محتوي الموضوع
اسمه أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون ؛ أحد الشعراء الأندلسيين من أبناء قرطبة ومن عائلة فقهاء بني مخزوم ، وقد بلغ بابن زيدون الطموح حتى صار وزير ابن جهور حاكم قرطبة ، وبعدها صار وزير المعتمد بن عباد الذي اتهم بالميل له ، وهو من الشعراء المخضرمين والكتاب الرائعين ، برع ابن زيدون وأبدع في الشعر والنثر ، وقد عرف بحبه لفتاة تُدعى ولادة بنت المستكفي ، وكانت إقامته في مدينة إشبيلية التي لم يتركها حتى توفاه الله في أول رجب من العام أربعمائة وثلاثة وستون هجرياً إبان حكم المعتمد بن عباد ؛ ولم يكن حب ابن زيدون لمعشوقته ولادة بعيداً عن المنافسة والغل والحسد ، وكتب فيها ابن زيدون الكثير من القصائد الرومانسية التي تحرك المشاعر عند قرائتها ، وفي هذا اليوم يسعدنا أن نقدم لكم متابعينا مقال يحمل عنوان شعر ابن زيدون في الحب الفاحش pdf.
غزل ابن زيدون في ولادة:
- أضْحى التَّنائي بديلاً من تَدانينا،
- ونابَ عن طيبِ لُقْيانا تَجافينا
- ألا! وقدْ حانَ صُبْحِ البَيْنِ صَبَّحَنا
- حَيْنٌ، فقامَ بِنا لِلحَيْنِ ناعينا
- مَن مُبْلِغُ المُلْبِسينا، بانْتِزاحِهِمُ
- حُزْناً، مع الدّهْرِ لا يَبْلى ويُبْلينا
- أَنَّ الزّمانَ الذي مازالَ يُضْحِكُنا،
- أُنْساً بِقُرْبِهِمُ، قد عادَ يُبْكينا
- غِيظَ العِدا مِن تَساقينا الهوى فَدَعَوا
- بأَنْ نَغَصَّ، فقال الدّهرُ آمينا
- فانْحَلَّ ما كان مَعْقوداً بأنفسِنا،
- وانْبَتَّ ما كان مَوْصولاً بأيْدينا
- وقدْ نَكونُ، وما يُخْشى تَفَرُّقُنا،
- فاليَومَ نحنُ، وما يُرْجى تَلاقينا
- يا ليت شِعْري، ولم نُعْتِبْ أعادِيَكُمْ،
- هل نالَ حظّاً من العُتْبى أَعَادينا
- لم نَعْتَقِدْ بَعْدَكُم إلاّ الوفاءَ لَكمْ
- رَأْياً، ولم نَتَقَلَّدْ غيرَهُ دِينا
- ما حَقُّنا أن تُقِرُّوا عينَ ذي حَسَدٍ
- بِنا، ولا أن تُسِرُّوا كاشِحاً فينا
- كُنّا نَرى اليأسَ تُسْلينا عَوارِضُهُ،
- وقد يئِسْنا فما لليأسِ يُغْرينا
- بنْتُمْ وبِنّا، فما ابْتَلَّتْ جَوانِحُنا
- شوقاً إلَيْكُمْ، ولا جَفَّتْ مآقينا
- نَكادُ حينَ تُناجيكُمْ ضَمائرُنا،
- يَقْضي علينا الأسى لو لا تَأَسِّينا
- حالَتْ لِفَقْدِكُمُ أيّامنا، فغَدَتْ
- سوداً، وكانت بكمْ بِيضاً ليالينا
- إذ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تَألُّفِنا،
- ومَرْبَعُ اللَّهْوِ صافٍ مِن تَصافِينا
- وإذ هَصَرْنا فُنونَ الوَصْلِ دانِيَةً
- قِطافُها، فَجَنَيْنا منهُ ما شِينا
- ليُسْقَ عَهْدُكُمُ عَهْدُ السُّرورِ فما
- كُنْتُمْ لأَرْواحِنا إلاّ رَياحينا
- لا تَحْسَبوا نَأْيَكُمْ عَنَّا يُغَيِّرُنا،
- أنْ طالما غَيَّرَ النَّأْيُ المُحِبِّينا!
- واللهِ ما طَلَبَتْ أَهْواؤنا بَدَلاً
- مِنْكُمْ، ولا انْصَرَفَتْ عَنْكُمْ أمانينا
- يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القَصْرَ واسْقِ بِهِ
- مَن كان صِرْفَ الهوى والوُدِّ يَسْقينا
- واسْألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذَكُّرُنا
- إلْفاً، تَذَكُّرُهُ أمسى يُعَنِّينا
- ويا نَسيمَ الصَّبا بَلِّغْ تَحِيَّتَنا
- من لو على البُعْدِ حَيَّا كان يُحْيينا
- فهل أرى الدّهرَ يَقْضينا مُساعَفَةً
- مِنْهُ، وإنْ لم يَكُنْ غِبّاً تَقَاضِينا
- رَبِيْبُ مُلْكٍ كأَنَّ اللهَ أنْشأَهُ
- مِسْكاً، وقدَّرَ إنْشاءَ الوَرَى طِينا
- أو صاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وتَوَّجَهُ
- مِن ناصِعِ التِّبْرِ إبْداعاً وتَحْسينا
- إذا تَأَوَّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيَةً،
- تُومُ العُقودِ، وأَدْمَتْهُ البُرَى لينا
- كانتْ لهُ الشّمسُ ظِئْراً في أَكِلَّتِهِ،
- بلْ ما تَجَلَّى لها إلا أَحايِينا
- كأنّما أُثْبِتَتْ، في صَحْنِ وَجْنَتِهِ،
- زُهْرُ الكواكِبِ تَعْويذاً وتَزْيِينا
- ما ضَرَّ أن لم تَكُنْ أكْفاءَهُ شَرَفا،ً
- وفي المَوَدَّةِ كافٍ من تَكافينا؟
- يا رَوْضَةً طالما أَجْنَتْ لواحِظَنا
- وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غَضّاً، ونِسْرينا
- ويا حَياةً تَمَلَّيْنا، بزَهْرَتِها،
- مُنىً ضُروباً، ولذّاتٍ أَفَانِينا
- ويا نَعيماً خَطَرْنا، مِن غَضارَتِهِ،
- في وَشْيِ نُعْمى، سَحَبْنا ذَيْلَهُ حينا
- لَسْنا نُسَمّيكَ إجْلالاً وتَكْرُمَةً،
- وقَدْرُكَ المُعْتَلي عنْ ذاكَ يُغْنينا
- إذا انْفَردْتَ وما شُورِكْتَ في صِفَةٍ
- فَحَسْبُنا الوَصْفُ إيْضاحاً وتَبْيينا
- يا جَنّةَ الخُلْدِ أُبْدِلْنا، بسِدْرَتها
- والكَوْثَرِ العَذْبِ، زَقُّوماً وغِسْلينا
- كأنّنا لم نَبِتْ، والوَصْلُ ثالِثُنا،
- والسَّعْدُ قد غَضَّ مِن أَجْفانِ واشِينا
- إن كان قد عَزَّ في الدّنيا اللّقاءُ بِكُمْ
- في مَوقِفِ الحَشْرِ نَلْقاكُمْ وتَلْقُونا
- سِرَّانِ في الخاطِرِ الظَّلْماءِ يَكْتُمُنا،
- حتى يَكادَ لِسانُ الصّبْحِ يُفْشينا
- لا غَرْوَ في أنْ ذَكَرْنا الحُزْنَ حينَ نَهَتْ
- عَنْهُ النُّهى، وتَرَكْنا الصَّبْرَ ناسينا
- إنّا قَرَأْنا الأسى، يومَ النَّوى، سُوَراً
- مكتوبَةً، وأَخَذْنا الصَّبْرَ تَلْقينا
- أما هَواكَ، فَلَمْ نَعْدِلْ بِمَنْهَلِهِ
- شُرْباً وإن كانَ يُرْوينا فَيُظْمينا
- لم نَجْفُ أُفْقَ جَمالٍ أنتَ كوكَبُهُ
- سَالِينَ عَنْهُ، ولم نَهْجُرْهُ قالينا
- ولا اخْتِياراً تجنَّبْناهُ عن كَثَبٍ،
- لكن عَدَتْنا على كُرْهٍ، عَوَادينا
- نَأْسى عَلَيْكَ إذا حُثَّتْ، مُشَعْشَعَةً
- فينا الشَّمولُ، وغَنَّانا مُغَنِّينا
- لا أكْؤُسُ الرَّاحِ تُبْدي مِن شَمائلِنا
- سيما ارتِياحٍ، ولا الأَوْتارُ تُلْهِينا
- دُومي على العَهْدِ، ما دُمْنا، مُحافِظَةً
- فالحُرُّ مَن دانَ إنصافاً كما دِينا
- فما اسْتَعَضْنا خَليلاً مِنْكِ يَحْبِسُنا
- ولا اسْتَفَدْنا حَبيباً عنْكِ يَثْنينا
- ولو صَبا نَحْوَنا، مِن عُلْوِ مَطْلَعِهِ،
- بَدْرُ الدُّجى لم يَكُنْ حاشاكِ يُصْبِينا
- أبْكي وَفاءً، وإن لم تَبْذُلي صِلَةً،
- فالطَّيْفُ يُقْنِعُنا، والذِّكْرُ يَكْفينا
- وفي الجَوابِ مَتاعٌ، إن شَفَعْتِ بِهِ
- بِيضَ الأَيَادي، التي مازِلْتِ تُولِينا
- عليْكِ مِنّا سَلامُ اللهِ ما بَقِيَتْ
- صَبابَةٌ بِكِ نُخْفيها، فَتُخْفينا
قصيدة ابن زيدون في ولادة إني ذَكَرتُكِ:
- إِنّي ذَكَرتُكِ بِازَهراءَ مُشتاقاً
- وَالأُفقُ طَلقٌ وَمَرأى الأَرضِ قَد راقا
- وَلِلنَسيمِ اِعتِلالٌ في أَصائِلِهِ
- كَأَنَّهُ رَقَّ لي فَاعتَلَّ إِشفاقا
- وَالرَوضُ عَن مائِهِ الفِضِيِّ مُبتَسِمٌ
- كَما شَقَقتَ عَنِ اللَبّاتِ أَطواقا
- يَومٌ كَأَيّامِ لَذّاتٍ لَنا انصَرَمَت
- بِتنا لَها حينَ نامَ الدَهرُ سُرّاقا
- نَلهو بِما يَستَميلُ العَينَ مِن زَهَرٍ
- جالَ النَدى فيهِ حَتّى مالَ أَعناقا
- كَأَنَّ أَعيُنَهُ إِذ عايَنَت أَرَقي
- بَكَت لِما بي فَجالَ الدَمعُ رَقراقا
- وَردٌ تَأَلَّقَ في ضاحي مَنابِتِهِ
- فَازدادَ مِنهُ الضُحى في العَينِ إِشراقا
- سَرى يُنافِحُهُ نَيلوفَرٌ عَبِقٌ
- وَسنانُ نَبَّهَ مِنهُ الصُبحُ أَحداقا
- كُلٌّ يَهيجُ لَنا ذِكرى تَشَوُّقِنا
- إِلَيكِ لَم يَعدُ عَنها الصَدرُ أَن ضاقا
- لا سَكَّنَ اللَهُ قَلباً عَقَّ ذِكرَكُمُ
- فَلَم يَطِر بِجَناحِ الشَوقِ خَفّاقا
- لَو شاءَ حَملي نَسيمُ الصُبحِ حينَ سَرى
- وافاكُمُ بِفَتىً أَضناهُ ما لاقى
- لَو كانَ وَفّى المُنى في جَمعِنا بِكُم
- لَكانَ مِن أَكرَمِ الأَيّامِ أَخلاقا
- يا عَلقِيَ الأَخطَرَ الأَسنى الحَبيبَ إِلى
- نَفسي إِذا ما اِقتَنى الأَحبابُ أَعلاقا
- كانَ التَجارِي بِمَحضِ الوُدِّ مُذ زَمَنٍ
- مَيدانَ أُنسٍ جَرَينا فيهِ أَطلاقا
- فَالآنَ أَحمَدَ ما كُنّا لِعَهدِكُمُ
- سَلَوتُمُ وَبَقينا نَحنُ عُشّاقا
شعر ابن زيدون في المدح:
- لا افْتِنانٌ كافْتِناني
- في حلَى الظّرْفِ الحسانِ
- خصّني بالأدبِ اللهُ،
- فأعْلَى فيهِ شاني
- خاطِري أنفَدُ، مَهْمَا
- قيسَ، منْ حدّ السّنانِ
- أيّهضا المرسلُ أطيَارَ
- المعمّى لامتحاني
- هاكَ، كَيْ تَزدادَ، في الآ
- دابِ، عِلْماً بِمَكاني
- قدْ أتتْنَا الطّيرُ تشدُو
- بَعضَ أبْياتِ الأغاني
- برطاناتٍ، قضتْنَا
- مَا اقْتَضَتْنَا مِنْ بَيانِ
- إنْ تغنّى البلبلُ اهْتَا
- جَ غناءَ الورشانِ
- فتأدّى منْهُ بيتَا
- غَزَلٍ مُنْفَرِدانِ
- لِمُحِبٍّ في حَبيبٍ،
- عَنهُ ناءٍ مِنهُ دَانِّ
- يا بعيدَ الدّارِ، موصُو
- لاً بِقَلْبي وَلِساني
- رُبّما باعَدَكَ الدّهْـ
- ـرُ، فأدْنَتْكَ الأماني
شعر ابن زيدون بالصور:
للمزيد يمكنك قراءة : شعر كردي عن الحب مترجم عربي
للمزيد يمكنك قراءة : شعر حديث عن الحب الحقيقي
للمزيد يمكنك قراءة : شعر عن البرد والحب
إلى هنا أعزائنا المتابعين متابعي موقع احلم نكون قد وصلنا إلى ختام موضوع الليلة وقد تكلمنا ودار حديثنا فيه حول شعر ابن زيدون في الحب الفاحش pdf ، جمعنا لكم كم كبير جداً ومجموعة ضخمة من أحلى الاقتباسات الرومانسية لشاعر الأندلس ابن زيدون ، وذلك ظهر واضحاً وجلياً في الفقرات التي قدمناها ، إذ وضعنا في أول فقرة غزل ابن زيدون في ولادة ، وفي ثاني فقرة قصيدة ابن زيدون في ولادة إني ذَكَرتُكِ ، وفي ثالث فقرة شعر ابن زيدون في المدح ، وختمنا حديثنا بفقرة بعنوان شعر ابن زيدون بالصور ، آملين أن تعجبكم تلك المقتطفات وتقوموا بمشاركتها مع من تحبون.