محتوي الموضوع
إن الصحابي عند أهل العلم هو من التقى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وآمن به ومات وهو مسلم ولو تخلل إسلامه ردة على الأرجح ، ويقصد بلقاءه بالرسول حتى لو لم يره ، فقد يمنع من هذا مانع مثل : العمى ، ومن الأمثلة على ذلك : ابن أم كلثوم رضي الله تعالى عنه ، فقد كان شخصاً أعمى لم ير النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، إلا أنه يعتبر من الصحابة ، وفي هذا المقال سوف نتناول سيرة أحد أعلام الصحابة رضوان الله تعالى عليهم ، حيث يسعدنا أن نقدم لكم حياة حسان بن ثابت قبل الإسلام وبعد الإسلام وصفاته ، تابعوا معنا.
ميزاته ومكانته:
إن لحسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه الكثير من الصفات التي تميزه ، والتي جعلت له مكانة رفيعة بالإسلام ، وفيما يلي ذكرها :
- كان رضي الله تعالى عنه شاعراً للأنصار قبل الإسلام ، وبعدها صار شاعر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعدها صار شاعر اليمانيين بالإسلام.
- كان حسان بن ثابت رضي الله عنه شديد وقوي الهجاء ، وكان هذا بطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم.
- كان رضي الله عنه فحل الشعر ، بمعنى أن شعره كان ذات مرتبة رفيعة.
- حاز رضي الله عنه مكانة رفيعة ، ليس فقط لأنه كان شاعراً للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، بل إن شعره كان أحد الأسباب التي حفظت فيها اللغة العربية ، وهذا من فصاحة شعره ، وغناه بالمفردات العربية ، فقد كانت لدى حسان بن ثابت قدرات تعبيرية مميزة ، وإمكانات لغوية لم تكن عند العديد من الشعراء غيره.
- لقد مدح حسان بن ثابت رضي الله عنه الكثير من الصحابة ومن الخلفاء الراشدين ، وأصبح بعد ذلك محط دراسة للعديد لما كان لشعره من تأثير قوي.
للمزيد يمكنك قراءة : كيف توفي عثمان بن عفان
اسمه ونسبه وكنيته ووفاته:
- اسمه حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك ، وكنيته أبي عبد الرحمن ، وقيل أيضاً : أبو حسام ، وأبو الوليد ، أنصاري نجاري خزرجي ، من المدينة المنورة ، وهو شاعر النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي قال له النبي في مرة : [اهجهم أو هاجهم وجبريل معك] ، وقد قيل بأن حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه كان يكبر الرسول صلى الله عليه وسلم ببضع سنين فقط ، وقد أسلم وهو في سن الـ60 ، وقد عاش عمراً طويلاً ، وقد روي حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه بعض الأحاديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وكانت أم المؤمنين عائشة والفاروق عمر وأبو هريرة رضي الله تعالى عنهم ممن رووا عنه.
حسان بن ثابت قبل الإسلام:
- كان رضي الله تعالى عنه قبل الإسلام شاعر عصبي جداً لقومه ، فقد كان الفخر والهجاء هو الطابع الذي يغلب على شعره ، فكان حسان بن ثابت يمتدح قومه على مناقبهم ، ويكون بالمرصاد لكل شخص يحاول أن يتطاول عليهم أو أن يهجوهم بأي صورة من الصور ، وكان قومه الخزرج على صراع مستمر مع قبيلة الأوس ، فقد كان لهم شاعر اسمه قيس بن الخطيم ، فكانوا يهجون بعض دائماً.
- وكان حسان بن ثابت قبل الإسلام كبقية الشعراء لديه من الشعر في مدح النساء وفي الغزل ، إلا أنه لم يعد لذلك بعد أن أسلم ، وكان يذهب بالمواسم لسوق عكاظ الشهير فيمتدح أصحاب الشأن ويكسب من هذا رزق وفير.
حسان بن ثابت بعد الإسلام:
- كان لدى حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه دور مهم بالإسلام ، فقد كان الشعر يعد مثل الإعلام في ذلك الوقت ، فكان الشعر سياسياً على شاكلة معينة ، بمعنى أن يقوم الشعراء بهجاء أخصامهم ومدح فريقهم ، وعلى هذا النحو ، فكان رضي الله عنه يدافع عن الإسلام ، ليس من أجل التكسب أو الاستجداء ، بل دفاعاً عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعن المسلمين ، حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وضع له منبر بالمسجد يقوم عليه خلال دفاعه عن الإسلام ، وقد روي بيوم الأحزاب أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم سأل المسلمون عمن يحمي أعراض المسلمين ، فأجابه 3 من المسلمين فقالوا : [قال كعبٌ: أنا، قال ابنُ رواحةَ: أنا، قال: إنك لتحسِنُ الشعرَ؟ قال حسانُ بنُ ثابتٍ: أنا إذنْ، قال اهجُهمْ فإنه سيعُينُك عليهم روحُ القدسِ].
للمزيد يمكنك قراءة : حفصة بنت عمر بن الخطاب
شعر مصور لحسان بن ثابت:
للمزيد يمكنك قراءة : من هو امين هذه الامة