هناك في الكثير من الظروف والأحوال يصاب الإنسان بضائقة ويحتاج بعض الحاجات التي تتعسر عليه ويريد أن يجد لنفسه مخرجًا إلى أمر من الأمور فيجد الطرق مغلقة ولا يستطيع الوصول إلى ما يريد وإلى ما يصبو إليه، يريد الإنسان حينها أن يجد من يمد له يد العون، والله تعالى هو صاحب العون وصاحب المدد، على العبد أن يلجأ إليه عند كل ما ينزل به من نوازل في هذه الحياة.
ونحن في هذا الموضوع أدعية مستجابة لقضاء الحوائج وفك الكربات، نتعرض إلى بعض الأدعية التي يقولها العبد إذا حَزَبه الهمُّ أو حطَّت عليه البلية أو المصيبة أو أراد بعض الحاجات.
أدعية قضاء الحوائج وفك الكربات:
في الحديث: دعَواتُ المكرُوبِ : اللهُمَّ رحمتَكَ أرجُو.. فلَا تكلْنِي إلى نفسِي طرْفَةَ عيْنٍ .. و أصلِحْ لِي شأنِي كلَّهُ .. لا إلهَ إلَّا أنتَ[صحيح الجامع]
كان النبيُّ ﷺ يقولُ عِندَ الكَربِ: لا إلهَ إلا اللهُ العليمُ الحليمُ .. لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ العرشِ العظيمِ .. لا إلهَ إلا اللهُ ربُّ السماواتِ وربُّ الأرضِ ربُّ العرشِ الكريمِ. [صحيح البخاري]
وفي الحديث: ألا أعلِّمُكِ كلِماتٍ تَقولينَهُنَّ عندَ الكَربِ أو في الكَربِ ؟ اللَّهُ اللَّهُ ربِّي لا أشرِكُ بِهِ شيئًا [الألباني، صحيح أبي داود]
اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ.
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ، وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ.
اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكِ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُمَا، تُعطيهما مَن تشاءُ، وتمنع منهما من تشاء، ارْحَمْنِي رَحْمَةً تُغْنِيني بِهَا عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاك.
اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو؛ فَلاَ تَكِلْنِى إِلَى نَفْسِى طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِى شَأْنِى كُلَّهُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ.
انظر أيضًا: أذكار لفك الكرب
التوجه إلى الله تعالى باسمه الأعظم:
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا، فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: أتدرون بم دعا، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.
اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقضِ عنا الدين وأغننا من الفقر.
دعاء صاحب الهمِّ:
ما أصاب أحدًا قط همٌّ و لا حزنٌ، فقال: اللهمَّ إني عبدُك، و ابنُ عبدِك، و ابن أَمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، و نورَ صدري، و جلاءَ حزني، و ذَهابَ همِّي، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ و حزنَه، و أبدلَه مكانَه فرجًا، قال : فقيل : يا رسولَ اللهِ ألا نتعلَّمُها ؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعَها أن يتعلَّمَها. [السلسلة الصحيحة].
انظر أيضًا: أذكار فك الكرب
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية مستجابة لقضاء الحوائج وفك الكربات، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأدعية والأوراد والأذكار المهمة التي ترفع الهمَّ والغم والكرب عن العبد بمشيئة الله تعالى، تلك الموضوعات التي لها من الأهمية مكان عظيم، فهي تعرِّف المؤمن إلى من يلجأ حين يريد قضاء حاجاته وأموره كلها، فالله وحده هو الذي بيده مقاليد كل شيء، وهو أرحم بعباده من أي أحد كائنًا من كان، والله في عون العبد دائمًا إذا لجأ العبد إليه بصدق وإخلاص وتوبة ورجاء، فالله تعالى يحب أن يستجيب لعباده ولا يحب أن يرهقهم، فهو قريب من عباده سبحانه وتعالى.