محتوي الموضوع
إن حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة يعد من أكثر الأحاديث المتداولة وخصوصاً في شهر رمضان المبارك ، ويؤمن به العديد من الأشخاص ، وبالرغم من هذا لا يعرفون مدى صحته ، وهل هو حديث صحيح ، أم ضعيف ، أم موضوع ، فالعديد من المسلمون يثقون بالأحاديث بدون معرفة مدى صحتها ومعرفة أسانيدها ، ونحن في هذا اليوم سوف نتعرف على صحة هذا الحديث ، فتابعوا معنا.
صحة حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة لابن باز:
- لقد قال العلامة ابن باز رحمه الله أن هذا الحديث حديث ضعيف وليس له أي أساس من الصحة ، إذ ينتشر بين الناس في شهر رمضان المبارك كل عام أن شهر رمضان ينقسم إلى 3 أقسام أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، فالله عز وجل رحمته واسعة وبكل وقت وليست مقتصرة على الـ10 الأوائل من شهر رمضان فقط بل يعيش المرء في كل الأوقات تحت رحمة الله عز وجل ، كما أن الله عز وجل هو الغفور الرحيم يغفر لعباده الذنوب في كل الأوقات.
للمزيد يمكنك قراءة : حديث عن الاضحية
دليل ضعف الحديث:
- يتم تضعيف حديث أوله رحمة وأورطه مغفرة وآخره عتق من النار لسببين اثنين ، أولهما : فيه انقطاع ، إذ أن سعيد بن المسيب لم يسمع من سلمان الفارسي ، والسبب الثاني : هو أن سنده يحتوي على عبد الله بن جدعان وقال عنه الإمام البخاري رحمة الله عليه أنه لا يحتج به ، كما قيل أن سنده أيضاً فيه إياس ، وقال عنه بعض أهل العلم ليس بشيء ، كما حكم عليه الرازي رحمه الله أنه منكر ، كما أنه يضم بعض الألفاظ التي لا تصح ، مثل تقسيم رحمة الله عز وجل واختصاص الـ10 الأوائل من شهر رمضان المبارك فقط بالرحمة ، فالله سبحانه وتعالى رحمته وسعت كل شيء ، وشهر رمضان هو شهر الخير ، وفيه الرحمة كلها والمغفرة ولله عز وجل عتقاء من النار في كل ليلة.
حكم رواية حديث أوله رحمه وأوسطه مغفرة:
- يحرم على أي مسلم أن ينشر ويتداول الأحاديث الضعيفة والمنكرة والموضوعة ، كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [من كذب علي متعمداً ، فليتبوأ مقعده من النار] ، لهذا لا يجوز شرعاً تداول مثل تلك الأحاديث.
- وذلك الحديث هو جزء من حديث آخر طويل ، كان قد بوبه ابن خزينة تحت اسم : (إن صح الخبر) ، وذلك دليل على ضعف الحديث عن سلمان قال : [خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ، فَقَالَ: “أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، شَهْرٌ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، جَعَلَ اللَّهُ صِيَامَهُ فَرِيضَةً، وَقِيَامَ لَيْلِهِ تَطَوُّعًا. مَنْ تَقَرَّبَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً، كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَهُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ، وَشَهْرُ الْمُوَاسَاةِ، وَشَهْرٌ يَزْدَادُ فِيهِ رِزْقُ الْمُؤْمِنِ، مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِمًا كَانَ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ، وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ”، قَالُوا: لَيْسَ كُلُّنَا نَجِدُ مَا يُفَطِّرُ الصَّائِمَ. فَقَالَ: “يُعْطِي اللَّهُ هَذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى تَمْرَةٍ، أَوْ شَرْبَةِ مَاءٍ، أَوْ مَذْقَةِ لَبَنٍ، وَهُوَ شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ، مَنْ خَفَّفَ عَنْ مَمْلُوكِهِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ. وَاسْتَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: خَصْلَتَيْنِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ، وَخَصْلَتَيْنِ لَا غِنًى بِكُمْ عَنْهُمَا، فَأَمَّا الْخَصْلَتَانِ اللَّتَانِ تُرْضُونَ بِهِمَا رَبَّكُمْ: فَشَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَتَسْتَغْفِرُونَهُ. وَأَمَّا اللَّتَانِ لَا غِنًى بِكُمْ عَنْهُمَا: فَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الْجَنَّةَ، وَتَعُوذُونَ بِهِ مِنَ النَّارِ، وَمَنْ أَشْبَعَ فِيهِ صَائِمًا، سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لَا يَظْمَأُ حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ)]
للمزيد يمكنك قراءة : حديث شريف عن الصبر
شرح حديث أوله رحمة وأوسطه مغفرة:
- طبقاً لذلك الحديث يقسم شهر رمضان الفضيل إلى 3 أقسام الـ10 أيام الأولى هي أشهر الرحمة ، والـ10 أيام الثانية هي أشهر المغفرة ، والـ10 أيام الأخيرة هي أشهر العتق من النار ، وذلك ليس بصحيح ، فشهر رمضان المبارك كله رحمة ومغفرة وعتق من النار.
للمزيد يمكنك قراءة : حب الاوطان من الايمان