لقد ولد الإمام يحيى حميد الدين بالحيمة وذلك في 15 ربيع الأول من العام 1286هجرياً ، الموافق لشهر حزيران من العام 1869 ميلادياً ، وقد توفي بشهر شباط من العام 1948 ميلادياً ، واسمه (يحيى ابن الإمام منصور بالله محمد بن يحيى بن محمد بن يحيى بن محمد بن إسماعيل بن حميد الدين) ، ويرجع نسبه لعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ، واليوم سوف نتعرف أكثر على سيرته فتابعوا معنا.
تعليم يحيى حميد الدين:
- لقد نشأ الإمام بمدينة صنعاء اليمنية ، وقد حرص أبيه على أن يُكسب ابنه العلم والفضائل ، وحبب له الاشتغال بالعلم ، فعندما وصل الإمام لعمر السادسة وضعه أبيه بين يدي الأساتذة والشيوخ في هذا العصر من أجل أن يتتلمذ على أيديهم ، كما وقد اهتم أبيه بتعليمه الفرائض ومختلف أصول الأحكام وعلم الحديث والفقه والنحو ، وقد تربي تربية إسلامية قوية جداً.
- وعندما وصل للعشرين عام احتل مكانة رفيعة بين النبلاء والأدباء ، وشارك في الكثير من المحاورات الأدبية مع مجموعة من العلماء ، وقد تلقى العلوم في صغره على يد الشيوخ العلماء ، وتنقل برفقة أبيه لأماكن كثيرة ، وكان يحضر دروس علمية باستمرار ، ومن أهم العلماء والمشايخ التي تعلم أيديهم الإمام يحيى : لطف الباري محمد بن شاكر ، وهذا العالم قد تتلمذ على يده في العام 1914م ، وأحمد بن عبد الله بن محسن القحيطا الذي يطلق عليه (الجنداري) ، وقد تتلمذ على يده في العام 1918م ، وعبد الوهاب بن محمد أحمد المجاهد ، وعبد الله بن أحمد المجاهد ، وغيرهم.
للمزيد من الشخصيات يمكنك قراءة : عقبة بن نافع
فترة حكمه وإنجازاته:
لقد عمل الإمام يحيى إبان فترة حكمه التي امتدت من العام 1904م وحتى العام 1944م في تقريب المسافات بين دولة اليمن والمجتمع الدولي الحديث ، والنهوض باليمن ، وهو ما دفعه لانتهاج الكثير من التدابير التي تنقل وتخطو باليمن تجاه الاستقرار والأمن ، وكان هذا من خلال الاهتمام بالجانبين الثقافي والعسكري للدولة بإتباع التالي :
- لقد أحيى العلم بكافة أرجاء اليمن ، وخصوصاً صنعاء والمناطق الوسطى ، فقد قام الإمام بتكليف أصحاب الكفاءة والخبرة العلمية بأن يدرسوا وينشروا العلم في مناطقهم.
- قام بتعيين القضاة بمناطق مختلفة من دولة كي يصبحوا عوناً له في إدارة البلاد ضمان استقرارها.
- قام بتأسيس نواة أولى لبناء جيش تكون من جماعات المقاتلين النظاميين بالإضافة لبقايا عساكر الضبطية اليمنية ، والجندرمية التركية الذي فضلوا البقاء ، بالإضافة للجنود الذين جمعهم من كافة القبائل اليمينة.
- قام بإعادة فتح المدارس الحربية وعين المعلمين والمحافظين والخدم فيها.
- قام بإعادة تشغيل مصنع الأسلحة الذي تم تأسيسه بصنعاء على يد العثمانيين.
- قام بإعادة إعمال وسائل الاتصال على اختلافها ، وذلك نظراً لأهميتها الكبيرة في إيصال الرسائل العاجلة وإنقاذ الأوامر ، وقد تجلى هذا الأمر من خلال اهتمامه بالتلجراف وكل ما له صلة به من أدوات وتمديدات لازمة لتشغيله.
للمزيد من الشخصيات يمكنك قراءة : بحث عن احمد زويل
استقلال اليمن:
- وبعد أن سقطت الخلافة العثمانية ، قسم البريطانيون الجزيرة العربية ، فقد استقل شمال اليمن عن الدولة العثمانية وذلك في العام 1849 ، وقامت المملكة المتوكلية في العام 1918 بعد أن سقطت الدولة العثمانية وملوكها من آل حميد الدين.
- كان امتداداً لوجاهة زيدية على مدينة صنعاء وما حولها من المناطق من القرن العاشر الميلادي وكانت وظيفتهم الأساسية هي الوساطة بين قبائل حاشد وبكيل وقد كان يطلق عليهما جناحي الأئمة الزيدية ، لأن الحكم الزيدي كان قائم على ولاء القبيلتين خصوصاً من بين سائر قبائل اليمن ، فلم تكن العلاقات ودية وأخوية بين القبائل دائماً ، فعندما تولى الإمام يحيى الحكم قد عمد على محاولة إخضاع القبائل بالقوة ، وقد استغل الدين وأي بادرة تمرد كان يقابلها بعنف شديد ويقمعها وذلك بمساعدة قبائل صعدة التي كانت في هذا التوقيت أقوى مراكز الزيدية إلى ما بعد سقوط الملكية بدولة اليمن.
للمزيد من الشخصيات يمكنك قراءة : حافظ إبراهيم