لا شك أن الخوف والكرب من الأمور التي تصيب الإنسان بالقلق والتوتر والريبة والأرق، كل هذه أمور تجعل حياة الإنسان جحيمًا لا يُطاق، ونسمع كثيرًا عمن قاموا بإيذاء أنفسهم نتيجة الخوف الشديد أو ما يمرون به من كربات في الحياة، ولكن العبد المؤمن لا يمكن أن يفعل ذلك، فالإيمان بقضاء الله تعالى وقدره يطمئن العبد ولا يجعله يجزع من أي مكروه يتعرض له أو يخاف خوفًا شديدًا يجعله يفقد صوابه ويفعل ما لا يرضي الله.
ونحن في هذا الموضوع أدعية الخوف والكرب، نتعرض إلى بعض الأدعية والأحاديث النبوية التي تقال عند الخوف أو الكرب، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدع شيئًا إلا وبلغه أمته، صلوات ربي وتسليماته عليه.
أدعية للتخلص من الخوف والكرب:
كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ عِندَ الكَربِ: ( لا إلهَ إلا اللهُ العليمُ الحليمُ .. لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمِ .. لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرضِ ربُّ العرشِ الكريمِ ) . [صحيح البخاري]
(( ما أصاب أحدًا قط همٌّ و لا حزنٌ ، فقال: اللهمَّ إني عبدُك ، و ابنُ عبدِك ، و ابن أَمَتِك ، ناصيتي بيدِك ، ماضٍ فيَّ حكمُك ، عدلٌ فيَّ قضاؤُك ، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك ، أو أنزلتَه في كتابِك ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ، و نورَ صدري ، و جلاءَ حزني ، و ذَهابَ همِّي ، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ و حزنَه ، و أبدلَه مكانَه فرجًا، قال : فقيل : يا رسولَ اللهِ ألا نتعلَّمُها ؟ فقال: بلى ، ينبغي لمن سمعَها أن يتعلَّمَها. [السلسلة الصحيحة].
(( ألا أعلِّمُكِ كلِماتٍ تَقولينَهُنَّ عندَ الكَربِ أو في الكَربِ ؟ اللَّهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا )) [الألباني، صحيح أبي داود]
“اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكِ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا، تُعطيهما مَن تشاءُ، وتمنع منهما من تشاء ، ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِيني بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاك”
اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنا الدين وأغننا من الفقر.
«”اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو؛ فَلاَ تَكِلْنِى إِلَى نَفْسِى طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِى شَأْنِى كُلَّهُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ”»
«اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ »
« لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ، وَرَبُّ الأَرْضِ ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ »
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا، فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.
انظر أيضًا: أدعية مستجابة لتفريج الهموم
دعوة ذي النون:
(( دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا و هو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ . فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له )) [الألباني ، صحيح الترمذي]
«” لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ “» قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}[سورة الأنبياء: 87-88]
دعوات المكروب:
(( دعَواتُ المكرُوبِ : اللهُمَّ رحمتَكَ أرجُو.. فلَا تكلْنِي إلى نفسِي طرْفَةَ عيْنٍ .. و أصلِحْ لِي شأنِي كلَّهُ .. لا إلهَ إلَّا أنتَ )) [صحيح الجامع]
انظر أيضًا: أدعية القلق والتوتر
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية الخوف والكرب، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأدعية التي يقولها العبد حين يصيبه مكروه أو يخاف من شيء أو يُكرب في أمر من كربات الحياة، وديننا لم يدع لنا شيئًا إلا وبيَّنه لنا، فالعبد المؤمن عليه أن يؤمن بقضاء الله تعالى وقدره وأن يؤمن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وبذلك يرضى الإنسان بما كتب الله تعالى وقدر عليه.