محتوي الموضوع
التراث العربي يحوي الكثير من قصص الحب والغرام والعشق والهيام ، منها قصص انتهت نهاية سعيدة ، ومنها بعض القصص التي وصلت لطريق مسدود ومات في نهاية الأمر الحبيب بصورة مأساوية ، ولعل تردد على أسماعنا قصص عنترة وعبلة ، وقيس وليلي ، وغيرها من القصص ، وهنا سنتوقف مع أبرز تلك القصص أو ثنائيات الحب بالتراث التي كان أبطالها في معظم الأوقات شعراء ، وكأن الشعر هو نديم العشق ، ولا ننسى أن القصائد كانت تفتح بالغزل ، ولعل في هذا دفعاً للنفس والذات بأن يكون بإمكانها اقتلاع ما فيها وتحريكها من أجل أن تبوح ، إذ أن الغزل بداية لتحرر كبير بفتح شغف القول لما هو أعمق وأبعد بالقصيدة من حكايات وروايات وقصص وحكم ، واليوم سوف نسلط الضوء أكثر على أشهر قصص الحب الموجودة بالتراث العربي فتابعوا معنا.
عنترة وعبلة:
وتعد واحدة من أكثر القصص شهرة ، وبطلها هو عنترة بن شداد ، وعنترة من قبيلة تسمى بني عبس ، ومعشوقته عبلة ، وعنترة هو ذاك الفارس الذي هزم الأعداء في حرب داحس والغبراء ، وأم عنترة بن شداد كانت جارية ، وبعد أن أثبت عنترة قدرته على القتال وخوض الحروب ، ألحق نسبه ببني عبس وصار من الأحرار بحسب تقاليد هذا الزمان.
وقد أحب عنترة ابن شداد ابنة عمه عبلة بنت مالك ، إلا أن مناله لم يكن بالسهل ، حتى أنجز مهمة أسطورية بتلبية طلب أبيها بجلب النوق من الملك النعمان ، كي يكلل الهيام بالمراد ، على الرغم مما قيل أنه خانها فيما بعد ، ولقد ذكر عنترة بن شداد معشوقته عبلة في أبيات عدة ، وفي معلقته الشهيرة ، كقوله :
- يا دار عبلة بالجواء تكلمي
- وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي.
للمزيد يمكنك قراءة : قصة ليلة وقيس
أبو نواس وجنان:
إن جنان هي اسم عشيقة أبو نواس وهي تقريباً المرأة الوحيدة التي أخلص لها أبو نواس على الرغم من أنه كان رجل متقلب الهوى ، وهنا تختلف القصة عن بقية القصص في أن الهيام ليس كذلك الأبدي الذي يؤدي للحتف ، وقد أنشد في محبوبته تلك الأبيات :
- حامل الهوى تعب يستخفه الطربُ
- إن بكى يحق له ليس ما به لعب
- تضحكين لاهية والمحب ينتحبُ
جميل وبثينة:
وتلك القصة قد انتهت بالصد ، ففي العصر الأموي عاش جميل بن معمر ، وأحب امرأة اسمها بثينة وكلاهما من بني عذرة مع اختلاف الفرع ، وقد تقابلا الاثنين بمرابع الإبل بمشادة بسبب الهجن ببداية الأمر ، وانتهى الموضوع لعشق وهيام ، لم ينل وطره من بثينة ، حيث مانعه أهلها ، لكنه لم يقتل الحب ، على الرغم أن محبوبته قد ذهبت لزواج رجل آخر بسبب ضغط الأهل ، وظلت في نفسها مع هواها الأول والأخير ، ويذكر بعض الناس أنهما كانا يتقابلان في السر ليبلا الأشواق ولكن بلقاء عفيف ، ويقال بأن كلمة الحب العذري أتت من تلك القبيلة (بني عذرة) وسياق قصة جميل وبثينة ، أي هذا الحب العفيف والطاهر.
وبعد أن تزوجت بثينة قد ضاق الحال بجميل ، فسافر لليمن قاصداً أخواله ، وبعدها رجع لمرابع الأهل بوادي القرى لاحقاً دون أن ينسى حبه الأول والأخير ، فوجد بثينة قد رحلت مع أهلها للشام ، فقرر حينها الهجرة لمصر ومكث هناك حتى مات متذكراً حبه القديم ، وقد أنشد بأيامه الأخيرة وقال :
- وما ذكرتك النفس يا بثين مرة
- من الدهر إلا كادت النفس تتلف
- وإلا علتني عبرة واستكانة
- وفاض لها جار من الدمع يذرف
- تعلقتها والنفس مني صحيحة
- فما زال ينمى حب جمل وتضعف
- إلى اليوم حتى سلّ جسمي وشفني
- وأنكرت من نفسي الذي كانت أعرف
وقد قيل بأن بثينة قد علمت بالخبر فحزن وفجعت وأنشدت شعراً ترثي فيه حبيبها ، ونشير هنا إلى أن الرواة قد تفاوتوا بتوصيف شخصية جميل ، فقال بعضهم أنه رجل عفيف والبعض الآخر قال أنه راجل ماجن ، وبنهاية الأمر فإن القصة قد أخذت طابع أسطوري وجمالي أكثر من عمقها الحقيقي ، ككل قصص الحب لدى العرب.
للمزيد يمكنك قراءة : قصص حب حقيقية
للمزيد يمكنك قراءة : قصص حب مؤلمة وحزينة