إن الإنسان يتأثر بمن حوله، فحاول أن تقترب ممن يثقون بقدراتك ويساعدوك لتحقيق طموحاتك، فالإيجابيون يمدوك بالطاقة والساعدة التي تدفعك لتحقق أحلامك، أما السلبيون لن تستفيد منهم سوى بالتأثير السيء على نفسك فأبتعد عنهم قدر الإمكان، وإن لم تجد من يستحق القرب منك فصاحب أنت الورقة والقلم وأخلق عالم خاص بك، أسرد فيه قصص من نسج خيالك ومواقف لم تحدث بما بعد، عبر إن شئت عما يحتويه قلبك مثلما فعلت أنا، وهذا ما سأعرضه في السطور القادمة.
خواطر رقيقة للحبيبة:-
- لا تبكي يا عزيزتي.. قد سَاءت المدينة بأكملها، وحزِن أهلها، إن بكاء روحكِ قد شاع بين الناس جميعاً، جميعهم لم يرونَ هشاشتك ، ثِمة أشياء تظهر أشياء ليست للطبيعة أن تقبلها، ثِمة أشياء غيرت مجرى العيشة ، ثِمة أشياء ناتجة من هؤلاء الحمقى، لا يهتموا لأجلكِ ولو اهتمام زائف على الأقل ، لا تبكي لقد بكى الجميع نيابةً عنكِ.
- مَا ذا يتطلب قلبك لتصبح سعيدًا؟ ..قلبي بسيطً للغاية ليسَ بحاجة إلىَ شيء سِواها، قلبي لا يعرف مَعني النبض ولا يعرف مَعني الحب ولا يعرف مَعني الود ولا يعرف شيئًا دونها، هي تعرف جيدًا مَتي قلبي يفرح، ومَتي يحزن ومَتي لا يُبالي، حديثي معها علاج ، هي السعادة والرضا وكل ما احتاجه من الدنيا، قلبي يُريدها في كل وقت وكل موعد وكل آذان، قلبي يطلُبها في الدعاء وفي الصلاة، قلبي يذكرها دائمًا لأنها مِنه وحتمًا تعود إليهِ.
- ومِن النسَاء مَن يُفرِضنَ عليِكَ جمَالِهنَّ، تَراهنَّ كالملَائِكة دونَ أجنِحة، دٌومًا تَبتسم حتّى وإنْ كُانت فِي أشدِ الصُعوبات ، تَبتسم وكأنَّ مَن مرّت حَولك ليِسَت أنثَى فحسِب، إنّها ريحُ البَهجة ، وأثر الكمَال من اللَّه ، ومِن النسَاء مَن تخَاف أنْ يَمضِيَ بِكُما الوَقت، حتّى وإنْ كانَ الحَديثُ قَليِل ، تَشعُر أنَّ اللِقاءَ إذا تَوقفَ، تَوقفتْ الدُنيا بِمَا فِيها ، كَشيءٍ تعلقتَ بهِ ، تخشى علىَ ضياعهِ أو فقدهِ مرّة أخرَى.
- هي جميلة لن يكررها الزمن إلا مرّه واحده، كالحورية التي تَظهر مُنفردة، ولأنها دائمًا صامتة، أعتدتُ أن أقترب مِنها ، فـ رأيتُ بداخلها حديث طويل ليسَ بوسعها أن تشرحه لكننّي اقتربت منها بعمق المسافات، واحتضنتها بعيني حتى زال الحديث وزال الصمت وزال حُزنها أيضًا، احتضنتها فهدأت.
- يبدأ يومي بمحادثتها وينتهي بمحادثتها دون أي ملل، هكذا أنا طفل تعلقُ بها وكأنها أمه، لها في قلبي مكانةً عجز الكثير عنِ الوصول إليها، لها الحب، لها قلبي، لها نفسي، لها وقتي، وهذا لا يكفي لأنها كل شيء.
خواطر عن الوحدة:-
- أسهر وحدي بمصاحبة الليل، ثم أنام وأحلم بأنّ الليل يعايرني بأنني وحيد ومتمسكٌ بهِ، ثم أستيقظ مُفزوعاً، وأنظر حولي جيدًا حتى أرى الوحدة بشكلها الحقيقي، تُشاركني تعاستي أيضًا ليسَ فرحي فقط ، أجدها دومًا ، لن تتخلى ولن تتغير، هي الأصيلة المتمسكة بقربي حتى أخر العمر.
- الجميع يرون سعادتك العارمة طوال الوقت، أما عن حُزنك فهم أكفاء عنه، لا يرون سِوىَ الجُزء المضيء فيك، لا يرون عتمتك وانهيارك كل ليلة وأنت تجاهد روحك وتحدث قلبك قبل أن تنام ؛ أيُها الوجع هل سَتنهي الليلةِ أم أنك مُستمر للأبد!
- الوحدة أحسن من ونس مغشوش.
- قال كارل يونغ عن الوحدة “الوحدة خطيرة، ومن السهل أن تتحول إلى إدمان، عندما تدرك كم السلام هناك لن ترغب في التعامل مع الناس مجددًا”
وفي الختام أقدم نصيحة لك عزيزي القارئ، لا تدع نفسك للحزن، ولا تحط نفسك بمن يعرفك لهدف أو لمصلحة ، فالوحدة خير ألف مرة من الجمع الكاذب، فإذا صاحبت نفسك وعرفت متطلباتها خير لك من مصاحبة المحبطين والمفسدين، هؤلاء لن تجني من ورائهم غير التعاسة والشقاء، وإن لم تجد من يصاحبك فأعمل بنصيحتي وصاحب كتاب جيد يأخذك إلى رحلة بعيدة مع خبرات أناس مختلفة، تتعلم منهم وتعش ما لم تعشه وتذهب إلى عالم ربما لن تزوره في أحد الأيام، وعندما تنتهي من رحلتك ذكر نفسك بهدفك، وثق في نفسك وصدق أحلامك فإذا صدقتها ستحققها بإذن الله، وأسعى دائمًا ولا تكل من السعي، وتذّكر دائمًا أن لكل مجتهد نصيب.
