سوف نتناول فى هذا الموضوع تعريف بالصحابى ابن عباس رضى الله عنه وكان لقبه حبر الأمة وترجمان القرآن، فالصحابه كان لهم ألقاب فى عهد الرسول صل الله عليه وسلم أشتهروا بها فكل صحابى كان له لقب يشتهر به فى عصره فنجد أن الصحابى الجليل خالد بن الوليد قد لقب بسيف الله المسلول الذى كان يفتك بأعداء الإسلام والصحابى الجليل عمر بن الخطاب فقد لقب بالفاروق الذى يفرق بين الحق والباطل وعثمان بن عفان وقد لقب فى عهد النبى بذو النورين وذلك لأنه تزوج بأثنان من بنات النبى صل الله عليه وسلم .
من هو ابن عباس رضى الله عنه ؟
هو واحد من كبار أئمه التفسير عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، وهو أحد الصحابه فى عصر الرسول صل الله عليه وسلم، ويعد ابن عباس من كبار أئمه تفسير القرآن الكريم ومولدة كان قبل الهجرة النبويه بثلاث سنوات، ولد فى بنى هاشم.
كان لإبن عباس حظًا من دعوة رسول الله صل الله عليه وسلم فقد دعا له “اللهم فقه فى الدين وعلمه التأويل” وذلك ورد عن ابن عباس حينما قال “كنت فى بيت ميمونة بنت الحارث فوضعت لرسول الله صل الله عليه وسلم طهورًا فقال من وضع هذا؟ قالت ميمونة عبد الله، فقال اللهم فقه فى الدين وعلمه التأويل”، وتعرف ابن عباس على الرسول صل الله عليه وسلم حينما هاجر إلى المدينة المنورة مع أبيه وهو صغير فى الطريق بين مكه والمدينة وكان رسول الله وقتها يسير لفتح مكه.
نشأته وولايته على مدينة البصرة العراقية
كان عمر ابن عباس أربعة عشر عام حينما توفى الرسول صل الله عليه وسلم، فنشأ فى كنف الخلفاء الراشدين وكان مقرب جدًا منهم ومن أبى بكر الصديق رضى الله عنه، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان رضى الله عنهم.
تم تعينه واليًا على مدينة البصرة فى العراق، وكان هذا فى عهد على بن أبى طالب رضى الله عنه، وحدث هذا بعد ولى إمامة الحج فى عهد الصحابى الجليل عثمان بن عفان رضى الله عنه سنة 35 للهجره، وقد عرف عن ابن عباس رضى الله عنه أنه قد روى 1660حديث نبوى شريف عن الرسول صل الله عليه وسلم، وتوفى عام 68 هجرية بعد أن عاش فوق السبعين عام.
أشهر ما قيل عنه
إنتشر علمه فى بلاد المسلمين، ولقب بحبر الامة وترجمان القرىن الكريم وهذا لأنه أحد العلماء الأفاضل فضلا عن كونه أحد صحابة الرسول صل الله عليه وسلم وقد كان شغوفًا بحب العلم وكان يحفظ بمنتهى السهوله لنيله بركة دعوه الرسول صل الله عليه وسلم ونجد أنه قد ورد فى ابن عباس رضى الله عنه الكثير من أقوال الصحابه والتابعين ومنها:
قال الأعمش: كان ابن عباس إذا رأيته قلت، أجمل الناس فإذا تكلم قلت أفصح الناس فإذا حدث قال أعلم الناس قال عبد الله بن عمر رضى الله عنه “ابن عباس أعلم الناس بما أنزل على محمد,
قال سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه: ما رأيت أحدًا أحضر فهمًا ولا أكبر لبًا ولا اكثر علمًا ولا أوسع حلمًا من ابن عباس ولقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات وحوله أهل بدر من المهاجرين والأنصار فيتحدث ابن عباس ولا يجاوز عمر قوله.
وفى الختام نتمنى ان نكون قدمنا لكم نبذة عن سيره الصحابى الجليل ابن عباس رضى الله عنه وأن أصبنا فهذا من الله وإن أخطأنا فهذا من أنفسنا ومن الشيطان ونود أن نقول أن هذا الصحابى الجليل قد نقل الكثير من احاديث الرسول صل الله عليه وسلم وكان قوى الذاكرة وشديد الفطنه وقوه الحجه حيث أنه تصدى للخوارج بقوه حجته وعلمه وكان شديد الكرم والتعطف على الفقراء بالطعام والشراب والفاكهه ووصف بيته ببيت الكرم والعلم وورد عنه أنه كان شديد التقوى فكان يصوم بالنهار ويقيم الليل وكان شديد الخشوع تفيض عينه بالدمع عند ذكر آيات العذاب رحم الله الصحابه رضوان الله عليهم أجمعين.