ما أكثر ما يعيش الإنسان في بعض أوقات حياته من لحظات كرب وهم وغم، فما أثقل الحياة على الناس، وما أثقل ما تؤدي بهم الحياة، فالإنسان في هذه الرحلة القصيرة يتعرض للكثير من الكربات والآلام التي يحتاج معها إلى غذاء روحي يجعله يتخطى كل هذه الأمور من الكآبة والضغط والتعب والكرب والابتلاء والمحن، كل هذه الأمور قد تزيلها دعوة صادقة من العبد لربه سبحانه وتعالى فيكشف عنه ما به من ضر وأذى.
ونحن في هذا الموضوع أدعية فك الكرب عن المكروبين، نتعرض إلى بعض أدعية الكرب وفك الكربة إن شاء الله تعالى، هذه رسالة لكل مغموم ومهموم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكر أورادًا يقولها العبد لتُزال كربته إن شاء الله تعالى.
دعاء فك الكرب:
روى أحمد وأبو داود من حديث نفيع بن الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت”.
وروى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب يقول: “لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم”.
وروى أحمد من حديث عبد الله بن مسعود أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي. إلا أذهب الله همه، وأبدله مكان حزنه فرحا. قالوا: يا رسول الله ينبغي لنا أن تعلم هؤلاء الكلمات؟ قال: “أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن”.
وروى أحمد وأبو داود وابن ماجة من حديث أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب، أو في الكرب: الله الله ربي لا أشرك به شيئا.
وأخرج أحمد والترمذي من حديث سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوة ذي النون وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له”.
انظر أيضًا: أدعية مستجابة لقضاء الحوائج
ادعية لسداد الدَّيْن:
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك، قل يا معاذ: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء، وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك. [حسنه الألباني]
وعن علي رضي الله عنه أن مكاتبا جاءه، فقال: إني قد عجزت عن كتابتي فأعني، قال، ألا أعلمك كلمات علمنيهنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك مثل جبل ثبير دينا أداه الله عنك، قال: قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك.
وروى مسلم في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو عند النوم: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنا الدين وأغننا من الفقر.
الدعاء بإسم الله الأعظم:
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا، فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.
انظر أيضًا: أدعية الهم والكرب
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية فك الكرب عن المكروبين، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأدعية التي تفك الكرب وتزيل الهم إن شاء الله تعالى، هذه الأدعية التي تيسر على العبد ما يلاقي من مصاعب وكوارث في هذه الحياة المليئة بالنكبات والمحن، هذه الأدعية النبوية المهمة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها إذا حزبه الهم أو جاءته المصيبة أو نزع إليه المرض أو شيء من البلاء والمحنة.