وآخره” رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد
ويأكل العبد بيده اليمنى؛ للحديث: “لا يأكلن أحد منكم بشماله ولا يشرب بها، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بها”. رواه مسلم من حيث عبد الله بن عمر ، ولحديث: “يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك”. رواه البخاري
وأن يأكل العبد مما يليه، للحديث الذي سبق ذكره، ولحديث: “البركة تنزل وسط الطعام، فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه”. رواه الترمذي.
انظر أيضًا: أدعية الطعام والشراب الصحيحة
الأكل بثلاث أصابع وأكل اللقمة الساقطة:
لما ورد من حديث كعب بن مالك السلمي في مسلم قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع، ويلعق يده قبل أن يمسحها”.
ولحديث: “إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، وأمرنا أن نسلت القصعة. قال: فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة”. رواه مسلم من حيث أنس.
عدم الأكل متكئًا وعدم إهانة الطعام أو عيبه:
للحديث الوارد: “أما أنا فلا آكل متكئاً”. رواه البخاري والترمذي من حيث أبي جحيفة.
وقد ورد في الحديث: “أكرموا الخبز” أخرجه الحاكم في (المستدرك)، وصححه ووافقه الذهبي.
وقد جاء في حديث مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط، كان إذا اشتهى شيئاً أكله، وإن كرهه تركه”.
الحمد بعد الأكل:
فعلى العبد أن يحمد رب العالمين سبحانه وتعالى بعد تناوله للطعام؛ لما جاء في الحديث: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين”. رواه الترمذي من حديث أبي سعيد.
وعلى هذا ينبغي للعبد المسلم الحفاظ على هذه الآداب، فهي من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي النبي صلى الله عليه وسلم كله خير للعبد، وعلى الوالدين أن يعودوا أبناءهم من صغرهم على أن يتأدبوا بهذه الآداب في الطعام، وألا يخرجوا عن تلك الآداب، فهي حماية لهم ووقاية واهتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وخير الهَدْي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
انظر أيضًا: أذكار الطعام للأطفال
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية الانتهاء من الطعام والآداب النبوية في ذلك، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأدعية وبعض الأوراد وبعض الآداب الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأن الطعام وتناوله وقبل الأكل وبعده وما يقول العبد في ذلك من الكلام، وهذا لا شك الاقتداء به من أعظم الأمور وأعظم أسباب الثواب للعبد، أن تقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، فهنيئًا لمن كان قدوته هذا النبي صلى الله عليه وسلم.