من أعظم الأعمال هي أن يتوب العبد إلى ربه ومولاه وخالقه وبارئه سبحانه وتعالى، أن يلجأ إليه وينيب إلى رحمته التي تسع الخلائق جميعًا، ومن نعم الله تعالى على عباده أن يوفقهم إلى توبة قبل الممات، قبل أن يأتي الأجل ويُقفل الباب الذي إن أُقفل لا يدخل أحد بعدها في رحمة الله تعالى، فاللهم اجعلنا ممن تتوب عليهم يا رب العالمين، ولا ينبغي للعبد أن ييأس من رحمة الله تعالى، فقد وسعت رحمة الله تعالى كل شيء.
ونحن في هذا الموضوع أدعية التوبة والاستغفار من الكتاب والسنة، نتعرض إلى بعض الأدعية الواردة في الكتاب والسنة حول موضوع التوبة والاستغفار، فلا يحجز العبد عن التوبة شيء ما لم يغرغر أو تطلع الشمس من مغربها، فلم يفُت الأوان بعدُ، وعلى العبد أن يسارع في التوبة إلى رب العالمين سبحانه وتعالى، وأن يسارع إلى اللجوء إلى رب رحيم غفور كريم، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المنيبين إليه والمستغفرين منه سبحانه وتعالى.
أدعية التوبة الي الله عز وجل
- قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135] حسنه الذهبي والألباني وغيرهم.
- وقال تعالى: { وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118)}
- وفي الحديث عن أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال:(ما من رجلٍ يذنب ذنباً، ثمَّ يقوم فيتطهر، ثمَّ يصلِّي – وفي رواية: ركعتين – ثمَّ يستغفر الله؛ إلا غفر الله له) صححه الألباني.
انظر أيضًا: أدعية التوبة
التوبة والاستغفار من السنة
- كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ ، دِقَّهُ ، وَجِلَّهُ ، وَأَوَّلَهُ ، وَآخِرَهُ ، وَعَلَانِيَتَهُ ، وَسِرَّهُ. رواه مسلم.
- اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
- كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا استفتَح الصَّلاةَ كبَّر ثمَّ يقولُ : ( وجَّهْتُ وجهيَ للَّذي فطَر السَّمواتِ والأرضَ حنيفًا وما أنا مِن المُشرِكينَ إنَّ صلاتي ونُسُكي ومحياي ومماتي للهِ ربِّ العالَمينَ لا شريكَ له وبذلكَ أُمِرْتُ وأنا أوَّلُ المُسلِمينَ اللَّهمَّ أنتَ الملِكُ لا إلهَ إلَّا أنتَ أنتَ ربِّي وأنا عبدُكَ ظلَمْتُ نفسي واعترَفْتُ بذَنْبي فاغفِرْ لي ذُنوبي جميعًا لا يغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ لبَّيْكَ وسعدَيْكَ والخيرُ كلُّه في يدَيْكَ والشَّرُّ ليس إليكَ أنا بكَ وإليكَ تبارَكْتَ وتعالَيْتَ أستغفِرُكَ وأتوبُ إليكَ.
- وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ ، دِقَّهُ ، وَجِلَّهُ ، وَأَوَّلَهُ ، وَآخِرَهُ ، وَعَلَانِيَتَهُ ، وَسِرَّهُ. رواه مسلم.
- عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: (إن كنَّا نعد لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي، وتب عليَّ، إنَّك أنت التَّواب الرَّحيم) صححه الألباني.
انظر أيضًا: أدعية الاستغفار
سيد الاستغفار:
- عَنْ شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. رواه البخاري (6306).
انظر أيضًا: أدعية استغفار مستجابة
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية التوبة والاستغفار من الكتاب والسنة، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأوراد والأذكار من الكتاب والسنة حول التوبة وضرورتها وما يقوله العبد المسلم التائب إلى الله تعالى، لعل دعوة من هذه الدعوات يطلقها العبد المسلم بإخلاص لله تعالى فيتوب الله تعالى عليه ويغفر له ذنبه وما فعل من أمور في حياته، فالله تعالى كريم لطيف بعباده خبير بهم وبطبيعتهم، ويحب أن يتوب عليهم، فاللهم تب علينا يا أرحم الراحمين.