ابو البقاء الرندي في رثاء الاندلس ونبذة مختصرة عن حياته
ابو البقاء الرندي في رثاء الاندلس
محتوي الموضوع
اشتهرت الأندلس وانتشر أدبها في تاريخ الأدب العربي انتشاراً كبيراً وشاسعاً ، ويرجع هذا الأمر للاهتمام الأدبي الذي أبداه خلفاء الأندلس ناحية الأدب العربي بكل أطيافه ، سواءً كان نثراً أم شعراً ، وهذا الاهتمام قد انعكس إيجابياً على حصيلة الأندلس العامة من الأدب والشعر في التاريخ ، فقد أخرجت الأندلس شعراء كباراً تمكنوا من أن يزودا خزينة الأدب بالشهي النقي من القصائد التي مزجوها بنكهة الأندلس وطبيعة البلاد الرطبة ، ومن أشهر شعراءهم هو أبو البقاء الرند وابن هانئ الأندلسي ، وغيرهم الكثير ، وفي هذا اليوم يسعدنا أن نقدم لكم مقالة بعنوان ابو البقاء الرندي في رثاء الاندلس ونبذة مختصرة عن حياته ، سوف نتعرف سوياً في هذه المقالة عن حياة هذا الشاعر وقصيدته المشهورة التي قالها في رثاء الأندلس ، وحتى لا نطيل عليكم تعالوا نستمتع معاً بقراءة هذه الكلمات.
مؤلفات أبي البقاء الرندي:
- كانت له مشاركات قليلة في الفرائض ، والتأليف ، والقضاء ، فقد ألف كتاب (جزءاً على حديث جبريل) ، وكان قد ألف كتاب في الشعر سماه (الوافي في علم القوافي) ، وله كتاب كبير أيضاً سماه (روضة الأندلس ونزهة النفس) ، وقد امتاز شعره بجزالة ألفاظه ، ورقة معانيها ، ووضحها ، فكتب أبدع القصائد ، فوصف النفس وما يصدر عنها من خير وسوء ، ووصف الطبيعة وما تحتويه من أنهار وبحار وجبال ، وكان له العديد من القصائد العديدة والمتنوعة.
للمزيد يمكنك قراءة : بشار بن برد
أبو البقاء الرندي في رثاء الأندلس:
- اسمه صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف الرندي الأندلسي ، وكنيته (أبي القاسم) ولد الشاعر في عام 1204 ميلادياً بمدينة رندة الموجودة بالأندلس ، وقد لقب بالرندي نسبة لاسم المدينة المولود بها ، وكان فقيهاً حافظاً للحديث ، وكان يمتلك قدرة لغوية مكنته من نظم الكلام ببراعة كبيرة جداً ، كل هذا العلم صقل موهبته في الشعر ، فألف ونظم وكتب في الغزل والزهد والمديح ، إلا أن كل هذا لم يكن سبب شهرته الواسعة ، بل ذاع صيته بعد قصيدته المشهورة التي رثى فيها الأندلس حين تهاوت وسقطت المدن بيد الأسبان واحدة تلو الأخرى.
قصيدته في رثاء الأندلس:
لِـكُلِّ شَـيْءٍ إِذَا مَـا تَـمَّ نُقْصَانُ
فَـلَا يُـغَرُّ بِـطِيبِ الْعَيْشِ إِنْسَانُ
هِـيَ الْأُمُـورُ كَـمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ
مَـنْ سَـرَّهُ زَمَـنٌ سَاءَتْهُ أَزْمَانُ
وَهَـذِهِ الـدَّارُ لَا تُـبْقِي عَلَى أَحَدٍ
وَلَا يَـدُومُ عَـلَى حَـالٍ لَهَا شَانُ
أَيْـنَ الْمُلُوكُ ذَوُو التِّيجَانِ مِن يَمَنٍ
وَأَيْـنَ مِـنْهُمْ أَكَـالِيلٌ وَتِيجَانُ؟
وَأَيْـنَ مَـا حَازَهُ قَارَونُ مِنْ ذَهَبٍ
وَأَيْـنَ عَـادٌ وَشَـدَّادٌ وَقَحْطَانُ؟
أَتَـى عَـَلى الْـكُلِّ أَمْرٌ لَا مَرَدَّ لَهُ
حَـتَّى قَـضَوْا فَكَأَنَّ الْقَوْمَ مَا كَانُوا
فَـجَائِعُ الـدَّهْرِ أَنْـوَاعٌ مُـنَوَّعَةٌ
وَلِـلـزَّمَانِ مَـَسرَّاتٌ وَأَحْـزَانُ
كَمْ يَسْتَغِيثُ بِنَا الْمُسْتَضْعَفُونَ وَهُمْ
قَـتْلَى وَأَسْـرَى فَمَا يَهْتَزُّ إِنْسَانُ؟
بِـالْأَمْسِ كَـانُوا مُلُوكًا فِي مَنَازِلِهِمْ
وَالْـيَوْمَ هُـمْ فِي بِلَادِ الْكُفْرِ عُبْدَانُ
يَـا رُبَّ أُمٍّ وَطِـفْلٍ حِـيلَ بَيْنَهُمَا
كَـمَـا تُـَفـرَّقُ أَرْوَاحٌ وَأَبْـدَانُ
وَطفْلَةً مِثْلَ حُسْنِ الشَّمْسِ إِذْ طَلَعَتْ
كـَأَنَّـَما هِيَ يَـاقُـوتٌ وَمَـْرجَـانُ
يَـقُودُها الْـعِلْجُ لِـلْمَكْرُوهِ مُكْرَهَةً
وَالْـعَيْنُ بَـاكِيَةُ وَالْـقَلْبُ حَيْرَانُ
لِـمِثْلِ هَـذَا يَذُوبُ الْقَلْبُ مِنْ كَمَدٍ
إِنْ كَـانَ فِـي الْقَلْبِ إِسْلَامٌ وَإِيمَانُ
للمزيد يمكنك قراءة : المتنبي شعر في الحب والحكمة والفخر
وفاة أبي البقاء الرندي:
توفي هذا الشاعر الرائع في عام 684 هجرياً ، وقد أوصى بأن يكتب على قبره تلك الأبيات:
- خليلي بالود الذي بيننا اجعلا
- إذا مت قبري عرضة للترحم
- عسى مسلم يدنو فيدعو برحمة
- فإني محتاج لدعوة مسلم
للمزيد يمكنك قراءة : شعر عنترة بن شداد
وإلى هنا متابعينا الكرام متابعي موقع احلم نكون قد وصلنا إلى ختام مقالة الليلة التي تكلمنا ودار حديثنا فيها حول ابو البقاء الرندي في رثاء الاندلس ونبذة مختصرة عن حياته ، أرفقنا لكم ثلاث فقرات أكثر من رائعة ، قدمنا في أول فقرة لدينا أبو البقاء الرندي في رثاء الأندلس ، وفي ثاني فقرة وضعنا لكم قصديته في رثاء الأندلس ، وختمنا حديثنا بفقرة وفاة أبو البقاء الرندي ، سائلين الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحم هذا الشاعر العظيم.