توسعة الحرمين الشريفين وتاريخ بنائهما وما فضلهما
المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، وسمي كل من المسجدين بالحرم المكي والحرم النبوي لأن سيدنا إبراهيم عليه السلام حرم مكة وحرم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم المدينة، فقد ورد في السنة المطهرة عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ” اللهم إن إبراهيم خليلك ونبيك , وإنك حرمت مكة على لسان إبراهيم , اللهم وأنا عبدك ونبيك , وإني أحرم ما بين لابتيها “، وورد أيضا في تحريمهما عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: ما كتبنا عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلا القرآن , وما في هذه الصحيفة , قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “المدينة حرم ما بين عائر إلى ثور”.
المسجد الحرام بمكة:
هو أول بيت من بيوت الله وضع وبني في هذه الأرض قال تعالي “إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِين ” ، وهو أعظم مسجد عند المسلمين والصلاة فيه بمائة ألف صلاة وذلك لما ورد عن جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ “، فالمسجد الحرام هو قبلة المسلمين وفيه الكعبة المشرفة بيت الله في أرضه.
بناء المسجد الحرام وتوسعته:
أول من بني المسجد الحرام هو أبونا أدم عليه السلام، ثم بناه سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما وعلى نبينا الصلاة وأجل التسليم، هذا بخصوص البناء أما التوسعة فقد مر المسجد الحرام بالعديد من التوسعات والتي بدأت في عهد الخلفاء الراشدين ومستمر حتى الآن ونذكر منها،
- أول من وسع المسجد الحرام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب عام 17 هجرية حيث حدث سيل يدعي سيل أم نهشل فهدم مباني الحرم، فأمر الخليفة الراشد عمر بن الخطاب بتوسعة المسجد واشتري المنازل المجاورة للمسجد وضمها إليه لتصل مساحته إلى 260 متر مربع
- ثم فعل سيدنا عثمان بن عفان مثلما فعل سيدنا عمر بن الخطاب واشترى المنازل المجاورة وألحقها بالمسجد لتصبح مساحته في عهده ما يقرب من 4390 متر مربع
- ثم أعاد عبدالله بن الزبير بناء الحرم بعدما تعرض للحرق وذلك في عام 60 هجرية
- ثم جاء الوليد بن عبدالملك عام 91 هجرية وأجرى توسعة أخرى وذلك بعد تعرض الحرم لسيل جارف، وزاد من عدد أعمدة الحرم حيث جلبها من سوريا ومصر وبني شرفات يستظل بها المصلين
- ثم جاءت الدولة العباسية وقام أبو جعفر المنصور خلال ثلاث سنوات بداية من عام137 هجرية إلى عام 140 هجرية، حيث غطي بئر زمزم وأعيد تصميم حجر إسماعيل بالرخام وزيادة مساحة الركن الشمالي بالحرم
- ثم جاء المعتضد بالله وقضي ثلاث سنوات أخرى في توسعة المسجد بداية من عام 281 هجرية إلى عام 284 هجرية، حيث هدم دار الندوة وأنشئ وزاد عدد من الأبواب داخل وخارج الحرم المكي وزاد عدد الأعمدة و أنشأ باب إبراهيم وزاد مساحة المسجد وذلك عام 306 هجرية
- أما في العصر الحديث فقد بدأ الملك عبدالعزيز الذي قام بصيانة المسجد بالكامل و ذلك عام 1344هجرية، ثم قام بترميم الأسقف وطلاء الجدران وذلك عام 1373 هجرية
- ثم تبعه الملك سعود بن عبدالعزيز ليستمر في أعمال التوسعة التى استمرت في عهدة قرابة العشر سنوات، حيث فتح شارع خلف الصفا وأعاد تصميم أرض المسعى و قام بناء طابقين للمسعى وبنى سقيا زمزم
- وفي عهد الملك سعود بن عبدالعزيز حيث وصل استيعاب المسجد في عهده لخمسين ألف مصل، وزود قبو زمزم بصنابير مياه وأدخل الإضاءة الكهربية للحرم وحجر لإسماعيل
- ثم جاء الملك فهد بن عبدالعزيز ليضع حجر الأساس لأكبر توسعه شهدها المسجد الحرام، حيث قام بإضافة مبني ليتسع للزيادات في فترة الحج والعمرة وإضافة مساحة جديدة إلى الناحية الغربية للمسجد
- وقام الملك عبدالله بن عبدالعزيز باعتماد توسعة المسجد على مراحل ثلاث، لتتسع ساحات الحرم لمليوني مصل و توسعة المطاف و الساحات الخارجية ومنطقة الخدمات
- وقام الملك سلمان بن عبدالعزيز مؤخرا بتدشين التوسعة الثالثة للحرم لتشمل توسعة الساحات والأنفاق ومبني الخدمات وغيرها، وتتضمن تلك المرحلة أيضا إنشاء 78 بابا أوتوماتيكيا تحيط بالدور الأرضي للحرم
المسجد النبوي بالمدينة المنورة:
المسجد النبوي هو ثاني أقدس مسجد عند المسلمين، وتعد الصلاة فيه بخمسين ألف صلاة قال صل الله عليه وسلم ” صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ “، كان المسجد النبوي كل شئ بالنسبة للصحابة، فكانت تقام فيه اجتماعاتهم مع النبي صل الله عليه وسلم وفيه أعيادهم وسمرهم حتى كانوا يخططون للفتوحات الإسلامية من داخل المسجد النبوي، فهو المسجد الذي قال فيه الله تعالي “لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ”.
بناء المسجد النبوي وتوسعته:
- بعد قدوم النبي صل الله عليه وسلم للمدينة المنورة قرر بناء المسجد النبوي الشريف، حيث بني المسجد من جذوع النخل والليف والطين والطوب اللبن، وقد بني المسجد على مساحة تبلغ 1050 متر مربع، وكان للمسجد آن ذاك ثلاثة أبواب
- وأول من قام بتوسعة المسجد النبوي هو النبي صل الله عليه وسلم وذلك بعد غزوة خيبر، حيث قام بتوسعة المسجد ليصل إلى مساحة 2475 متر مربع، وظل عدد أبواب المسجد كما هو ثلاثة أبواب
- قام الخليفة الراشد عمر بن الخطاب عام 17 هجرية بتوسعة المسجد النبوي بسبب زيادة عدد المسلمين، لتصل مساحته إلى 3575 متر مربع وأصبح عدد أبواب المسجد ستة أبواب
- وفي عهد عثمان بن عفان جرت توسعة أخرى للمسجد النبوي، لتصل مساحته إلى 4071 متر مربع
- ثم قام عمر بن عبدالعزيز بأمر من الخليفة الأموي الوليد عبدالملك بتوسعة المسجد النبوي لتصل مساحته إلى 6440، وأصبح عدد أبواب المسجد 20 باب وبه 4 مآذن
- وقام أبو عبدالله محمد المهدي في الدولة العباسية بتوسعة المسجد من عام 161 هجرية إلى عام 165 هجرية، لتصل مساحة المسجد إلى 8890 متر مربع، وأصبح عدد أبواب المسجد 24 باب وبه 3 مآذن
- وبنهاية الدولة العباسية وبداية الدولة المملوكية بدأ المستعصم بالله ترميمات المسجد بعدما تعرض لحريق و أكمل تلك الترميمات والإصلاحات الظاهر بيبرس
- ثم قام الملك قايتباي بعد الحريق الثاني للمسجد بإجراء توسعات وترميمات للمسجد، لتصل مساحته إلى 9010 متر مربع
- وقام الخليفة العثماني سليمان القانوني بإجراء العديد من الإصلاحات والترميمات للمسجد
- وقام الخليفة العثماني عبدالمجيد الأول بأول توسعة في عهد الدولة العثمانية ووصلت مساحة المسجد إلى 10303 متر مربع
- وفي الدولة الحديثة قام الملك عبدالعزيز أل سعود بتوسعة بلغت قيمتها 50 مليون ريال وصلت مساحة المسجد بعدها إلى 16327 متر مربع
- ثم قام الملك فهد بن عبدالعزيز بأكبر توسعة للمسجد النبوي على الإطلاق لتصلح مساحته بعدها إلى 98327 متر مربع ووصل عدد أبوابه إلى 41 باب و 10 مآذن