بشار بن برد غزل فاحش من أشعار الجاهلية
الشاعر بشار بن برد ولد في نهاية القرن الهجري سنة 96هجرية, ولد اعمي أصلة من فارس من إقليم خراسان وكان يفتخر بذلك في أشعاره, وامتاز بكثرة شعرة حيث قال الجاحظ وليس في الأرض مولد قروي يعد شعره في المحدث إلا وبشار أشعر منه, وأشتهر الشاعر بشار بن برد بشعر المدح والهجاء, والفخر والحكم والغزل وقد أتسم شعره بالرقة والبساطة, يقال أن عدد قصائده بلغت 12 ألف قصيدة, وكان الشاعر بشار رئيس شعراء العصر العباسي الأول وأكثرهم تأثيرا في الانقلاب الشعري الذي امتاز به ذلك العصر, ومن خلال مقالنا اليوم سوف نستعرض لحضرتكم أجمل ما تغني به الشاعر بشار بن برد في غزل المرأة نقدمه لكم من خلال موقع(أحلم) تابعونا.
أجمل أبيات الغزل للشاعر بشار بن برد
حَوْرَاءُ في مُقْلَتَيْهَا حِينَ تُبْصِرُها *** سحرٌ من الحسن لا من سحر سحار
كأنها الشمس قد فاقت محاسنها *** مَحَاسِنَ الشَّمْسِ إِذْ تَبْدُو لإِسْفَارِ
الشمس تدنو ولا تصطادُ ناظرها *** ولو بدت هي صادت كل نظار
ولو تَرَاهَا إِذَا ألْقَتْ مَجَاسِدَهَا *** وأبرزت عن لبانٍ غير خوار
حَسِبْتَهَا فِضَّة ً بَيْضَاءَ فِي ذَهَبٍ *** يا حسنها فضة ً في مذهبٍ جار
كَأَنَّ رِيقَتَهَا صَهْبَاءُ صَافِيَة ٌ *** يا حسنها فضة في مذهبٍ جار
مَا بَالُ عَبْدَة َ عَنِّي الْيَوْمَ صَابِرَة ً *** وَلَسْتُ عَنْهَا وَإِنْ شَطَّتْ بصَبَّار
عشقت فاها وعينيها ورؤيتها *** عشق المصلين جناتٍ لأبرار
فالعين مني عن النسوان صائمة ٌ *** حَتَّى يَكُونَ على الْحَوْرَاءِ إِفْطَارِي
لاَ شَيْءَ أحْسَنُ مِنْهَا يَوْمَ قُلْتُ لَهَا *** في خلوة العين من واشٍ ومغيار
يَا عَبْدَ لاَتَقْتُلِينِي إِنَّنِي رَجُلٌ *** إن تطلبي بدمي لا تسبقي ثاري
ولو تحرجت من قتلي بلا ترة *** لم تقتليني جهاراً غير إسرار
قَالَتْ وَلاَ ذَنْبَ لِي إِنْ كُنْتُ جَارِية ً *** قد خصني بالجمال الخالقُ الباري
فصَاغَنِي صِيغَة ً نِصْفَيْن، مِنْ ذَهَب *** نصفي ونصفي كدعص الرملة الهاري
إذا بديت رأيتُ الناس كلهم *** يرمون نحوي بأسماعٍ وأبصار
قتلتُ مَنْ كَانَ قُدَّامِي بِحَسْرَتِهِ *** وجن من كان خلفي عند إدباري
يا حُبَّ عَبدَةَ قَد رَجَعتَ جَديدا
ما كُنتُ أَحسَبُ هالِكاً مَوجودا
لِلَّهِ دَرُّكَ مِن خَليطٍ شاعِفٍ
هَل يَنفَعَنَّكَ أَن أَبيتَ عَميدا
إِن كانَ في طولِ الصَحابَةِ عِبرَةٌ
فَلَقَد صَحِبتُكَ شائِباً وَوَليدا
ما في اِتِّباعِكَ إِن تَبِعتُكَ راحَةٌ
وَلَئِن فَقَدتُ لَأَفقِدَنَّ مَجودا
راجَعتُ مِن كَلَفٍ لِعَبدَةَ دَيدَناً
لا أَستَطيعُ بِهِ القِيامَ وَحيدا
وَذَكَرتُ مِن رَمَضانَ آخِرَ لَيلَةٍ
طَلَعَت كَواكِبُها عَلَيَّ سُعودا
إِذ نَلتَقي حَلَقاً وَنَستَرِقُ الهَوى
سَرقَ العَفاريتِ السَماعَ مَذودا
فَكَأَنَّنا عَسَلٌ بِماءِ سَحابَةٍ
بَعدَ التَفَرُّغِ بِالأَناةَ أُعيدا
وَغَداةَ تَرمُقُها الوُشاةُ سَأَلتُها
عَلَلاً فَلَم تَجِدِ الفَتاةُ مَزيدا
خافَت وَعيدَهُمو فَقُلتُ لَها اِسلَمي
ما خافَ مِن قَمَرٍ سِواكِ وَعيدا
وَإِذا تَعَرَّضَ ذِكرُها كاتَمتُهُ
وَكَفى بِأَدمُعِيَ السِجامِ شُهودا
وَيَلومُني الصَلِفُ الخَلِيُّ وَإِنَّما
بَكَرَت وَساوِسُها عَلَيَّ وُفودا
وَكَأَنَّني رَحِلٌ أَضَلَّ رُقادَهُ
عانٍ تُطيفُ بِهِ الهُمومُ جُنودا
وَلَقَد حَسَدتُ عَلى عُبَيدَةَ عَينَها
عَجَباً خُلِقتُ لِما أُحِبُّ حَسودا
وَثَقيلَةِ الأَردافِ مُخطَفَةِ الحَشا
مِثلِ الغَزالَةِ مُقلَتَينِ وَجيدا
قامَت تُوَدِّعُني فَقُلتُ لَها قِري
قَد كُنتِ نائِيَةً وَكُنتُ بَعيدا
لا تَعجَلي نَصِلِ الحَديثَ بِمِثلِهِ
لا خَيرَ في شَرعِ الفَتى تَصريدا
قالَت وَكَيفَ بِما تُحِبُّ مَعَ العِدى
شَبَّت عُيونُهُمو عَلَيَّ وَقودا
ذوقي عُبَيدَ كَما أَذوقُ مِنَ الهَوى
إِن كُنتِ صادِقَةَ الصَفاءِ وَدودا
إِنَّ المُحِبَّ يَذوبُ مِن مَضَضِ الهَوى
دونَ السَرابِ وَلا يَكونُ حَديدا
اشعار حب للحبيب الغالي 5 قصائد غزلية رومانسية جداً
شعر ماجن لبشار بن برد
لاَ يَا اسْقِيَانِي بِالرَّحِيقِ، فَنِيتُ
ولو بقيت “حبى ” لنا لبقيتُ
أرى سقمي يزداد من أم مالكٍ
وَلَوْ ذُقْتُ يَوْماً رِيقَهَا لَبَرِيتُ
أَظَلُّ كأنِّي شارِبٌ سُمَّ حيَّة ٍ
ويْعَتادُنِي الْوسْواسُ حِين أَبِيتُ
فسبحان ربي لا جلادة بعدما
جريْتُ وأَبْلانِي الْهَوَى فَبلِيتُ
ظمئت فلم أظمأ إلى برد مشربٍ
ولكن إلى وجه الحبيب ظميت
وقَدْ وعدتْنا نائِلاً ثُمَ أَخْلَفتْ
وقالت لنا يوم الفراق: نسيتُ
فَما إِنْ سَقَتْنَا شرْبة ً مِنْ رُضَابِها
ولو فعلت مات الهوى ورضيت
غزل فاحش للشاعر بشار بن برد
وذَات دَلٍّ كانَّ البدر صورتُها —- باتت تغنِّي عميدَ القلب سكرانا
إِنَّ العيونَ التي في طَرْفِها حَوَرٌ —- قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
فقُلْتُ أحسنْتِ يا سؤْلي ويا أَمَلِي — فأسمعيني جزاكِ الله إحسانا
يا حبذا جبلُ الرَّيَّان من جبل — وحبذا ساكن الريان مَنْ كانا
قالت فَهَلاَّ فدَتْكَ النفس أَحْسنَ مِن —- هذا لمن كان صبّ القلبِ حيرانا
ياقومِ أذْنِي لِبْعضِ الحيِّ عاشقة ٌ —- والأُذْنُ تَعْشَقُ قبل العَين أَحْيانا
فقلتُ أحسنتِ أنتِ الشمسُ طالعة ٌ —- أَضرمتِ في القلب والأَحشاءِ نِيرانا
فأسمعيني صوتاً مطرباً هزجاً — يزيد صبًّا محبّاً فيك أشجانا
يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُفَّاحاً مُفَلَّجَة ً — أوْ كُنْتُ من قُضُبِ الرَّيحان رَيْحَانا
حتّى إِذا وَجَدَتْ ريحي فأعْجَبَها —- ونحنُ في خَلْوة ٍ مُثِّلْتُ إِنسانا
فحرَّكتْ عُودَها ثم انثنَتْ طَرَباً—– تشدو به ثم لا تخفيه كتمانا
أصْبحْتُ أَطْوَعَ خلق اللَّه كلِّهِمِ—- لأَكْثَرِ الخلق لي في الحُبّ عِصيانا
فَقُلت: أَطربْتِنا يا زيْنَ مجلسنا —– فهاتِ إنك بالإحسان أولانا
لوْ كنتُ أعلَمُ أَن الحُبَّ يقتلني —- أعددتُ لي قبلَ أن ألقاكِ أكفانا
فَغنَّت الشَّرْبَ صَوْتاً مُؤْنِقاً رَمَلاً —– يُذْكِي السرور ويُبكي العَيْنَ أَلْوَانا
لا يقْتُلُ اللَّهُ من دامَتْ مَودَّتُه —– واللَّهُ يقتل أهلَ الغدر أَحيانا
لا تعذلوني فإنّي من تذكرها —— نشوانُ هل يعذل الصاحونَ نشوانا
لم أدر ما وصفها يقظان قد علمت —— وقد لهوتُ بها في النومِ أحيانا
باتت تناولني فاهاً فألثمهُ —– جنيّة زُوجت في النوم إنسانا
شاعر غزل وغرام 100 بيت من أجمل ما كُتب في الحب
مقتبسات للشاعر بشار بن برد
قصيدة من فتاة صب الجمال عليها
مِن فَتاةٍ صُبَّ الجَمالُ عَلَيها
في حَديثٍ كَلَذَّةِ النَشوانِ
ثُمَّ فارَقتُ ذاكَ غَيرَ ذَميمٍ
كُلُّ عَيشِ الدُنيا وَإِن طالَ فانِ
لم يطل ليلي ولكن لم انم
ونفى عني الكرى طيف الم
واذا قلت لها جودي لنا
خرجت بالصمت عن لا ونعم
هل تعلمين وراء الحب منزلة
تدني إليك فإن الحب أقصاني
يا رِئمُ قولي لِمِثلِ الرِئمِ قَد هَجَرَت
يَقظى فَما بالُها في النَومِ تَغشاني
لَهفي عَلَيها وَلَهفي مِن تَذَكُّرِها
يَدنو تَذَكُّرُها مِنّي وَتَنآني
وَغادَةٍ سَوداءَ بَرّاقة
كَالماءِ في طيبٍ وَفي لينِ
كَأَنَّها صيغَت لِمَن نالَها
مِن عَنبَرٍ بِالمِسكِ مَعجونِ
وَما تُبصِرُ العَينانِ فى مَوضِعِ الهَوى
وَلا تَسمَعُ الأُذنانِ إِلّا مِنَ القَلبِ
وَما الحُسنُ إِلّا كُلُّ حُسنٍ دَعا الصِبا
وَأَلَّفَ بَينَ العِشقِ وَالعاشِقِ الصَبِّ
شعر جاهلي غزل عفيف رائع وقوي جداً
وصلنا أعزائي المتابعين إلي نهاية موضوعنا اليوم, والذي قدمنا من خلاله باقة من أجمل وأفصح من تغني به الشاعر بشار بن برد, الذي عاش ما يقرب من سبعين عاما أمتع الجميع في عصره والي يومنا هذا بشعره, اتهم الشاعر بشار بن برد بالزندقة وقتلة الخليفة العباسي المهدي ضربا بالسواط حتي فارق الحياة, وقيل أن الرقابة الدينية والسياسية والاجتماعية في عصره قد حذفت الكثير من شعره بعد وفاته خاصة في شعر الغزل والهجاء.