أذكار الصالحين من أدعية الصحابة
ما أجمل تلك الأدعية التي جاءتنا من على ألسنة السلف الصالح وما أُثِرَ عنهم من جميل الدعاء والتذلل إلى الله تعالى، وهم بذلك متأثرين بأدعية وأذكار النبي صلى الله عليه وسلم، فتجد كلامهم يُشبه كلام النبوة، وتجد حديثهم يُشبه حديث النبوة، فقد علمهم النبي صلى الله عليه وسلم كيف يخاطبون الله تعالى وكيف يدعونه سبحانه وتعالى وكيف يطلبون منه.
ونحن في هذا الموضوع أذكار الصالحين من أدعية الصحابة، نتعرض إلى بعض الأدعية التي جاءت عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم، وتجد في هذه الأدعية الكلام الجميل والرقيق الذي تعلموه من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
أذكار الصالحين من أدعية الصحابة:
عن أنس بن مالك قال: كنا إذا دعونا قلنا: اللهم اجعل علينا صلاة قوم أبرار ليسوا بأئمة ولا فجار، يقومون الليل ويصومون النهار. رواه البزار وضعفه غير واحد.
وعن سعيد بن جبير قال: كان ابن عباس يقول: اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض أن تجعلني في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
وعن عبد الله بن سبرة قال: كان عبد الله بن عمر إذا أصبح قال: اللهم اجعلني من أعظم عبادك نصيباً في كل خير تقسمه الغداة، ونوراً يهدى ورحمة تنشرها ورزقاً تبسطه وضراً تكشفه وبلاء ترفعه وفتنة تصرفها. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
وعن الأسود بن يزيد قال: قرأ عبد الله: {إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً} قال: يقول الله تعالى يوم القيامة: من كان له عندي عهد فليقم، قالوا: يا أبا عبد الرحمن علمنا، قال: قولوا: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير وإني إن أثق إلا برحمتك فاجعله لي عندك عهداً تؤده إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. قال: وزاد فيها زكريا عن القاسم: خائفاً مستجيراً مستغفراً راغباً إليك. رواه الطبراني.
وعن أبي الأحوص قال: سمعت عبد الله – يعني ابن مسعود – يدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسأك بنعمتك السابغة التي أنعمت بها [عليّ] وبلائك الذي ابتليتني وبفضلك الذي أفضلت علي أن تدخلني الجنة. اللهم أدخلني الجنة بفضلك ومنك ورحمتك. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
وعن أبي قلابة عن ابن مسعود أنه كان يقول: اللهم إن كنت كتبتني في أهل الشقاء فامحني وأثبتني في أهل السعادة. رواه الطبراني
وعن عبد الله بن عكيم أن ابن مسعود كان يدعو: اللهم زدني إيماناً ويقيناً وفهماً – أو قال: علماً – . رواه الطبراني وإسناده جيد.
وعن ثور بن يزيد قال: كان معاذ إذا تهجد من الليل قال: اللهم نامت العيون وغارت النجوم وأنت حي قيوم، اللهم طلبي للجنة بطيء وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدياً نوده إليك يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. رواه الطبراني وإسناده منقطع.
وعن عبد الله بن قرط قال: أزحف (وقف من التعب) على بعير لي وأنا مع خالد بن الوليد فأردت أن أتركه فدعوت الله فأقامه لي فركبت. رواه الطبراني وإسناده جيد.
انظر أيضًا: أدعية مأثورة
إذا خشيتَ من ذي سلطان:
عن ابن عباس قال: إذا أتيت سلطاناً مهيباً تخاف أن يسطو بك، فقل: الله أكبر الله أكبر من خلقه جميعاً، الله أعز مما أخاف وأحذر، أعوذ بالله الممسك السماوات السبع أن يقعن على الأرض إلا بإذنه من شر عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس، إلهي كن لي جاراً من شرهم، جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
انظر أيضًا: أدعية مأثورة عن الرسول
طلب الدعاء من الصالحين:
عن بريدة قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له إذ أتى على رجل يتقلب في الرمضاء ظهراً لبطن يقول: يا نفس نوم بالليل، وباطل بالنهار، وترجين الجنة؟ فلما قضى دأب نفسه أقبل إلينا فقال: ”دونكم أخوكم”. قلنا: ادع الله لنا يرحمك الله، قال: اللهم اجمع على الهدى أمرهم. قلنا: زدنا، قال: اللهم اجعل التقوى زادهم. قلنا: زدنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ”زدهم”. قال: ”اللهم وفقه”. فقال: اللهم اجعل الجنة مآبهم.
كان هذا ختام موضوعنا حول أذكار الصالحين من أدعية الصحابة، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأدعية التي جاءت عن الصحابة والسلف الصالح، تلك الأدعية الجميلة التي تأثرت بكلام النبوة فجاءت كأنها على نسجه وعلى تركيبه وعلى نفس قالبه، فما أجمل أن نتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائنا وفي حياتنا وفي جميع أمورنا، فنفعل كما كان يفعل وننتهي عما كان ينهانا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.