لطالما كانت الأوطان العربية وبالخصوص مصر جوهرة غالية ونفيسة بقلب ووجدان أحمد شوقي الملقب بأمير الشعراء ، لقد كان شوقي يقدس الوطن تقديساً ، وكان يتحدث عن العاطفة الوطنية كعقيدة دينية بالنسبة إليه لا تقبل المساواة ولا تقبل التغيير ، وقد قال في حب الأوطان وخاصةً وطنه مصر العديد من القصائد وأبيات الشعر التي تحمل بين طياتها معاني عظيمة للغاية وكلمات مؤثرة تدخل القلوب عند سماعها أو قراءتها ، وفي هذا اليوم يسعدنا أن نقدم لكل متابعينا الكرام متابعي موقع احلم مقال تحت عنوان ابيات شعر عن الوطن لاحمد شوقي بالفصحى ، سوف نجمع لكم في هذا المقال كم كبير جداً ومجموعة ضخمة من أشعار أحمد شوقي عن مصر وعن الوطن العربي ، آملين أن تعجبكم تلك الأبيات وتقوموا بمشاركتها مع أصدقائكم على مواقع التواصل الاجتماعي ، وحتى لا نطيل عليكم تعالوا نستمتع سوياً بقراءة تلك الأشعار.
كلمات قصيدة تاج البلاد تحية وسلام:
- تاجَ البلادِ تحية ٌ وسلامُ
- رَدّتك مصرُ وصحَّت الأَحلامُ
- العلمُ والملك الرفيعُ كلاهما
- لك يافؤادُ جلالة ٌ ومقام
- فكأَنك المأْمونُ في سُلطانه
- في ظلِّك الأَعلامُ والأَقلامُ
- أَهدَى إليك الغربُ من أَلقابه
- في العلمِ ما تسمو له الأَعلام
- من كلِّ مملكة ٍ وكلِّ جماعة ٍ
- يسعى لك التقديرُ والإعظام
- ما هذه الغرفُ الزواهرُ كالضحى
- الشامخاتُ كأَنها الأَعلامُ
- من كلِّ مرفوعِ العمودِ منَوِّرٍ
- كالصبحِ مُنْصَدِعٌ به الإظلام
- تتحطَّم الأُمِّيَّة ُ الكبرى على
- عَرَصاتِه وتمزَّقُ الأَوهام
- هذا البناءُ الفاطِميُّ مَنارة ٌ
- وقواعدٌ لحضارة ٍ ودعام
- مهدٌ تهيَّأَ للوليدِ وأيكة ٌ
- سيرنُّ فيها بلبلٌ وحمام
- شرفاته نورُ السبيلِ وركنه
- للعبقرية ِ منزلٌّ ومقام
- وملاعبٌ تجري الحظوظ مع
- الصِّبا في ظلهنَّ وتوهبُ الأقسام
- يمشي بها الفتيانُ هذا ما له
- نفس تسوِّدهُ وذاك عصامُ
- ألقى أواسيهُ وطال بركنهِ
- نَفْسٌ من الصِّيدِ الملوكِ كُرام
- من آلِ إسماعيلَ ولا العمَّاتُ قد
- قصَّرن عن كرم ولا الأعمام
- لم يُعْطَ هِمَّتَهم ولا إحسانَهم
- بان على وادي الملوك هُمام
- وبنى فؤادٌ حائطَيْه يُعِينُه
- شعبٌ عن الغاياتِ ليس يَنام
- أنظر أبا الفاروقِ غرسكَ هل دنتْ
- ثمراتهُ وبدت له أعلامُ
- وهلى انثنى الوادي وفي فمه الجَنَى
- وأتى العراقُ مشاطراً والشام
- في كلِّ عاصمة ٍ وكلِّ مدينة ٍ
- شبانُ مصرَ على المناهل حاموا
- كم نستعيرُ الآخرِين وَنَجْتَدِي
- هيهات ما للعارِيات دَوام
- اليومَ يَرْعَى في خمائلِ أَرضِهم
- نشأٌ إلى داعي الرحيلِ قيام
- حبٌّ غرستَ براحتيكَ ولم يزلْ
- يَسقيه من كِلتا يديك غَمام
- حتى أنافَ على قوائمِ سوقهِ
- ثمراً تنوءُ وراءه الأكمام
- فقريبه للحاضرين وليمة ٌ
- وبعيده للغابرين طعام
- عِظة ٌ لفاروقٍ وصالحِ جِيلهِ
- فيما ينيلُ الصبرُ والإقدام
- ونموذجٌ تحذو عليه ولم يزلْ
- بسراتهمْ يتشبَّهُ الأقوام
- شيَّدت صرحاً للذخائرِ عالياً
- يأوي الجمالُ إليه والإلهام
- رَفٌّ عُيونُ الكُتْبِ فيه طوائفٌ
- وجلائلُ الأسفارِ فيه ركام
- إسكندرية ٌ عاد كنزكِ سالماً
- حتى كأنْ لم يلتهمه ضرامُ
- لمَّتهُ من لهبِ الحريق أنامٌ
- بَرْدٌ على ما لامَسَتْ وسَلام
- وأَسَتْ جِراحَتَك القديمة راحة ٌ
- جُرْحُ الزمانِ بعُرْفِها يَلتام
- تَهَبُ الطريفَ من الفَخارِ وربّما
- بَعَثَتْ تَليدَ المجدِ وهْوَ رِمام
- أرأيتَ ركنَ العلم كيف يقامُ
- أرأيتَ الاستقلالَ كيف يرام
- العلمُ في سبلِ الحضارة ِ والعلا
- حادٍ لكلِّ جماعة ٍ وزمام
- باني الممالكِ حينَ تنشدُ بانياً
- ومثابة ُ الأوطانِ حينَ تضام
- قامت رُبوعُ العلم في الوادي فهل
- للعبقرية ِ والنبوغِ قيام
- فهما الحياة ُ وكلُّ دورِ ثقافة ٍ
- أَو دُورِ تعليمٍ هي الأَجسام
- ما العلمُ ما لم يَصْنعاه حقيقة ٌ
- للطالبين ولا البيانُ كلام
- يا مهرجانَ العلمِ حولك فرحة ٌ
- وعليك من آمالِ مصرَ زحام
- ما أَشبهتْكَ مواسمُ الوادي ولا
- أعياده في الدهر وهي عظام
- إلا نهاراً في بشاشة صُبحِه
- قعد البناة وقامت الأهرام
- وأَطال خوفو من مواكبِ عِزِّه
- فاهتزَّت الرَّبَواتُ والآكام
- يومي بتاجٍ في الحضارة معرقٍ
- تعْنُو الجِباهُ لعِزِّه والهام
- تاجٌ تنقَّلَ في العصورِ معظَّماً
- وتأَلفتْ دُوَلٌ عليه جِسام
- لما اضطلعتَ به مَشَى فيه الهدى
- ومراشدُ الدستورِ والإسلام
- سبقتْ مواكبك الربيعَ وحسنه
- فالنيلُ زهوٌ والضفافُ وسام
- الجيزة ُ الفيحاءُ هزَّت منكباً
- سبغ النوالُ عليه والإنعام
- لبست زخارفها ومسَّتْ طيبها
- وتردّدتْ في أَيْكها الأَنغامُ
- قد زدتها هرماً يحجُّ فناؤه
- ويُشدُّ للدنيا إليه حِزام
- تقفُ القرونُ غداً على درجاتِه
- تُمْلِي الثناءَ وتكتبُ الأَيام
- أَعوامُ جهدٍ في الشبابِ وراءَها
- من جهد خيرِ كهولة ٍ أعوام
- بلغَ البناءُ على يديك تمامهُ
- ولكل ما تبني يداك تمام
للمزيد يمكنك قراءة : ابيات شعر عن حب الوطن للمتنبي
كلمات قصيدة أيا وطني:
- أيا وَطَني لَقَيتُكَ بَعدَ يَأس.. كَأَنّي قَد لَقيتُ بِكَ الشَبابا
- وَكُلُّ مُسافِرٍ سَيَئوبُ يَوما.. إِذا رُزِقَ السَلامَةَ وَالإِيابا
- وَلَو أَنّي دُعيتُ لَكُنتَ ديني.. عَلَيه أُقابِلُ الحَتمَ المُجابا
- أُديرُ إِلَيكَ قَبلَ البَيتِ وَجهي.. إِذا فُهتُ الشَهادَةَ وَالمَتابا
- وسلا مصرَ : هل سلا القلبُ عنها.. أَو أَسا جُرحَه الزمان المؤسّي ؟
- كلما مرّت الليالي عليه.. رقَّ ، والعهدُ في الليالي تقسِّي
- مُستَطارٌ إذا البواخِرُ رنَّتْ.. أَولَ الليلِ ، أَو عَوَتْ بعد جَرْس
- راهبٌ في الضلوع للسفنِ فَطْن.. كلما ثُرْنَ شاعَهن بنَقسْ
- وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ.. نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي
- جعلتُ حُلاها وتمثالها.. عيونَ القوافي وأمثالها
- وأَرسلتُها في سماءِ الخيال.. تجرُّ على النجم أذيالها
- وإني لغِرِّيدُ هذي البطاح.. تَغَذَّى جَناها وسَلْسالها
- ترى مصر كعبة أشعاره.. وكلِّ معلقة قالها
- وتلمَحُ بين بيوتِ القصيدِ.. جحالَ العروسِ وأحجالها
- وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ .. يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ
- وَمَن يَسقى وَيَشرَبُ بِالمَنايا.. إِذا الأَحرارُ لَم يُسقوا وَيَسقوا
- وَلا يَبني المَمالِكَ كَالضَحايا.. وَلا يُدني الحُقوقَ وَلا يُحِقُّ
- وَلِلحُرِّيَّةِ الحَمراءِ بابٌ.. بِكُلِّ يَدٍ مُضَرَّجَةٍ يُدَقُّ
للمزيد يمكنك قراءة : قصيدة عن الوطن العربي
أبيات شعر مصورة عن الوطن:
للمزيد يمكنك قراءة : 20 رسالة عن حب الوطن
منذ بداية الشعر العربي قد تغزل الشعراء بأوطانهم ونظموا وكتبوا فيه أقوى القصائد وأجمل الأبيات ، وذلك لأن الوطن أغلى من الروح ، إنه الملاذ الآمن لهم ولنا ، ولن نشعر بقيمته إلا عندما نتغرب ونبعد عنه ، وإلى هنا أيها المتابعين نكون قد وصلنا لختام مقال الليلة وقد تكلمنا ودار حديثنا فيها حول ابيات شعر عن الوطن لاحمد شوقي بالفصحى ، وضعنا بين أيديكم باقة منتقاة من أجمل الأبيات الممتعة والجميلة ، فقد أرفقنا لكم ثلاثة فقرات مميزة ، وضعنا في أول فقرة منهم كلمات قصيدة تاج البلاد تحية وسلام ، وفي ثاني فقرة كلمات قصيدة أيا وطني ، وختمنا حديثنا بفقرة بعنوان أبيات شعر مصورة عن الوطن.