في هذه الحياة يتعرض الإنسان للكثير من البلايا والابتلاءات العظيمة، التي تجعله في حيرة شديدة وفي نكد واكتئاب عظيم، وقد جاء الإسلام ليخفف عن العباد هذا الأمر، فالبلاء يتعرض له كل إنسان، ولكن ينبغي للعبد الذي يتعرض إلى بلاء من الابتلاءات أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى وأن يحسن ظنه بالله، فحسن الظن بالله منجاة للعبد.
ونحن في هذا الموضوع أدعية عن الصبر على البلاء، نتعرض إلى بعض الأدعية والأوراد عن الابتلاء، وعلى العبد أن يصبر وألا يجزع ولا ييأس، فالله تعالى يكشف الغمة ويزيل الكربة، ولكن على العبد أن يجتهد في الدعاء والسعي.
المأثور من القرآن والسنة عن الصبر على البلاء:
يقول الله تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ {العنكبوت:2}.
ويقول سبحانه: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {البقرة:155}.
وقال تعالى: وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً {الأنبياء:35}.
وقال تعالى على لسان سليمان عليه السلام: هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ {النمل:40}
وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب، ورواه ابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني.
وفي الحديث: أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا. رواه البخاري ومسلم.
انظر أيضًا: حكم وأمثال عن الصبر
أدعية الصبر من السنة:
وقال عليه الصلاة والسلام: تعوذوا بالله من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء. رواه البخاري.
وقد ورد عند البخاري ومسلم عن أبي هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.
وفي صحيح مسلم عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟ قال: نعم كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه. أفلا قلت اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار؟ قال: فدعا الله له فشفاه.
وفي الحديث: من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم. ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني.
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك. رواه مسلم.
وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا. رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني.
انظر أيضًا: أدعية الصبر
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية عن الصبر على البلاء، قدمنا خلال هذه المقالة بعض المأثور من القرآن والسنة عن الصبر، فنقلنا بعض الآيات القرآنية التي تدل على أن الابتلاء مقدَّر للعباد، وأن من نصيب الإنسان في هذه الحياة أن يجد الابتلاء، والابتلاء هو امتحان من الله تعالى هل يصبر العبد على هذا البلاء والامتحان أم يجزع ويولي على عقبيه، فسلعة الله تعالى غالية، فالجنة لن يدخلها إلا من وفقه الله تعالى ليكون من أهلها.
وكذلك ننبه على أنه ليس كل البلاء بالشر أو بضرر العبد، بل ربما يكون البلاء في كثرة المال وكثرة الأولاد، وربما يظن الإنسان أن هذا ليس ببلاء، بل ربما يكون من أعظم البلاء؛ ليمتحنه الله تعالى فيم ينفق أمواله أفي الحرام أم فيما يرضي الله تعالى.