تلخيص قصة مالك بن أنس رضي الله عنه قصة دينية جميلة ومفيدة جداً للأطفال
تلخيص قصة مالك بن أنس رضي الله عنه، مكتوبة بشكل مبسط ومختصر للأطفال، قصة دينية جميلة ومفيدة استمتعوا معنا الآن بقراءتها ننقلها لكم في هذا المقال عبر موقع احلم وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص أطفال .
مالك بن أنس رضي الله عنه
قال ناصر لأبيه بعد أن صلوا العشاء وجلسوا حول ابيهم يسمرون : يا أبت ، مضت مدة لم تحدثنا فيها عن عالم من علمائنا، فإن الحديث عنهم مفيد وممتع، قال ابو ناصر : صدقت يا بني وسأحدثكم اليوم عن عالم جليل من علماء المسلمين هو مالك بن انس رضي الله عنه، وانتبه الاولاد كلهم واصغوا بأسماعهم وقلوبهم جميعاً .
قال الاب : كان مالك رحمه الله عربياً من اليمن، وقد هاجر آباؤه الي الحجاز واتخذوا المدينة المنورة لهم بلداً ونشأ مالك منذ صغره محباً لطلب الحديث الشريف وقد أفني فيه ايامه ولياليه حتي بلغ فيه مبلغاً عظيماً واصبح علما يقصده الناس ويسافرون إليه من الاصقاع البعيدة ليسمعوا منه الحديث الصحيح .
وفي يوم وصل الي المدينة الخليفة هارون الرشيد بعد أن حج وكان هارون متديناً يحج سنة ويغزو سنة، قال نصر : قد فهمنا يحج ، فما معني يغزو ؟ قال الاب : الغزو هو الجهاد والجهاد فريضة علي المسلمين كالصلاة والصيام والزكاة والحج، إلا ان هذه فروض عين، علي كل مسلم مكلف أن يقوم بها، والجهاد فرض كفاية، اي اذا قام به البعض سقط عن الباقين، قال ناصر : فإن لم يجاهد احد منهم ؟ قال الاب : أثموا جميعاً، قال ناصر : فهمت، اذاً كان الرشيد رحمه الله مطيعاً لربه سنة يحج وسنة يجاهد وقد قسم ايامه بين هاتين الفريضتين .
استمر الاب : فلما دخل هارون الرشيد المدينة ارسل يطلب إليه مالك بن انس فجاء مالك فطلب منه الرشيد أن يحدثه، قال ناصر :يحدثه بماذا ؟ قال الاب : معني يحدثه يا بني أي يروي له الحديث الشريف بأسانيده اي برواته الذين رووه، وكان هارون متشوقاً الي ان يسمع الحديث من مالك بن انس، ولكن مالكاً رفض ان يحدثه ولم يهبه فلما سأله هارون عن السبب، قال مالك : العلم يؤتى ولا يأتي يام امير المؤمنين، ثم مال الاب نحو ناصر وقال : هل فهمت كلمة مالك يا ناصر ؟ قال ناصر : نعم فهمتها، ومعناها ان حديث النبي صلي الله عليه وسلم أعلي وأشرف من أن يأتي هو الي طالبه، وعلي طالبه ان يأتيه بنفسه .
قال الاب : احسنت، ولذلك كره مالك ان يستدعى ليروى حديث المصطفي صلي الله عليه وسلم وقال للرشيد : انت احضر الي بيتي ، انت اسع بنفسك الي حديث اشرف الخلق صلي الله عليه وسلم، وبالفعل ذهب هارون الرشيد الي منزل مالك، فقد كان القوم مطيعين للعلماء مجلين للعلم، فذهب الي منزله ودخل عليه، إلا ان مالك لم يحدثه ايضاً لأن الخليفه حين دخل أسند ظهره للجدار، فقال مالك : يا أمير المؤمنين، إن من إجلال العلم حسن الجلوس الي العالم، فقام الخليفة فقعد علي ركبتيه امام مالك، فعند ذلك حدثه بحديث النبي صلي الله عليه وسلم .
ثم قال الاب : فهل تفهمون ما فحوي هذه القصة ؟ قال ناصر : أول شئ فيها ان مالكاً بن انس رضي الله عنه يعظم حديث النبي صلي الله عليه وسلم فلا يحدث به إلا رجلاً متواضعاً راغباً حسب الادب، وثاني شئ ان الخليفة وهو ذو جاة وسلطان وجند وأعوان يطأطئ رأسه للحق وحين يطلب منه تعظيم العلم يطيع بلا تردد، وآخر شئ قوله مالك رحمه الله : العلم يؤتي ولا يأتي، وهي كلمة حكيمة احري بها أن تكون شعار الأمم جميعها .