محتوي الموضوع
يتضمن مفهوم الدخل على الأموال النقدية والممتلكات التي يحصل عليها الكيانات أو الأشخاص؛ وذلك كنتيجة للأنشطة أثناء مدة زمنية معينة، وتعريف الدخل الفردي هو مُجمل ما يحصل عليه شخص من الأشخاص أو أسرة من الأُسَر من أي صورة من صور الدخل مثل الرواتب والاستثمارات والتعويضات والمكافآت والضمان الاجتماعي ونحو ذلك من صور الدخل، وكذلك يُعرَّف بأنه كل مصادر الدخل التي تخص الفرد قبل اجتزاء الضرائب منها، والدخل الفردي هو مقياس للقوة الشرائية للمستهلكين، ويتم حسابه عن طريق الدخل القومي، بعد أن يتم طرح كل الضرائب غير المباشرة منه.
ونحن في هذا الموضوع تعريف الدخل الفردي ومتعلقاته، نتعرض إلى بعض ما يتعلق بالدخل الفردي من أمور خاصة بالاقتصاد والدخل القومي وغير ذلك من الأمور المهمة بالنسبة للأفراد والدول.
الدخل الفردي :
الدخل الفردي المتاح هو هذا الدخل الخاص بالأسرة حيث تُطرَح منه كل الضرائب، ويتم تعريفه كذلك بأنه الدخل الفردي الذي تُطرح منه الضرائب على المستوى الفردي، وهو هذا الدخل الذي يتيح للأسرة الإنفاق على الخدمات أو السلع أو القيام بعملية الادخار.
العلاقة بين الدخل الفردي والناتج المحلي:
الناتج المحلي الإجمالي هو قيمة المنتجات التي يتم إنتاجها من خلال النشاط الاقتصادي الموجود في الدولة، ويُحسب ذلك الناتج من خلال الدخل الفردي مضاف إليه تلك الضرائب على المنتجات والاستيراد والاشتراكات الخاصة بالضمان الاجتماعي وأرباح الشركات التي لم تُوزَّع، أما الدخل الفردي فهو هذا الدخل الذي يأخذه الأشخاص كنتيجة لأنشطتهم الاقتصادية وهو يشتمل على الإيجارات والرواتب والأرباح والفوائد، وهناك ارتباط بين الناتج المحلي الإجمالي وبين الدخل الفردي، حيث إن الزيادة في الناتج المحلي الإجمالي ينتج عنها زيادة في الدخل الخاص بالأشخاص.
العلاقة بين الدخل الفردي والتضخم:
يُعتبر التضخم واحد من الظواهر الاقتصادية شديدة السلبية، والتي لها تأثيرات غير طبيعية في أكثر الاقتصادات العالمية في الكثير من المجالات كالمجال السياسي والمجال الاقتصادي والمجال الاجتماعي.
والتضخم يلمس الحياة اليومية للأشخاص في الدول، ويتم تعريفه على أنه زيادة في المستوى العام لكل الأسعار، والتي تنشأ عن طريق الزيادة في حجوم الدخول التي تتاح للإنفاق؛ الأمر الذي ينجم منه تدني في قيمة العملة، ويتم تعريف كذلك بأنه ارتفاع في معدلات الإنفاق والدخل.
ومن المهم أن ننبه عليه هنا في هذا الموضوع أن الزيادات المستمرة لأسعار السلع ينجم عنها تقليل في مقدرة الأفراد الشرائية، وبالخصوص هؤلاء الذين لهم دخول ومرتبات وأجور ثابتة، غير أن ظاهرة التضخم من ناحية ثانية لها آثارها الإيجابية على أصحاب المشروعات؛ حيث إن دخولهم تزيد بصورة أكبر من الزيادة في مستويات ونسب الأسعار.
وللتضخم أثر في مجالات الاستثمار، حيث إنه ينجم عنه رفع في أسعار الموارد والسلع الاستثمارية التي تُستعمل في عمليات الإنتاج؛ الأمر الذي يزيد من كلفة الاستثمارات؛ مما ينجم عنه عرقلة في عمليات التنمية الاقتصادية.
حيث إن التضخم يوجه الاستثمار نحو قطاعات معينة، مثل القطاع الذي ينتج السلع المستهلكة، والذي يمتاز بهوامش الربح الكبيرة والمرتفعة، والتي هي ناجمة من ارتفاع أسعار المنتجات بالمقارنة بباقي القطاعات الأخرى، وكنتيجة لذلك يعود توزيع كل من الدخل والثروة بصورة متفاوتة بين الطبقات الاجتماعية المختلفة، وفي هذا مصلحة للمستثمرين في المجالات المستفيدة من زيادة الأسعار.
في حسن أن زيادة الأسعار المستمرة تشجع المنتجين وأصحاب رؤوس الأموال على المزيد من الاستثمارات؛ من أجل المزيد من الأرباح، الأمر الذي ينجم عنه مزيد في الطلب الكلي على موارد الإنتاج العاطلة؛ ومنها هؤلاء الأشخاص والعمال الذي لا يجدون عملًا.
كان هذا ختام موضوعنا حول تعريف الدخل الفردي ومتعلقاته، قدمنا خلال هذه المقالة بعض ما يتعلق بالدخل الفردي وعلاقته بالاقتصاد وبالناتج المحلي الإجمالي، وعلاقة الدخل الفردي بمشكلة التضخم التي تعاني منها كثير من الدول، حيث ذكرنا أن الدخل الفردي هو كل ما يحصل عليه شخص من الأشخاص على هيئة استثمار أو راتب أو مكافأة أو تعويض أو نحو ذلك، وهذا الدخل يتميز بأنه مقياس للقدرة الشرائية للمواطنين، فهو ميزان مهم من موازين الاقتصاد الذي يُبنى على أساسه مجالات الاستثمار.