قصة سيدنا محمد الهجرة النبوية من مكة الى المدينة الجزء 1
الهجرة النبوية من مكة الى المدينة
محتوي الموضوع
كيف سيترك النبي محمد صلى الله عليه وسلم مكة ويذهب للمدينة، وماذا سيفعل معه الكفار، هذا ما سنتعرف عليه من خلال هذا المقال المهم الذي يروي لنا سيرة أفضل وأشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
جاء وقت ذهاب نبينا الكريم محمد عليه الصلاة و السلام المسلمين وهجرتهم من مكة إلى المدينة، في كل يوم كان يسافر بعض المسلمين من مكة ويذهبوا للمدينة، وفي اليوم الثاني ذهب مجموعة أخرى من المسلمين، وهكذا في كل يوم تسافر مجموعة منهم للمدينة
ولكن سيدنا محمد لم يهاجر بعد للمدينة لانه ينتظر موعد هجرته من الله، والذي سيخبره به الله عن طريق جبريل عليه السلام
الكفار يخططون لقتل النبي
في نفس وقت هجرة المسلمين، أحس الكافرون أن المسلمين يتركون مكة ويهاجروا للمدينة، وهنا قرروا أن يتجمعوا لعمل خطة لمنع المسلمين من هجرتهم للمدينة
تجمع الكافرون في بيت يسمى ” دار الندوة ” وظلوا يفكرون
قال أحدهم أفضل حل أن نحبس النبي
فرد عليه آخر : لا لن يتركه أصحابه من المسلمين وسيدافعون عنه وسيهاجموننا وينقذوه من أيدينا.
قال أحد الكفار: اتركوه يرحل هو والمسلمين ويتركوننا.
فردوا عليه: بالطبع لا ، من يراه أو يسمع حديث يحبه ويتبعه، وقد أصبح لديه أصحاب كثيرون، وسيصبحون أقوى منا ويأتوا لحربنا بسبب مافعلناه بهم من عذاب
بينما جاء أبو جهل وكان أكثرهم شرا وقال لهم لدي فكرة جهنمية أفضل شيء هو أن نقتل محمد، نختار من كل قبيلة شبابها الاقوياء ونجمعهم جميعا ليهجموا على بيت محمد ويقتلوه، ووقتها لن يستطيع أهل محمد الدفاع عنه لكثرة شبابنا وقوتهم
أُعجب الكفار بفكرة أبو جهل، واتفقوا على أن يقتلوا سيدنا محمد حينما يخلد للنوم، فيدخلوا عليه بسيوفهم ويضربوه كلهم، يقتلوا محمد الكريم صاحب أنقى قلب في العالم، وأطيب انسان الذي لم يؤذي عمره إنسان ولا حيوان ولا حتى الشجر، حتى مع أذية الكافرين له لم يرد الاساءة وانماصفح عنهم لانه يريدهم ان يدخلوا جميعا دين الاسلام ويدخلوا الجنة، فهو الذي اصطفاه الله عز وجل من دون كل البشر ليكون رسولا العالمين.
ولكن هيهات أن يجتمع الخير والطيبة في قلوب تلك الشياطين الذين يكرهون النبي ويتمنون الخلاص منه للابد، وبدا لهم أنه لايوجد من يسمعهم أو يرى تخطيطهم، فلم يدركوا أن الله سامعهم ومطلع عليهم وعلى مايخططون له، وأبى الله عز وجل أن ينفذوا مكرهم بالرسول الكريم.
موعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
أرسل الله تعالى جبريل عليه السلام للنبي الكريم ليحذره من مكر الكفار وما أعدوّه له، فقال جبريل للنبي ألا ينام في سريره هذه الليلة لان الكفار أعدّوا خطة ليقتلوه، وأخبره أن موعد الهجرة للمدينة قد حان.
كان علي بن أبي طالب يعيش مع النبي في بيته وكان عليا مسلما طيبا، وقويا جدا، كما كان شجاعا مقداما لا يخاف من أي شيء
أخبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم علي بأن الملك جبريل عليه السلام حذّره من الكفار، وقال أنه يجب أن يهاجر للمدينة ولكن قبلها إذا كان لدى أحد من مكة عندنا من أمانة فيجب علينا ارجاعها له، فقد كان محمدا أمينا محافظا على أمانات الناس وإن كانوا كفارا حتى في أصعب أوقاته وشدته.
وعند بيت النبي اجتمع عدد من شباب الكفار، وانتظروا حتى يخرج النبي وقت صلاة الفجر ليهجموا عليه بسيوفهم وكان عددهم 40 شابا قويا، ولكن الله كان أقوى منهم، ودبّر الأمر للنبي، ولأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان ولدا شجاعا وقويا فقد نام مكان النبي في سريره وتغطّى بغطاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
علي بن أبي طالب يضحي بحياته من أجل النبي
نظر شباب الكفار من فتحة في باب البيت فظنوا أن النبي مازال نائما في سريره، ولكنه كان سيدنا علي الشجاع نائما مكان النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي يعلم تماما أنه على الحق والصواب وأن الله يحبه وسيحميه من مكر الكافرين
خرج سيدنا محمد من بيته أمام الكافرين، وقد جعلهم الله لا يرون النبي وظلوا واقفين في أماكنهم كالأصنام، فكما خلق الله لهم أعينهم ليروا بها هو أيضا قادر على أن يعمي أبصارهم فلا يرون شيئا، أخذ النبي من تراب الأرض وجعله فوق رؤوسهم وقال آية من القرآن الكريم: بسم لله …فأغشيناهم فهم لا يبصرون.
أي أن الله غطى على أعينهم فجعلهم لايرون، ومضى سيدنا محمد سائرا في طريقه وتركهم واقفين كالتماثيل.
وعندما أفاقوا من غفلتهم وجدوا شعرهم وقد غطاه التراب، وظنوا أن النبي مازال نائما حينما نظروا من فتحة الباب الا أنهم فوجئوا بسيدنا علي هو من كان نائما، وأن الله أخرج النبي من أمامهم وهم لم يشعروا به، .
سنستكمل في المقال القادم أحداث هجرة النبي الكريم وماذا حدث له وهل سيتركه الكافرين يهاجر الى المدينة؟