محتوي الموضوع
نقد م لكم هذه المقالة من موقع احلم تحت عنوان القدر معناه وأدلة من الكتاب والسنة، فالقدر هو القضاء الذي قدره الله تعالى على عباده، والإيمان بالقدر من سعادة أو شقاء أو خير أو شر، واجب من واجبات الإسلام وأساسياته، والقدر هو ما قدره سبحانه وتعالى لمخلوقاته وفقا لعلمه وحكمته.
معنى القدر من حيث اللغة:
القدر في اللغة العربية من التقدير أو من القدرة، ومن أسماء الله الحسنى القدير والقادر، فهو الذي يقدر على كل شئ، وهو من قدر الشئ وقاضيه، فهو سبحانه وتعالى على كل شئ قدير، وليلة القدر ليلة مباركة من ليالي شهر رمضان، وهي ليلة أُنزل فيها القرآن الكريم، وهي الليلة التي تقدر فيها الأمور وتقضى، قال الله تعالى: ﴿إنا أنزلناه في ليلة القدر﴾.
القدر من وجهة نظر الإسلام
قدر الله تعالى كل الأشياء في واسع علمه ثم خلق تلك الأشياء، فلقد حدد مقدارها وحالها وزمانها ثم خلقها، فكل مخلوق لا يقدر على أي شئ إلا بعلم الله وقدر الله وإرادة الله، والإنسان ليس مسير ومجبر في كل أمر، والله ليس ظلاّم للعبيد، لذلك أرسل الأنبياء لكي يبشروا وينذروا الناس ويذكروهم بالثواب والعقاب، والإنسان ذا قدرة وإرادة محدودة فهو لا يفعل شئ بقدرته هو بل بقدرة الله عز وجل، لذلك يمكن للإنسان فعل الشئ ويتحمل مسئولية ما فعل، فيتحقق بهذا العدل في الثواب والعقاب، وقال العلماء أن الإنسان لم يختر كل أفعاله، وهو أيضا ليس مجبرا على أفعاله وليس مختارا لها، ولكن الأفعال من قدرة الله.
أهمية الإيمان بالقدر
يرتبط الإيمان القدر بالإيمان بالله تعالى، والإيمان بذاته الإلهية وجميع أسمائه الحسنى وصفاته العليا من العلم والإرادة والقدرة ، والإيمان بالقدر هو المعيار لقياس مدى درجة الإيمان بالله، ومدى معرفة العبد بربه وخالقه، وينتج من هذه المعرفة من يقين تام بالله وجلاله وكماله سبحانه وتعالى.
الإيمان بالقدر هو التصديق بقضاء الله تعالى وما قدره من خير أو شر، وأنه هو من يفعل ما يشاء بإرادته ومشيئته وتقديره وتدبيره، ولا يستطيع أحد من مخلوقاته أن يغير قدره وما كتب في اللوح المحفوظ ، فالله خلق كل أفعال عباده من طاعة ومعصية، ومع هذا جعل عباده قادرين على اختيار أفعالهم وليسوا في حالة إجبار عليها، وأمرهم بفعل الخير ونهاهم عن فعل الشر، فهي تحدث بقدرتهم وإرادتهم المحدودة، والله تعالى يهدي من يشاء منهم برحمته الواسعة، قال صل الله عليه وسلم: (لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لدخلت النار).
أدلة على أهمية الإيمان بالقدر
- أدلة من القرآن الكريم على أهمية الإيمان بالقدر:
- قال تعالى:(وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا) سورة الأحزاب.
- قال تعالى:(لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا) سورة الأنفال.
- قال تعالى:(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)سورة التغابن.
- قال تعالى:(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)سورة التغابن.
- قال تعالى:(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) سورة البقرة.
- أدلة من السنة النبوية على أهمية الإيمان بالقدر:
- قال النبي محمد صل الله عليه وسلم:
(وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ؛ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ الله وَمَا شَاءَ فَعَلَ كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى الْعَجْزُ وَالْكَيْسُ).
-
أدلة من أراء العلماء على أهمية الإيمان بالقدر:
إتفق العلماء ضرورة الإيمان بالقدر الذي قدره الله تعالى سواء كان خير أو شر، ومن أراء العلماء نذكر ما يلي :
- قال النووي: أثبتت كل أدلة من القرآن والسنة النبوية الشريفة وأراء الصحابة والتابعين على وجود القدر وثبوته.
- وقال إبن حجر: كل الأمور بتقدير من الله تعالى.
- ويقول إبن حجر أيضا في كتابه تذكرة المؤتسي: إتفق العلماء على الإيمان بالقدر من خير أو شر، وكل الأمور تتم بإرادة الله تعالى ومشيئته، فخلق السعادة لمن شاء من عباده وهذا بفضله، وخلق الشقاء لمن شاء من عباده وهذا بعدله، وكل هذا لحكمة لا يعلمها إلا الله تعالى، وحجب عنا علم سرها والحكمة منها، قال تعالى:(لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)، وقال تعالى:(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ).
منازل القدر
- منزلة العلم: يجب الإيمان بعلم الله فهو المحيط بكل الأمور، فهو يعلم ما كان ويكون وسيكون من الأمور، ويعلم كل شئ عن عبادهم قبل خلقهم، ويعلم من منهم سيدخل الجنة ومن سيدخل النار.
- منزلة الكتابة: كتب الله لجميع المخلوقات أقدارهم في اللوح المحفوظ، وكل ما كتب سيحدث لا محالة.
- منزلة المشيئة والإرادة: كل شئ يحدث بمشيئة وإرادة الله سبحانه وتعالى.
- منزلة الخلق: الله تعالى خالق كل شئ،قال تعالى:( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ).
وفي الختام يجب أن نذكر أسس الإيمان بالقدر:
- علم الله تعالى واسع يشمل الماضي والحاضر والمستقبل .
- الله غني، فلا حاجة له لشئ من عباده، فغناه شامل بلا حدود، فالله غني ونحن الفقراء إليه، أي نحن من نحتاجه وليس هو من يحتاجنا.
- الله ليس بظلاّم للعباد، والله حرم على نفسه وذاته العليا الظلم، قال تعالى): إن الله لا يظلم الناس شيئاً) سورة يونس.
- الله أقام الحجة على عباده، وقيام الحجة هنا على كل بالغ عاقل، وغير ذلك سواء من الصغار أو من يعاني الجنون والمرض العقلي رفعت عنه الحجة، وفاقد الإرادة لا تقام عليه الحجة، بالإرادة يختار العبد بين الطاعة وبين المعصية،والله لا يكلف أي نفس ألا وسعها.