معنى بر الوالدين هو إحسان الابن لأبويه في القول وفي الفعل ، من خلال إحسان العشرة معهما وإطاعتهما بقدر الإمكان إلا لو أمراه بمعصية ، وذلك البر يعد واحدة من أعظم القربات لله عز وجل ، ويعد أحد أسباب دخول الجنة ، وكسب رضا الله عز وجل على العبد ، وذلك استناداً لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما سأله أحد الناس : (يا نَبِيَّ اللهِ، أيُّ الأعْمالِ أقْرَبُ إلى الجَنَّةِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى مَواقِيتِها، قُلتُ: وماذا يا نَبِيَّ اللهِ؟ قالَ: برُّ الوالِدَيْنِ، قُلتُ: وماذا يا نَبِيَّ اللهِ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ) ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على ثمرات بر الوالد في الدنيا والآخرة ، فتابعوا معنا.
ثمرات بر الوالدين في الدنيا وفي الآخرة:
- إن العبد المسلم يحصد ثمار بر أبيه وأمه في الدنيا قبل الآخرة ، ولو كان أجر الآخرة أعظم ، ففي الحياة الدنيا يعلو شأن الابن ، ويطيب ذكره بين الناس ، ويبارك الله عز وجل له في رزقه ، وفي عمره ، ويرزقه التوفيق بحياته ، وفي الآخرة يكفر الله عز وجل عنه سيئاته ويضاعف حسناته ، وينال رضا خالقه ، ويدخل الله عز وجل الجنة بإذنه ، وينجيه من النيران ، فرضا الله عز وجل من رضا الوالدين ، وبهما ينال العبد المسلم أجر الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى.
- وذلك استناداً للحديث الشريف ، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنه ، قال : (أَقْبَلَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: أُبَايِعُكَ علَى الهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ، أَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ، قالَ: فَهلْ مِن وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ قالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا، قالَ: فَتَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَارْجِعْ إلى وَالِدَيْكَ فأحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا) ، وذلك الحديث دليل على أن إذن الوالدين هو شرط لصحة الجهاد ، وأن القيام بشؤون الآباء وطاعتهما يعد نوع من الجهاد في سبيل الله تعالى.
- وقد جعل الله عز وجل بر الوالدين بالمرتبة الثانية في الأهمية ، وذلك بعد الصلاة ، وقد جعل الجهاد بعده في الفضل ، وذلك الترتيب لو دل فإنما يدل على أهمية تلك العبادة العظيمة ، ففي الحديث الشريف عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ، قال : (سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي).
- كما قرن الله عز وجل في القرآن الكريم بين طاعته وبين طاعة الوالدين لعظم شأنهما ، مثل قوله تعالى : {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً} ، فبر الوالدين هو من كمال الإيمان ، ومن أحب الأعمال لله عز وجل وسبب في انشراح الصدر والنور التام بالدنيا وبالآخرة.
للمزيد يمكنك قراءة : أحاديث نبوية عن بر الوالدين
فضل بر الوالدين:
- إن البر سبب لمغفرة الذنوب ، وذلك استناداً للحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله تعالى عنه ، قال : (أنَّ رجلًا أتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أصَبتُ ذنبًا عظيمًا فَهَل لي مِن تَوبةٍ قالَ هل لَكَ مِن أمٍّ؟ قالَ: لا، قالَ : هل لَكَ من خالةٍ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فبِرَّها) ، وبالبر يبارك الله عز وجل للعبد المسلم رزقه وعمره ، فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : (من سره أن يعظم الله رزقه ، وأن يمد في أجله ، فليصل رحمه).
- وبالبر يفرج الله سبحانه وتعالى كربة العبد المسلم ويقبل دعاءه ، كما ورد بالقصة المشهور لثلاثة أشخاص حبسوا بغار بسبب صخرة ضخمة سدت الطريق عليهم ، فكان دعاء البار بأمه سبب لانفراج تلك الصخرة عن الغار وخروج الثلاثة منها ، وبالبر يصلح الله عز وجل للعبد المسلم في ذريته ، ويسبغ عليه صفة من صفات الأنبياء عليهم السلام ، وذلك استناداً لقول الله عز وجل في القرآن الكريم واصفاً نبيه يحيى عليه السلام : {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا}.
للمزيد يمكنك قراءة : اذاعة عن بر الوالدين
بر الوالدين بالصور:
للمزيد يمكنك قراءة : بر الوالدين بعد الموت