محتوي الموضوع [أخفاء]
الخوطر الدينية لها تأثير عظيم على نفس الإنسان؛ لأنها في المقام الأول تتعلق بالإيمان والدين، وهذا أعظم شيء في حياة الإنسان، فالإنسان روحه تهفو دائمًا نحو التدين وتقوى الله تعالى، ومهما كان الإنسان مسرفًا في معصية الله تعالى فيأتي عليه وقت يريد أن يطيع الله، يكره حياة الابتذال والذلة ويرجع إلى حياة الطاعة والخير، والإنسان في رحلة حياته يتعرض للعديد من الأمور التي تجعله يتفكر في الله ويتفكر في نعم الله تعالى عليه، فيكون ذلك نذير عودته إلى الله تعالى وإيمانه بالله تعالى من جديد، والإنسان لا ييأس أبدًا من روح الله، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، وعلى كل مؤمن أن يثق ثقة تامة بالله وأن يتوكل عليه فهو هاديه ومرشده ومخرجه من ظلمات المعصية إلى أنوار التوحيد، ومن سجن الغفلة إلى جنة الطاعة، جنة عرضها السموات والأرض أُعِدَّت للمتقين.
وقد اخترنا مجموعة من أجمل الخواطر الدينية التي تفيد القارئ الكريم في حياته، لعل خاطرة من تلك الخواطر تصادف قلبه وتعمل على زيادة إيمانه وحبه للدين وتمسكه بالفضيلة، والمؤمن دائمًا يحب الله ورسوله واليوم الآخر ويحب الحديث في هذه الأمور دائمًا مهما كان حاله وكيف كانت ذنوبه، والآن ندلف إلى هذا الموضوع الهام وتلك الخواطر الجمة المفيدة.
خاطرة دينية باقة متنوعة من أجمل الخواطر الدينية:
أخي في الله أختي في الله .. إستشعرو أنفسكم بين طريقين: أحدهما يشير إلى الجنة، والآخر يشير إلى النار، وعلى كل طريق داعي، تارة تسيرو إلى هذه وتارة إلى تلك ثم تسيرو إلى الجنة، ولا يلبث داعي النار أن يغريكم ويلبس عليكم أمركم، فأنتم أشد ما تحتاجوا إليه هنا هو البصيرة وتبصر وإدراك العاقبة والحزم في اتخاذ الموقف السليم والعزم في السير، وإياكم والتردّد فإنه للعاجز وصاحب الهمّة الضعيفة التي سرعان ما ينهار صلحبها أمام زخرف الدنيا وزينتها. كنول ثابتين في إيمانكم وعليكم بكثرة التزوّد بالخير كي تتجذّر شجرة إيمانكم وعطائكم، فتثبت جذورها وتقوى، وتسمو فروعها وتنتشر وتكثر ثمارها ان شاء الله ووفقن الله واياكم لمايحبه ويرضاه
هل نحن نقيم الصلاة فعلا؟
من فائدة الصلاة: ((إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)) … ولكن هل هذا الحاصل فعلا ؟ هل نهتنا الصلاة عن الفحشاء والمنكر والبغي والظلم وألزمتنا للوقف مع الحق والمطالبة بالعدل ..! هل أصبحنا مجتمعا فاضلا و لا يشوبه الفساد ؟ هل هنالك تقصير في صلاتنا .. أم قصر في فهمنا للصلاة ؟ هل تأملنا قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وفي الحديث: ((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً)) لنسأل أنفسنا أولا هذا السؤال: لماذا لم يقل الله سبحانه: أداء الصلاة ؟ من علامات قبول الصلاة: تنهاه الصلاة عن الفحشاء والمنكر والبغي والظلم ومن اداها ولم تنهاه صلاته ..! فليسأل نفسه هل قبلت صلاتى ..! .. تحتاج للتفكير ..! رب أجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي
اسمعُ ولا اتعظ،واقول ولا افعل،واقرأ ولا اتدبر، وعلمتُ وما عملت،فوالله لو نادى منادي من السماء يا منافق لما ظننت انه يعني غيري ، اللهم فأعني على نفسي ولا تكلني اليها طرفة عين.
عندمآ نَدعو .. يجْري اللهُ عَلى ألسنتنا أُمنياتٍ لمْ نَكن نعرفُ أنّها في خواطرنا , يمْنحُنا اللهُ قَبل نِعمة الإجابهْ، نعمة البوحْ بين يديه , ولا يسْتطيعُ أحدٌ أنْ يَحِنَّ عليكَ بهذآ القدْر مهما أحبَّكَ سواه , لأنهُ يعْرفُ ليسَ فقط ما تخبِّئهْ، ولكنْ ما لا تعرفُه عنْ نفسكْ !! أنتَ نسيتَ حزناً مَرَّ بطفولتكْ .. لكنّهُ لم ينساهْ , أنتَ نسيتَ أثر الماضِي على قلبِكْ .. لكنّه لم ينساهْ , أنتَ نسيتَ أمنياتكْ القديمة .. لكنّه يحتفِظُ بها عندهْ ليمنحك إيّاها من حيثُ لا تحتسبْ , أنتَ لا تستطيع أن تصفَ تماماً ما تُحبهْ، هو يعرفُ ويكملُ لك أمنيتك !! ألم يحدث ألف مَرة في حياتِك أن طلبتَ من اللهِ شيئاً فاسْتغربتَ كيفَ جاءكَ بهِ على نحو مُكتَملْ أكثَر ممّا توقعتهْ !! الدُّعاء حنانُ اللهِ عَلينا مُنذُ رفعِ أيدينا إلى نُزولِ إجابتهْ , ربَّي ألهمنا يقيناً يجعلنا نؤمن بأنْ كُلَّ مآ نحّلم به سيأتي يومًا.
نظر البعض إلى الرزق في الدينار والدرهم فحسب. ورزق الله واسع تأمله في الزوجة المواتية والابن البار والصديق والجار والصحة والبلد الآمن. تجده في شربة ماء وكسرة خبز ولفتة حانية وكلمة طيبة .ورزق الله واسع وفضله عميم … اللهم وسع إن في دوام الذِكر في الطريق والبيت والحَضر والسفر والبقاع تكثيرًا لشهود العبد يوم القيامة؛ فإن البقعة والدار والجبل والأرض تشهد للذاكر يوم القيامة “يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا.في أرزاقنا وبارك لنا فيها.
﴿ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾
حتى ما تنفقه من معروف من وقتك، وراحتك ومشاعرك وكلامك، وما تمنحه للآخرين من فرح وفرج؛ يخلفه الله عليك، وربما كان انشراحًا وفرحاً وتيسيراً وفرجاً وأجراً كريما.
لماذا شبه الله الدنيا بالماء؟
فائدة جليلة وجميلة للإمام القرطبي – رحمه الله- حين قال : “لماذا شبّه الله – سبحانه – الدّنيا بالماء” عند قوله تعالى : “واضرب لهم مثَلَ الحياة الدنيا كماءٍ أنزلناه من السّماء ” .
قال الحكماء : شبّه الله – سبحانه وتعالى – الدُّنيا بالماء :
١/ ﻷنّ الماء ﻻ يستقرّ في موضع، كذلك الدُّنيا ﻻ تبقى على حالٍ واحدة .
٢/ وﻷنّ الماء يذهب وﻻ يبقى، فكذلك الدنيا تفنى ولاتبقى.
٣/ وﻷنّ الماء ﻻ يَقدر أحدٌ أن يدخلَه وﻻ يبتلّ ، وكذلك الدُّنيا ﻻ يسلم أحدٌ من فتنتها وآفتها .
٤/ وﻷنّ الماء إذا كان بقدرٍ كان نافعًا مُنبتًا، وإذا جاوز المقدار كان ضاراًّ مُهلكًا، وكذلك الدُّنيا الكفافُ منها ينفع، وفضولُها يضرّ “.من هنا الطريق..
خذ ماشئت من الدورات.. اقرأ ماشئت من الكتب.. سافر إلى ماشئت من البلدان.. والله لن تجد الأنس والسعادة،والأمن،والحياة الطيبة الإ في كنف الله،وحلاوة مناجاته،والتذلل بين يديه،والقيام بحقه عليك.. اختصر الطريق على نفسك،وحقق نجاحك مع الله،تفتح لك الحياة أبوابها..
﴿عسى الله أن يأتيني بهم جميعا﴾:
يحمل المؤمن يقينه أن الله جامع بينه وبين ما يحب يجمع له ما تفرق من أحلامه وما تناثر من عافيته وما تشتت من أحبابه في ظروف الحياة ويعلم يقينا أنه مامن دعوة لهج بها لسانه في اضطراره إلا ويُجاب فلا تضعف عن الدعاء ولو تأخر الفرج.
{فلنحيينه حياة طيبة}:
الحياة الطيبة ليست كما يفهمه بعض الناس: السلامة من الآفات من فقر ومرض لا، بل الحياة الطيبة أن يكون الإنسان طيب القلب منشرح الصدر مطمئنا بقضاء الله وقدره إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، ﴿ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾.
يسخر لك الكثير مما تعرف وما لا تعرف. يرزقك دوماً من فضله، ويجنبك أذى كثيراً لم تفطن له، حتى تلك الضائقات التي تمر بها فيها رحمات لا تعلمها. هي هذه الـحياة الطيبة.
كانت تلك باقة من أجمل الخواطر قدمناها للزائر الكريم عسى أن ينتفع بها وأن تصادف هوًى في قلبه فيرجع منها بتقوى الله تعالى، والمؤمن عليه أن يبحث عما يزيد إيمانه وإحسانه ويزيد تقواه بالله تعالى وتعلقه به سبحانه، ولا يترك نفسه هملًا بلا تذكرة، فهذا لا يحسن بالمؤمن على الإطلاق، ونتمنى أن يكون القارئ الكريم قد استفاد بما قدمنا.