إن الله سبحانه وتعالى قد بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام ، الرسالة الخاتمة لجميع الرسائل السماوية وللشرائع الإلهية ، فكان بذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وقد جاء الأمر الإلهي بتكليفه صلى الله عليه وسلم بالدعوة بدءاً بقومه ، كما جاء بقول الله عز وجل {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، ثم حدث أن تم توسيع نطاق الدعوة والجهر بها ، كما جاء في قول الله عز وجل : {فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين} ، وفي هذا اليوم سوف نسلط الضوء أكثر على واحد من الصحابة قد قتلته الجن ، وسوف نتعرف على قصته كاملة ، فتابعوا معنا.
صحابة رسول الله:
- وكحال بقية الأنبياء والمرسلين عليهم جميعاً السلام وأتم التسليم ، لاقي النبي محمد صلى الله عليه وسلم من قومه رفض وأذى كثير جداً ، إلا أن هناك فئة خيرة قد استجابت لهذه الدعوة المباركة وقد آمن برسالته ، فنصرته وصحبته ، ووقفت بجواره حتى امتدت الدعوة الإسلامية وانتشرت في بقاع الأرض ، وقوي الدين الإسلامي بتلك الفئة وانتصر ، وكبرت تلك الفئة ، وزاد عددها كثيراً بعد الهجرة للمدينة المنورة ، فأصبح ينضوي تحتها قسمين ألا وهما : المهاجرون ، والأنصار ، تلك الفئة التي أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنها من خير القرون.
- كما روي عنه قوله : (خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم} هي الصحابة رضوان الله عليهم ، وقد جاء مدح الله عز وجل لهم وثناؤه عليهم بمواطن عديدة بالقرآن الكريم ، ومنها قوله تعالى : {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
للمزيد يمكنك قراءة : هل تعلم عن الصحابة والعشرة المبشرين بالجنة
الصحابي الذي قتله الجن:
- إن هناك الكثير من الروايات التي تقول بأن أحد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم قد توفي مقتولاً من الجن ، وذلك الصحابي هو (سعد بن عبادة) رضي الله تعالى عنه ؛ فقد جاء بالروايات ببعض كتب تاريخ الصحابة وتراجمهم ، بأن الصحابي سعد بن عبادة وجد بمغتسله ميتاً ، وقد اخضر جسده ، وقد جاء ببعض الروايات أنه بال بجحر ، والجحور هي مساكن الجن ، فقتلته الجن ، وبتتبع علماء أهل الحديث لتلك الروايات توضح أنها لم تصح ، رغم أن هذا الخبر موجود ومكرر في الكثير من الروايات والمراجع ، وذلك ما جعل تلك القصة مشهورة ، ويشيع بأن الجن قد قتلت سعد رضي الله عنه ، إلا أن تتبع أسانيد تلك الأخبار والروايات قد أثبتت عدم صحتها وضعف الأسانيد التي أوردتها.
الصحابي سعد بن عبادة:
- إنه سعد بن عبادة بن دليم الخزرجي الأنصاري ، وكنيته أبو ثابت ، وهو من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد شهد بيعة العقبة وكان أحد نقبائها ، والصحابي الجليل زعيم لقبيلة الخزرج من كبرى القبائل التي كانت موجودة بالمدينة المنورة وقتها ، وكان يعرف عنه رضي الله عنه الجود والسخاء وكثرة إطعامه للطعام ، وكان من وجهاء الأنصار ، وحاملاً لواءهم ، وصاحب رايتهم ، وقد استشاره رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وسعد بن معاذ بصفتهما أنهما سادة الأنصار.
- ولم يكن رضي الله عنه مكثراً لرواية الحديث ، فمجموع ما رواه الصحابي الجليل عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث هو عشرون بالمكرر ، ومن فضائله بالإضافة لكرمه وما قدمه للدين الإسلامي ، هو دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم له ولآل بيته ، فقد روي قيس بن سعد بن عبادة رضي الله تعالى عنهما قوله :
- (زارَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في منزلِنا فقالَ: السَّلامُ عليكُم ورَحمةُ اللَّهِ، قال: فردَّ سعدٌ ردّاً خفيّاً، قال قيسٌ: فقُلتُ: ألا تأذَن لِرَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؟ فقالَ: ذَرْهُ يُكثِرْ علَينا مِن السَّلامِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: السَّلامُ عليكُم ورَحمةُ اللَّهِ، فردَّ سَعدٌ ردّاً خفيّاً، ثُمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: السَّلامُ عليكُم ورحمةُ اللَّهِ، ثُمَّ رجَعَ رسولُ اللَّهِ، واتَّبعَهُ سعدٌ فقالَ: يا رسولَ اللهِ إنِّي كنتُ أسمَعُ تسليمَكَ وأردُّ عليكَ ردّاً خفيّاً؛ لتُكثِرَ علَينا منَ السَّلامِ، قالَ: فانصرفَ معَهُ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- وأمرَ له سَعدٌ بغُسلٍ فاغتسَلَ، ثم ناوَلَهُ مِلحفَةً مصبوغَةً بزعفرانٍ أو وَرسٍ فاشتَملَ بِها، ثمّ رفَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يدَيهِ وهو يَقولُ: (اللهُمَّ اجعَلْ صلَواتِكَ ورَحمتَكَ على آلِ سعد بنِ عُبادَةَ)، قال: ثُمَّ أصابَ رسولُ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- مِن الطَّعامِ، فلمَّا أرادَ الانصِرافَ قرَّبَ لهُ سعدٌ حِماراً قد وطأ عليهِ بقَطيفَةٍ، فركِبَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال سعدٌ: يا قيسُ اصحَب رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قال قيسٌ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: اركَب، فأبَيتُ، ثُمَّ قالَ: إمَّا أن تركَبَ وإمَّا أن تنصَرِفَ، فانصرَفتُ)
للمزيد يمكنك قراءة : اسئلة عن الصحابة
معلومات مصورة عن الصحابة:
للمزيد يمكنك قراءة : معلومات اسلامية