ابن جرير الطبري هو احد ائمة العلماء في عصره ,حيث جمع من العلوم مالم يبلغه احد في زمانه, وكان حافظا للقران وفقيها في احكام القران وعنده علم باقوال الصحابه والتابعين ,وعلم السنين وطرقها من صحيح وسقيم وناسخ ومنسوخ, حيث انه كان موهوب بعدد كبير من المواهب وله ذكاء يشهد به جميع العلماء ,في التفكير والذهن والحفظ لذلك قام والده بتوجهيه لطلب العلم نظرا لموهبة المتعددة والنادرة .
كان ابن جرير الطبري يتجنب محارم الله ومواطن الشبهات والزهد في الدنيا والحياة ,حيث كان يحذر الحرام ويقتصر في المعيشة حيث انه كان من كبار الصالحين, فقد كان يكتفي بقليل القليل ويمتنع من قبول عطايا الملوك, والحكام والامراء وفقد قال فيه ابن كثير “وكان من العبادة والزهادة والورع والقيام في الحق لا تأخذه في ذلك لومة لائم”.
أقراء ايضا:أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة وجهاده مع الرسول
ابن جرير الطبري تاريخه ونشاته
اسمه هو أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري, ولد في اليمن في طبرستان مدينة امل ويقال ان نسبه يرجع الي قبيلة الازد اليمنية ,نشا في اسرته مع والده فقد لاحظ والده نباهته وذكائه وموهبته في الحفظ فقام بتوجهيه لطلب العلم, فقد شاهد والده رؤيا في منامه ان ابنه يقف بين رسول الله صل الله عليه وسلم ومعه مخلاة مملوءة بالأحجار, فقد فسره له اهل التفسير بان ابنه سوف يتميز في الدين والشريعة, وهذا ما حدث فعلا فقد حفظ القران في سن السابعة, وصلي بالناس في سن الثامنة وحفظ الحديث في سن التاسعة .
كان يشتهر ابن جرير الطبري في طفولته بالنبوغ الفكري والذكاء الحاد والعقل المستنير بملكات التميز, غير ان والده شجعه علي طلب الحلم وحفزه علي ذلك وزرع فيه حب الدين والانبياء وحب رسول الله صل الله عليه وسلم ,فقام والده بتوجهيه الي المعاهد الدارسية والعلماء ,وخصص له المال للانفاق علي العلم ولم يشغله من امور الدنيا وهموم الحياة, ليتفرع للعلم وقد حقق ابن جرير الطبري طموح والده مع الاجتهاد والنبوغ الذي يمتلكهما.
أقراء ايضا:ما هو اسم المقنع الكندي وماهي قصه حياته
ابن جرير الطبري وبعض مؤلفاته
تعددت الاقويل علي ابن جرير الطبري واشاد فيه الكثير من العلماء, فقد قال ياقوت الحموي “ان ابن جرير الطبري المورخ والمقري والفقيه “,وقال ابن الاثير عليه “انه اوثق في نقل التاريخ وتفسيره وكان ذو علم غزير مجتهد في احكام الدين غير مقلد لاحد” ,حيث كان يرجع لقوله كل العلماء ويحكمون برائيه ,فقد حفظ كتاب الله وعارف جميع القراءات و قال عنه الخطيب البغدادي “قله ان تر العيون مثله” ,فقد كان علاما في التاريخ واماما في التفسير والفقة والقراءات واللغة ,ومن كبار ائمة الاسلام المعتمدين وقد قال عنه الامام الذهبي “ان الطبري له كتاب التفسير، لم يصنف أحد مثله” ,وقد صنف انه اعلم اهل الارض في زمانه حيث تميز بالتفسير القران الكريم الذي لم يسبقه حد في ذلك وليس له بدعة .
من اهم اعمال ومؤلفات ابن جرير الطبري هو تفسير الطبري, ويسمي جامع البيان عن تاويل ايات القران, ومجموعة كتب تاريخ الطبري عن تاريخ الامم والملوك, وكتاب آداب النفس الجيدة والأخلاق النفيسة وصريح السنة و آداب القضاة, وآداب النفوس وآداب المناسك والفصل بين القراءات والتبصير في معالم الدين .
أقراء ايضا:أبو العتاهية وهارون الرشيد وسبب تسميته بهذا الإسم
وفاة ابن جرير الطبري
تعرض الطبري لمحنة في اواخر ايامة فقد اتهمه العوام بالتشيع, نتيجة مشاحنات بينه وبين راس الحنابلة ابي بكر بن داود, ويقال سبب ذلك انه لم يزكر في كتابه اختلاف الفقهاء عن مذهب الحنابلة عن الامام احمد بن حنبل, وعندما سالوا سبب عدم ذكرك لابن حنبل قال ان ابن حنبل لم يكن فقهيا فقد كان محدثا فقط ,ورغم ذلك فقد اعلي من شان ابن حنبل في كتابه وذكر كثبر من مواقفه الجليلة من محنة خلق القران ,وبعد هذه المحنة مكث ابن الجرير الطبري في داره والف كتاب المشهور للاعتذار للحنابلة, حيث ذكر فيه مذهب الحنابلة وتصالح معهم قبل وفاته ,حيث توفي عشية يوم الاحد 26 شوال سنة 310 هـ الموافقة لسنة 923م.
أقراء ايضا:أبو لهب وأبو جهل وقصتهما مع رسول الله