ما أجمل أن يطلب العبد من ربه! وما أجمل أن يتضرع العبد لربه دائمًا وأبدًا، فالله تعالى هو وحده القادر على العطاء هو المستغني عن الجميع، وكل العباد راغب إليه سبحانه وتعالى، وليس للعبد أن يدع خالقه سبحانه وتعالى ويمضي إلى العباد يسألهم، بل العاقل يسأل من لا تنفد خزائنه، والمذاكرة أمر شديد وصعب على الإنسان يحتاج فيه العبد إلى التيسير من الله تعالى وإلى الدعاء إليه سبحانه.
ونحن في هذا الموضوع أدعية للمذاكرة والحفظ وتيسير الأمور، نتعرض إلى بعض الأدعية الجميلة حول تيسير الأمور وبعض الأدعية المأثورة عن السلف الصالح بخصوص الحفظ والمذاكرة والإفتاء.
أدعية للحفظ والمذاكرة والنجاح
قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طـه:144].
وقال أيضًا: {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي}.
وفي الحديث: اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، وزدني علما. رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وقَهْرِ الرجال.
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا.
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
ورُوِيَ عن ابن عباس أنه كان يقول: اللهم ذكرني ما نسيت، واحفظ عليَّ ما علمت، وزدني علما.
وكان ابن تيمية رحمة الله عليه يدعو بقوله: يا معلم إبراهيم علمني.
وكان بعض أهل الأثر يقول: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
ونُقِلَ عن بعضهم قوله: اللهم وفقني واهدني وسددني واجمع لي بين الصواب والثواب وأعذني من الخطأ والحرمان.
انظر أيضًا: أدعية بعد المذاكرة
أدعية التيسير:
قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن سهلا إذا شئت. رواه ابن حبان.
قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. رواه البخاري وغيره.
روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لا يدعو بها مسلم في شيء قط إلا استجاب له.
في الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجه من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له حاجة إلى الله تعالى، أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ، وليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين ثم ليثن على الله عز وجل، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.
قوله صلى الله عليه وسلم: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين. رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح والحاكم وقال: صحيح على شرطهما ـ وحسنه الألباني.
الدعاء باسم الله الأعظم:
وقد روى الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، فقال: والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. صححه الألباني.
وأيضًا روى الترمذي وغيره عن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ورجل قد صلى وهو يدعو ويقول في دعائه: اللهم إني أسألك لا إله إلا أنت، المنان، بديع السموات والأرض، ذو الجلال والإكرام ياحي يا قيوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون بم دعا؟ دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. صححه الألباني.
وكذلك روى الترمذي وغيره عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم {البقرة: 163} وفاتحة سورة آل عمران: الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم { آل عمران: 1،2} قال الترمذي: حسن صحيح.
انظر أيضًا: أدعية قبل المذاكرة وبعدها
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية للمذاكرة والحفظ وتيسير الأمور، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأدعية الجميلة والرائعة التي ينبغي للمسلم أن يلتفت إليها إذا بدأ في المذاكرة، وأن يتأسى بما جاء عن السلف في هذا الباب، وأن يدعو الله تعالى بما جاء من أدعية بالتيسير عمومًا، ونسأل الله تعالى التيسير والسداد وأن يجعلنا من الناجحين بإذنه وفضله وكرمه ومنته ورحمته، فهو أهل التقوى وأهل المغفرة.