محتوي الموضوع
إن مصطلح البيان مأخوذ باللغة من كلمتي (بان – يبني) ، وتعرف على أنها المنطق الفصيح أو الوضوح ، فيقول الشخص : بيان حقيقة ، بمعنى كشف للحقيقة وإظهارها ، ويقول كذلك : هذا الأمر غني عن البيان ، بمعنى أنه ليس بحاجة لتوضيح ، ويتم تعريف علم البيان في الاصطلاح على أنه واحد من علوم البلاغة باللغة العربية ، ومعناه الإفصاح ، والوضوح ، وإظهار المقصود بأبلغ لفظ حتى تظهر الحقيقة لكل سامع ، ذلك بالإضافة لتعريفه من علماء اللغة على أنه : (العلم الذي يعرف به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة بوضوح الدلالة عليه) ، وهذا يعني أن علم البيان يحتوي على سلسلة من القواعد المستعملة من أجل إيصال المعنى الواحد بفنون وطرق متنوعة ، كاستعمال فن الاستعارة ، أو التشبيه ، أو الكناية أو المجاز ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على مباحث علم البيان وأهمية علم البيان ، وتاريخ نشأة علم البيان ، فتابعوا معنا.
مباحث علم البيان:
علم البيان مكون من مباحث كثيرة متفرعة منه ، والتي نذكرها في التالي :
الاستعارة والتشبيه:
- يعرف العلماء الاستعارة على أنها : (ادّعاء معنى الحقيقة في الشيء للمبالغة في التشبيه مع طرح ذكر المشبَّه به من الشيئين لفظاً وتقديرًا، وإن شئت قلت: وجعل الشيء بالشيء أو جعل الشيء للشيء) ، بالإضافة إلى أن معناها تسمية الشيء بشيء آخر لو تشابه معه بأمر ما ، كما أنها تقوم بنقل اللفظ من معناه الأصلي للفظ آخر ليس حقيقي – مجازي – متعلق بالمعنى الأصلي بناحية من نواحيه.
- وذلك لكي يكون تأثيره أكبر بالمتلقي ، والاستعارة تعد أبلغ من التشبيه ، وذلك لاحتوائها على أكثر من تركيب بالجملة ، وذلك على عكس الشبيه الذي يعني إنشاء علاقة مماثلة بين أمرين مختلفين لا يمتان ببعضها بصلة ، فعلى سبيل المثال : في التشبيه بالإمكان أن نقول : (حاتم مثل الأسد بشجاعته) ، وهنا قد شبهنا حاتم بالأسد لوجود رابط مشترك بينهما على الرغم من اختلافهما عن بعضهما ، والرابط هي الشجاعة ، كما من الممكن أن نقول إن كل استعارة محتوية على تشبيه لكن ليس كل تشبيه محتوي على استعارة.
الكناية:
- بحسب تعريف الجرجاني يتم تعريف الكناية على أنها : (أن تُطلِق اللفظ وتريد لازم معناه، مع قرينة لا تمنع من إرادة المعنى الحقيقي) ، وقد تمت تسميتها بالكناية لأنها تخفي وجه التصريح بالشيء ، فلا تصرح عنه بصورة مباشرة ، بل بلفظ آخر ، فعلى سبيل المثال نقول : محمد كثير الرماد ، فليس المعنى هنا أن محمد لديه رماد كثير بالمعنى الحقيقي للرماد ، بل هذا كناية عن جوده وكرمه بأنه كثير.
للمزيد يمكنك قراءة : لماذا نتعلم اللغة العربية وما أهمية ذلك
أهمية علم البيان:
- من الممكن وصف أهمية علم البيان على أنه أحد أهم ركائز فنون اللغة العربية وآدابها ، وذلك لأنه يساهم في شرح محاسن اللغة العربية وأشكال التعبير عن طريقها ، ذلك بالإضافة لتفسير الملامح الجمالية التي من الممكن أن تتخلل أي خطبة ، أو قصيدة ، أو رسالة محددة ، أو مقالة لأي متكلم ، لهذا فإن الإجادة بتحقيق قوانين علم البيان وإبداع مهارات وفهمه أكثر بحاجة لتوفير آلات وأدوات كالنحو ، والأمثال العربية ، والصرف ، والقرآن الكريم ، والأحاديث النبوية الشريفة ، والقوافي ، وعلم العروض.
للمزيد يمكنك قراءة : أهمية علم النحو
نشأة علم البيان:
- إن علم البيان في نشأته مرتبط بظهور كلاً من العلوم البلاغية وهي : علم البديع ، وعلم المعاني ، إذ كان هناك تداخل كبير فيما بينها ، وأول عصورها ظهرت أيام الجاهلية ، مروراً بالعصر الإسلامي ، وقد طورها بفعل عوامل كثيرة كتحضر العرب وقتها ، والحراكات الجدلية القوية بين الفرق الدينية بالقضايا العقدية ، والسياسية ، والاستقرار بالمدن ، لهذا كثرت الملاحظات البيانية والنقدية على مر العصور والأيام لتراجم بعض شعراء الجاهلية والمسلمين والتي نجدها بالكثير من الكتاب مثل كتاب : (الأغاني) للأصفهاني.
للمزيد يمكنك قراءة : الممنوع من الصرف شرح مبسط