الغزل في الشعر الأندلسي انواعه وخصائصه ومختارات من اجمل القصائد الاندلسية
محتوي الموضوع
الشعر الغزلي على مر العصور و الازمان مر بالعديد من الفترات الزاهية ، فعلى سبيل المثال لم يكن شعر الغزل منتشرا بكثرة في العصر الاسلامي ، اما في العصر الاندلسي فقد انتشر الشعر الغزلي ، ولم يكن هذا النوع من الشعر محصورا فقط ما بين الشعراء المحترفين وانما تشارك الشعراء مع الامراء و الكتّاب و الفلاسفة ، حتى اهل النحو و اللغة ، ويرجع السبب وراء ذلك للطبيعة الاندلسية والتي كانت مشهورة بجمالها منقطع النظير ، حيث ان الطبيعة كانت تزيد من رغبة الشعراء في القاء اجمل و اروع ابيات الغزل الجميل ، لم تكن الطبيعة فقط هي السبب في انتشار الشعر الغزلي بل كذلك ثقافة المجتمع الاندلسي بنفسه ، وكان للشعر الغزلي الاندلسي ثلاث اتجاهات وهي الاتجاه المحدث و الاتجاه المحافظ واخيرا الاتجاه المحافظ الجديد ، واليوم ومن خلال موقع احلم يسعدنا ان نقدم لكم باقة من المعلومات اللغوية و ابيات الشعر الغزلية عن الشعر الغزلي في العصر الاندلسي ، فنتمنى ان تنال هذه المعلومات و الاشعار اعجابكم.
انواع الغزل في الشعر الاندلسي
- الغزل الطاهر العفيف :- وفي هذا النوع يقوم الشاعر بتصوير فرحة اللقاء ، حيث يقوم بوصف ما يلاقيه من مشاعر مختلفة سواء الم و غرام او عذاب ، بالاضافة الى لوعة الحب ، ولهذا النوع من انواع الغزل اسم آخر وهو الغزل الموضوعي والسبب هو ان الشاعر لا يتطرق الى الجوانب الحسية في المحبوبة,
- الغزل الحسّي :- خلال هذا النوع يلجأ الشاعر الى ذكر الجوانب النفسية و كذلك الحسية للمحبوبة ، مثل ان يتغزل في جمال عينيها ، كما يقوم بتصوير العقبات التي تقف عائقا امامه وتمنعه من رؤية المحبوبة مثل الاهل و الوشاة.
- الغزل بالمذّكر :- كان هذا النوع منتشرا ايضا في العصر العباسي ، وذلك نتيجة الاختلاط مع الاقوام الغير عربية بالاضافة الى كثرة الجواري ، وكان سبب انتشار هذا النوع هو كثرة ذهاب الشعراء الى الحانات وكذلك وجود الغلمان في المنازل من اجل الخدمة ، كما انه كان يُطلب من الشعراء التغزل في الغلمان.
اقرأ ايضا : كلام الحب والغزل في الشعر العربي 200 بيت لك حبيبتي
قصيدة يوم تضاحك نوره الوضاء لابن سهل الاندلسي
يَومٌ تَضاحَكَ نورُهُ الوَضّاءُ
لِلدَهرِ مِنهُ حُلَّةٌ سيَراءُ
والبَحرُ وَالمَيثاءُ وَالحَسَنُ الرِضا
لِلناظِرينَ ثَلاثَةٌ أَكفاءُ
فَإِذا اِعتَبَرنا جودَهُ وَعُلاهُ لَم
يَغرِب عَلَينا البَحرُ وَالمَيثاءُ
وَاليَمُّ رَهوٌ إِذ رَآكَ كَأَنَّهُ
قَد قَيَّدتَهُ دَهشَةٌ وَحَياءُ
لَقِنَ الوَقارُ إِذ اِرتَقى مِن فَوقِهِ
نَدبٌ أَشَمُّ وَهَضبَةٌ شَمّاءُ
لاقى نَداهُ نَبتَها فَتَرى يَدًا
بَيضاءَ حَيثُ حَديقَةٌ خَضراءُ
فَذٌّ تَغَرَّبَ في المَكارِمِ أَوحَدا
فَتَأَنَّسَت في ظِلِّهِ الغَرباءُ
يَدعو الوُفودَ إِلى صَنائِعِهِ
الَّتي شَرُفَت فَشَأناهُ نَدى وَنِداءُ
أَيّامُهُ مَصقولَةٌ أَظلالُها
سَدِكَت بِها الأَضواءُ وَالأَنداءُ
أَورَقنَ أَو أَشرَقنَ حَتّى إِنَّهُ
تَجري الصِلادُ وَتُقبَسُ الظَلماءُ
هَديٌ وَجودٌ وَهوَ مِثلُ النَجمِ عَنهُ
تَحَدَّثُ الأَنواءُ وَالأَضواءُ
أَعطى وَهَشَّ فَما لِنَشوَةِ جودِهِ
صَحوٌ وَلا لِسَمائِهِ إِصحاءُ
كَفلَ الوَرى فَلَهُ إِلى خَلّاتِهِم
نَظَرٌ وَعَن زَلّاتِهِم إِغضاءُ
آمالُهُم شَتّى لَدَيهِ تَخالَفَت
وَقُلوبُهُم بِالحُبِّ فيهِ سَواءُ
يا مَن أَنا وَمَديحُهُ وَنَوالُهُ
أَلطَوقُ وَالتَغريدُ وَالوَرقاءُ
بِكرٌ أَتَتكَ عَلى اِحتِشامٍ فَليَجِد
مِنكَ القَبولَ العُذرُ وَالعَذراءُ
تُجلى بِفَخرِكَ فَالسَماءُ مِنَصَّةٌ
وَالشُهبُ حَليٌ وَالصَباحُ رِداءُ
فَاسلَم وَكُلُّ الدَهرِ عِندَكَ مَوسِمٌ
أَبَدًا وَكُلُّ الشِعرِ فيكَ هَناءُ
وَاِخلُد مُعافى الجِسمِ مَمدوحًا إِذا
حُرِمَ الأَطِبَّةُ يُرزَقُ الشُعَراءُ
قصيدة يا شقيق الروح
يا شقيقَ الرُّوحِ منْ جَسَدي أهوىً بي منك أم لَمَمُ ؟
ضِعْتَ بين العَذْلِ والعَذَلِ
وأنـا وَحْـدي على خَـبـَلِ
ما أرى قلبـي بمُحْـتـَمـِلِما يريـدُ البـَيـْنُ من خَـلَدي وهو لا خَـصْـمٌ ولا حَـكَـمُ
أيـها الظَّـبْيُ الذي شرَدَا
تَرَكَـتْني مُـقْـلَتاك سُـدى
زَعَـمـوا أنّي أراكَ غـدا
وأظـنُّ الـمـوتَ دونَ غـدِ أينَ مني اليومَ ما زعموا ؟
ادْنُ شـيـئـاً أيُّـهـا القـمـرُ
كـادَ يمحـو نورَك الخَفَرُ
أَدَلالٌ ذاك أم حَـــــذَرُ
لا تَخَفْ كيدي ولا رَصَدي أنتَ ظبيٌ والهوى حَرَمُ
يـا هشـامَ الحُسْـنِ أيُّ جَــــــوى
يـا هــوىً أَزْرى بــكــلِّ هـــوى
لـم أجــدْ مذْ غبت عــنــه دوا
عََلَّـمَـتْـكَ النـَّفْثَ في العُقَََـدِ لََـحـظـاتٌ كـلّـُهـا سَـقََـمُ
هـل بِـــشــــوقـي رَدْعُ كلِّ صَبــــا
تَجْتَلـــيهـــــــــــا آيـــةٌ عَجَبــــــــا
حين أشـدوهـــــا بِـكُـمْ طَـرَبــــــا
يا نسيمَ الروحِ من بلدي خَبِّرِ الأحبابُ كيفَ هُمُ
و يمكنكم ايضا قراءة : قصائد محمد السديري غزل وحب وحكم روعة
خصائص الشعر الغزلي في العصر الاندلسي
- التحرر من المعاني البدوية القديمة
حيث كانت معاني الشعر الاندلسي تتماشى في ذلك الوقت مع البيئة المتحضرة ، والتي كانت سائدة في العصر الاندلسي ، فضلا عن مظاهر الغنى و الترف التي كان المسلمون يتمتعون بها في الاندلس ، وعلى الرغم من ذلك لم تكن هذه السمة ( التحرر من المعاني البدوية القديمة ) تشمل جميع القصائد الغزلية في العصر الاندلسي فقد كان هناك بعض القصائد التي تلجأ الى المعاني البدوية في التعبير عن الحب ، يقول ابن زيدون :-
سرى ينافحهُ نيلوفرٌ عبقٌ
وسنانُ نبّهَ منهُ الصبحث أحداقا
لو شاء حملي نسيمُ الصبحِ حينَ سرى
وافاكمُ بفتًى أضناهُ ما لاقى
- رقة الالفاظ بالاضافة الى خفّة الاوزان و التراكيب
شعر الغزل في الغالب يكون ارق من بعض الاغراض الشعرية الاخرى المعروفة عند العرب ، حيث كان الشاعر حذرا في اختيار الفاظه في حالة اراد ان يقول غزلا ، فما بالك بمن نشأ في بيئة طبيعية جميلة كأنها جنة على الارض ، ولهذا السبب جاء شعر الغزل في العصر الاندلسي رقيقا جدا ، ومثال على ذلك البيت الشعري للشاعر ابن عبد ربه ، والذي وصف فيه قلبه الذي اصبح اسيرا لمشاعر الحب ، حيث قال :
قيّدهُ الحبُّ كما
قيّدَ راعٍ جملا
- تصوير الطبيعة و مفاتنها
وكان ذلك يخدم معاني الغزل والتي تقوم بوصف المحبوبة ، فتارة يقوم الشاعر بوصف الطبيعة على انها تشبه المحبوبة و محاسنها ، وتارة اخرى يقوم بوصف محاسن المحبوبة مستعينا بالطبيعة مثل الاجشار و الزهور و الطيور ، فقد كان يشبه اعين المحبوبة بالمها ، ومن امثلة ذلك قول ابن خفاجة :
وَصَقيلَةِ الأَنوارِ تَلوي عِطفَها
ريحٌ تَلُفُّ فُروعُها مِعطارُ
عاطى بِها الصَهباءَ أَحوى أَحوَرٌ
سَحّابُ أَذيالِ السُرى سَحّارُ
وَالنورُ عِقدٌ وَالغُصونُ سَوالِفٌ
وَالجِذعُ زَندٌ وَالخَليجُ سِوارُ
- طغيان الوصف المادي للمحبوبة على الوصف الخلقي
في العصر الاندلسي لم يعد الشاعر مهتما بصفات المرأة من خلق حسن او حياء ، بل كان يعتمد على محاسنها و مفاتنها ، ونجد ذلك واضحا في قول ابن زيدون :
فرشَفْتُ الرُّضَابَ أَعْذَبَ رَشْفٍ
وهَصَرْتُ القَضِيْبَ ألطَفَ هَصْرِ
ونَعِمْنا بِلَفِّ جِسْمٍ بِجِسْمٍ
للتّصافي وقرَعِ ثغرٍ بثغرِ
قصيدة في كل ناد منك روض ثناء
في كُلِّ نادٍ مِنكَ رَوضُ ثَناءِ
وَبِكُلِّ خَدٍّ فيكَ جَدوَلِ ماءِ
وَلِكُلِّ شَخصٍ هِزَّةُ الغُصنِ النَدي
غِبَّ البُكاءِ وَرِنَّةُ المُكاءِ
يامَطلَعَ الأَنوارِ إِنَّ بِمُقلَتي
أَسَفاً عَلَيكَ كَمَنشَإِ الأَنواءِ
وَكَفى أَسىً أَن لاسَفيرٌ بَينَنا
يَمشي وَأَن لامَوعِدٌ لِلِقاءِ
فيمَ التَجَمُّلُ في زَمانٍ بَزَّني
ثَوبَ الشَبابِ وَحيلَةَ النُبَلاءِ
فَعَريتُ إِلّا مِن قِناعِ كَآبَةٍ
وَعَطِلتُ إِلّا مِن حُلِيِّ بُكاءِ
فَإِذا مَرَرتُ بِمَعهَدٍ لِشَبيبَةٍ
أَو رَسمِ دارٍ لِلصَديقِ خَلاءِ
جالَت بِطَرفي لِلصَبابَةِ عَبرَةٌ
كَالغَيمِ رَقَّ فَحالَ دونَ سَماءِ
وَرَفَعتُ كَفّي بَينَ طَرفٍ خاشِعٍ
تَندى مَآقيهِ وَبَينَ دُعاءِ
وَبَسَطتُ في الغَبراءِ خَدّي ذِلَّةً
أَستَنزِلُ الرُحمى مِنَ الخَضراءِ
مُتَمَلمِلاً أَلَماً بِمَصرَعِ سَيِّدٍ
قَد كانَ سابِقَ حَلبَةِ النُجَباءِ
لا وَالَّذي أَعلَقتُ مِن تَقديسِهِ
كَفّي بِحَبلَي عِصمَةٍ وَرَجاءِ
وَخَرَرتُ بَينَ يَدَيهِ أَعلَمُ أَنَّهُ
ذُخري لِيَومِيَ شِدَّةٍ وَرَخاءِ
لا هَزَّني أَمَلٌ وَقَد حَلَّ الرَدى
بِأَبي مُحَمَّدٍ المَحَلَّ النائي
في حَيثُ يُطفَأُ نورُ ذاكَ المُجتَلى
وَفِرِندُ تِلكَ الغُرَّةِ الغَرّاءِ
وَكَفى اِكتِئاباً أَن تَعيثَ يَدُ البِلى
في مَحوِ تِلكَ الصورَةِ الحَسناءِ
فَلَطالَما كُنّا نُريحُ بِظِلِّهِ
فَنُريحُ مِنهُ بِسَرحَةٍ غَنّاءِ
فَتَقَت عَلى حُكمِ البَشاشَةِ نورَها
وَتَنَفَّسَت في أَوجُهِ الجُلَساءِ
تَتَفَرَّجُ الغَمّاءُ عَنهُ كَأَنَّهُ
قَمَرٌ يُمَزِّقُ شَملَةَ الظَلماءِ
قاسَمتُ فيهِ الرُزءَ أَكرَمَ صاحِبٍ
فَمَضى يَنوءُ بِأَثقَلِ الأَعباءِ
يَهفو كَما هَفَتِ الأَراكَةُ لَوعَةً
وَيُرِنُّ طَوراً رِنَّةَ الوَرقاءِ
عَجَباً لَها وَقَدَت بِصَدرٍ جَمرَةً
وَتَفَجَّرَت في وَجنَةٍ عَن ماءِ
وَلَئِن تَراءى الفَرقَدانِ بِنا مَعاً
وَكَفاكَ شُهرَةَ سُؤدُدٍ وَعَلاءِ
فَلَطالَما كُنّا نَروقُ المُجتَلي
حُسناً وَنَملَأُ ناظِرَ العَلياءِ
يُزهى بِنا صَدرُ النَدِيِّ كَأَنَّنا
نَسَقاً هُناكَ قِلادَةُ الجَوزاءِ
اقرأ كذلك من خلال موقعنا : أشعار الحب والغزل 20 بيت شعر من روائع الشعر العربي
بذلك اعزائي متابعي موقع احلم نكون قد وصلنا الى ختام موضوعنا اليوم الغزل في الشعر الاندلسي ، فكما نرى فان الشعر في العصر الاندلسي كان يتسم بجمال الاسلوب بالاضافة الى الرقة و كذلك عنصر الخيال ، كما كان يتميز ايضا بتعدد الاغراض مثل المديح و الغزل و الرثاء فضلا عن الهجاء وغيرها ، ولذلك يعتبر العصر الاندلسي من اكثر العصور التي شهدت ازدهار شعر الغزل .. نتمنى ان تكون هذه المعلومات الادبية و الابيات الشعرية الغزلية قد اعجبتكم وحازت رضاكم وانتظروا المزيد من الموضوعات المرتبطة بابيات الشعر في مختلف العصور من خلال موقع احلم.
اين قصائد المعتمد