نقدم لكم هذه المقالة من موقع احلم تحت عنوان بحث عن طلب العلم منهجيته الصحيحة واهميته، فطلب فالعلم هو المصباح الذي ينير العقول حيث يعمل على إزالة الجهل سواء من الافراد أو الامم والشعوب، فالعلم يعمل على تحرير العقول من القيود والأوهام والخرافات التي تترافق مع الجهل والعلم هو الاساس لمختلف الامور، فأنت لا تستطيع القيام بأي عمل دون تعلم قواعده وأسسه، فمثلًا الصلاة هل تستطيع الصلاة دون أن تتعلم كيفية الوضوء وفروضه وسننه ثم تتعلم كيفية الصلاة وفروضها وسننها فبدون التعلم لن تستطيع تأدية الصلاة، وقس على ذلك كل الامور سواء المرتبطة بالدين والعقيدة أو مرتبطة بالعلوم الدنيوية أو الشرعية، ولكن هنا يجب التنويه إلى أن العلم هو نوع من الاسلحة، إلا أنه سلاح ذو حدين فإن لم يقترن هذا العلم بالتقوى والإيمان تحول إلى نقمة على صاحبه ومن احاط به فالعلم والتبحر به يمكن أن يصيب العقل بالشطط إن لم يرافقه الايمان، أما إن رافقته التقوى والإيمان فإنه خير النعم ومفتاح للتقدم ورفاهية الامم فصدق من قال (العلم يبني بيوتاً لا عماد لها … والجهل يهدم بيت العز والكرم).
اقرأ: بحث عن الطيور واشهر أنواعها
منهجية أو خطوات طلب العلم
- تحديد نوع العلم المطلوب تعلمه ولماذا هذا العلم.
- الاخلاص في النية في طلب العلم بأن يجعل طالب العلم طلبه للعلم في سبيل تبديد الجهل وعمل خالص لوجه الله.
- التمسك بالتقوى والإيمان لإحصان العقل من الشطط عند النزول إلى بحر العلم.
- العلم كثير والوقت قصير، لذا راعي في طلب العلم أن تحصل على الاسس والمهم ثم اترك نفسك للتفرع بما يسمح لك الوقت والعمر.
- تدرج في تحصيل العلم فالعلم ثلاث مراحل المبتدئ، والمتوسط، والمنتهي، لذا تدرج في مراحل العلم ولا تقفز حتى تتقن ما تتعلمه فقد قال النبي صل الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه).
- المعلم إذ يجب أن تختار المعلم المناسب والموثوق، ومع التقدم التكنولوجي اصبح متاح اختيار الطريقة التي تتعلم بها حسب اختيارك لمعلمك، هل التعليم المباشر أو عن طريق الوسائط.
- الاستمرارية في طلب العلم فالعلم من الاشياء المتجددة الغير جامدة فدائمًا ما يحمل الجديد، لذا يجب ان تراعي طلب العلم بشكل مستمر لتعمل على تجديد نفسك وتطويرها بمتابعة كل جديد ومتطور.
- اقتران العلم بالعمل فيما يخص العلوم الشرعية، أما فيما يخص العلوم الدنيوية فيجب ان يقترن بالتجربة الميدانية في العلوم العلمية، أما الاجتماعية فيقترن بالتطبيق العملي لها على الواقع الحياتي لطالب العلم.
- الأدب إذ يجب ان يقترن العلم بالأدب وتعلم كيفية طلبه فصدق من قال
التمسِ العلمَ وأَجْمِل في الطلَبْ …. والعلم لا يَحسـنُ إلا بالأدبْ
والأدبُ النـافعُ حسنُ الصـمتِ …. وفي كثير القولِ بعضُ المقتِ
- لا تيأس فطريق العلم غالبًا طويل ومحفوف ببعض المصاعب التي قد تصيب بعض طلاب العلم باليأس، لذا أهل لنفسك لتحمل الصعاب وتخطيها لتستكمل مسيرتك.
اقرأ: بحث عن علم الرياضيات واشهر علمائه
اهمية طلب العلم
تعود اهمية طلب العلم إلى اهمية العلم نفسه فبالعلم هزمنا اعداؤنا وسبقتنا الامم وقد اثبت التاريخ اهمية العلم وأهمية طلب العلم ولم يخلو تاريخنا الاسلامي من هذا، فها هو الامام على بن ابي طالب يقول (كفى بالعلم شرفًا أن يدَّعيه مَن ليس بأهله، وكفى بالجهل عارًا أن يتبرأ منه مَن هو فيه).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم “اطلبوا العلم ولو بالصين، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم. إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يطلب” فليس أدل على اهمية العلم وطلبه ما ذكره نبينا صلوات الله وسلامه عليه أي ان واحدة من اسباب اهمية طلب العلم انه نوعًا من العبادة وتأدية واحدة من الفرائض.
التقدم والنهضة على المستوى الفردي وعلى مستوى المجتمعات والشعوب، فبالعلم ترتفع الامم وبالجهل تصبح في ذيل الامم، ولكن هنا يجب أن لا يقتصر الامر على طلب العلم وإنما يجب ان يقترن العلم بالعمل أو بالتطبيق لهذا العلم حتى تأتي الاستفادة.
اقرأ: بماذا تشتهر البرازيل معلومات مفيدة وقيمة
فوائد أخري لطلب العلم
العلم مصباح للتخلص من ضلال الجهل وقيوده والتحرر.
العلم يعطي لصاحبه مكانه عالية وتقدير ومهابة تخيف الجهلاء فقد قال ابن حزم (لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهَّال يهابونك ويجلُّونك، وأن العلماء يحبونك ويُكرِمونك، لكان ذلك سببًا إلى وجوب طلبه، فكيف بسائر فضائله في الدنيا والآخرة؟! ولو لم يكن من نقص الجهل إلا أن صاحبه يحسد العلماء، ويغبط نظراءه من الجهال، لكان ذلك سببًا إلى وجوب الفرار عنه، فكيف بسائر رذائله في الدنيا والآخرة؟!).
وفي ختام هذه المقالة عرفنا بما لا يدع مجالًا للشك أن طلب العلم واحدة من اكثر الاعمال اهمية كما انها مطلوبة وبشكل كبير في زمننا هذا وما يحمله من تقدم هائل في مختلف مجالات العلوم سواء الشرعية أو الدنيوية، فبدون طلب العلم والعلم فإننا نصبح خارج المنافسة العالمية في سبيل التطور والتقدم ومنح الامم والشعوب مصباح لينير العقول ويبدد الجهل الذي يزرع الخوف في النفوس، كما ان طلب العلم وضح انه واحدة من السنن والعبادات المهمة التي يجب تطبيقها فقد قال النبي صل الله عليه وسلم (من سلكَ طريقًا يلتمسُ فيه علمًا ، سهَّل اللهُ له به طريقًا إلى الجنةِ)، ولم يخلو القرآن من التنويه إلى العلم مما يدلل على اهميته وبالتالي اهمية طلب العلم إذ قال عز وجل ” هوَ الَّذي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِـنِينَ وَالحِسَاب مَا خَلَقَ الله ذلكَ إِلاَّ بِالحقِّ يُفصِّلُ الأياتِ لِقَومٍ يَعْلَمُون” (آية 5).