محتوي الموضوع
شعر الغزل الجاهلي العفيف … مقتطفات قمة في الجمال والُرقي ، حيث يعتبر الشعر الغزلي أحد أغراض الشعر العربي التي أكثر شعرائنا من قول الشعر فيها مذ نشأته في العصر الجاهلي وحتى صار أحد أكثر الأغراض الشعرية استعمالاً في يومنا هذا ، إنه فن قريب لفؤاد الإنسان ؛ وذلك لأنه يخرج من فؤاد الملقي فيلامس العواطف والمشاعر ، وبالخصوص بأيام الصبا والشباب ، ومعظم الشعراء العرب القدامى كانوا يبدأون قصائدهم بالغزل ، حتى ولو أن الغرض من القصيدة كان موضوع آخر كمدح أو ذم أو حكمة وغيرها من المواضيع ؛ وقد تنوعت النماذج الشعرية على الغزل ، ونتيجة ذلك أن الحب عاطفة بشرية جبلت نفس الإنسان عليها ، وفي هذا اليوم سوف نقدم لكم شعر الغزل الجاهلي العفيف … مقتطفات قمة في الجمال والُرقي ، وحتى لا نطيل عليكم تعالوا نستمتع سوياً بقراءة تلك الأبيات.
مختارات من شعر الغزل الجاهلي:
- وَلا مُقصِرٍ يَومًا فَيَأتِيَني بِقُر
- أَلا إِنَّما الدَهرُ لَيالٍ وَأَعصُرِ
- وَلَيسَ عَلى شَيءٍ قَويمٍ بِمُستَمِر
- لَيالٍ بِذاتِ الطَلحِ عِندَ مُحَجَّرِ
- أَحَبُّ إِلَينا مِن لَيالٍ عَلى أُقَر
- أُغادي الصَبوحَ عِندَ هِرٍّ وَفَرتَنى
- وَليدًا وَهَل أَفنى شَبابِيَ غَيرُ هِر
- إِذا ذُقتُ فاهًا قُلتُ طَعمُ مُدامَةٍ
- مُعَتَّقَةٍ مِمّا تَجيءُ بِهِ التُجُر
- هُما نَعجَتانِ مِن نِعاجِ تِبالَةِ
- لَدى جُؤذَرَينِ أَو كَبَعضِ دُمى هَكِر
- إِذا قامَتا تَضَوَّعَ المِسكُ مِنهُم
- نَسيمَ الصَبا جاءَت بِريحٍ مِنَ القُطُر
- كَأَنَّ التُجارَ أُصعِدوا بِسَبيئَةٍ
- مِنَ الخِصِّ حَتّى أَنزَلوها عَلى يَسَر
- فَلَمّا اِستَطابوا صُبَّ في الصَحنِ نِصفُهُ
- وَشُجَّت بِماءٍ غَيرِ طَرقٍ وَلا كَدِر
- بِماءِ سَحابٍ زَلَّ عَن مُتنِ صَخرَةٍ
- إِلى بَطنِ أُخرى طَيِّبٍ ماؤُها خُصَر
- لَعَمرُكَ ما إِن ضَرَّني وَسطَ حِميَرٍ
- وَأَقوالِها إِلّا المَخيلَةُ وَالسُكُر
**
- ودّعْ هريرة َ إنْ الركبَ مرتحلُ * وهلْ تطيقُ وداعا أيها الرّجلُ ؟
- غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها * تَمشِي الهُوَينا كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ
- كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا * مر السّحابة ِ، لا ريثٌ ولا عجلُ
- تَسمَعُ للحَليِ وَسْوَاسا إذا انصَرَفَتْ * كمَا استَعَانَ برِيحٍ عِشرِقٌ زَجِلُ
- ليستْ كمنْ يكره الجيرانُ طلعتها * ولا تراها لسرّ الجارِ تختتلُ
- يَكادُ يَصرَعُها لَوْلا تَشَدّدُهَا * إذا تَقُومُ إلى جَارَاتِهَا الكَسَلُ
**
- صَحا القَلبُ عَن سَلمى وَأَقصَرَ باطِلُه
- وَعُرِّيَ أَفراسُ الصِبا وَرَواحِلُه
- وَأَقصَرتُ عَمّا تَعلَمينَ وَسُدِّدَت
- عَلَيَّ سِوى قَصدِ السَبيلِ مَعادِلُه
- وَقالَ العَذارى إِنَّما أَنتَ عَمُّنا
- وَكانَ الشَبابُ كَالخَليطِ نُزايِلُه
- فَأَصبَحتُ ما يَعرِفنَ إِلّا خَليقَتي
- وَإِلّا سَوادَ الرَأسِ وَالشَيبُ شامِلُه
- لِمَن طَلَلٌ كَالوَحيِ عافٍ مَنازِلُه
- عَفا الرَسُّ مِنهُ فَالرُسَيسُ فَعاقِلُه
- فَرَقدٌ فَصاراتٌ فَأَكنافُ مَنعِجٍ
- فَشَرقِيُّ سَلمى حَوضُهُ فَأَجاوِلُه
- فَوادي البَدِيِّ فَالطَوِيُّ فَثادِقٌ
- فَوادي القَنانِ جِزعُهُ فَأَفاكِلُه
- وَغَيثٍ مِنَ الوَسمِيِّ حُوٍّ تِلاعُهُ
- أَجابَت رَوابيهِ النِجا وَهَواطِلُه
- هَبَطتُ بِمَمسودِ النَواشِرِ سابِحٍ
- مُمَرٍّ أَسيلِ الخَدِّ نَهدٍ مَراكِلُه
- تَميمٍ فَلَوناهُ فَأُكمِلَ صُنعُهُ
- فَتَمَّ وَعَزَّتهُ يَداهُ وَكاهِلُه
- أَمينٍ شَظاهُ لَم يُخَرَّق صِفاقُهُ
- بِمِنقَبَةٍ وَلَم تُقَطَّع أَباجِلُه
شعر غزل جاهلي عفيف:
- أتعْرِفُ رسمَ الدارِ قَفْراً مَنازِلُهْ
- كجفْنِ اليمانِ زخرفَ الوشيَ ماثلُهْ
- بتثليثَ أو نجرانَ أو حيثُ تلتقي
- منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُه
- دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيدُكَ بالمُنى
- وإذ حبلُ سلمى منكَ دانٍ تواصُلُه
- وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيدَ غزالُها
- لها نظرٌ ساجٍ إليكَ تواغِلُه
- غَنِينا، وما نخشى التّفرّقَ حِقبَة ً،
- كِلانا غَريرٌ، ناعِمُ العيش باجِلُه
- لياليَ أقتادُ الصِّبا ويقودُني
- يجولُ بنا ريعانُهُ ويُحاولُه
- سما لكَ من سلْمى خيالٌ ودونَها
- سَوَادُ كَثِيبٍ، عَرْضُهُ فأمايِلُهْ
- فذَو النيرِ فالأعلامُ من جانب الحمى
- وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجله
- وأنَّى اهتدَتْ سلمى وسائلَ بينَنَا
- بَشاشَة ُ حُبٍّ، باشرَ القلبَ داخِلُهْ
- وكم دونَ سلمى من عدوٍّ وبلدة ٍ
- يَحارُ بها الهادي، الخفيفُ ذلاذلُه
- يَظَلُّ بها عَيرُ الفَلاة ِ، كأنّهُ
- رقيبٌ يخافي شخصَهُ ويضائلُهْ
- وما خلتُ سلمى قبلَها ذاتَ رجلة ٍ
- إذا قسوريُّ اللّيلِ جيبتْ سرابلهْ
- وقد ذهبَتْ سلمى بعقلِكَ كلَّهِ
- فهَلْ غيرُ صَيدٍ أحْرَزَتْهُ حَبائِله
- كما أحْرَزَتْ أسْماءُ قلبَ مُرَقِّشٍ
- بحُبٍّ كلمْعِ البَرْقِ لاحتْ مَخايله
- وأنْكَحَ أسْماءَ المُرَاديَّ، يَبْتَغي
- بذلكَ عوفٌ أن تصابَ مقاِتله
- فلمَّا رأَى أنْ لا قرارَ يقرُّهُ
- وأنّ هوَى أسماء لابُدّ قاِتله
- ترحلَ من أرضِ العراقِ مرقشٌ
- على طربٍ تهوي سراعاً رواحِله
- إلى السروِ أرضٌ ساقه نحوها الهوى
- ولم يدرِ أنَّ الموتَ بالسّروِ غائلهْ
- فغودِرَ بالفَرْدَين: أرضٍ نَطِيّة ٍ،
- مَسيرَة ِ شهْرٍ، دائبٍ لا يُوَاكِله
- فيا لكَ من ذي حاجة ٍ حيلَ دونَها
- وما كلُّ ما يَهوَى امرُؤ هو نائِله
- فوجدي بسلمى مثلُ وَجْدِ مُرَقِّشٍ،
- بأسْماءَ، إذ لا تَستفيقُ عَواذِله
- قضى نَحْبَهُ، وَجداً عليها مُرَقِّشٌ،
- وعُلّقْتُ مِنْ سَلمى خَبالاً أُماطله
- لعمري لموتٌ لا عقوبة َ بعدَهُ
- لذي البثِّ أشفى من هوى ً لا يزايِله
**
- إذا الريحُ هبَّتْ منْ ربى العلم السعدي
- طفا بردها حرَّ الصبابةِ والوجدِ
- ولولاَ فتاة في الخيامِ مُقيمَةٌ
- لما اختَرْتُ قربَ الدَّار يومًا على البعدِ
- مُهفْهَفةٌ والسِّحرُ من لَحظاتها
- إذا كلمتْ ميتًا يقوم منْ اللحدِ
- أشارتْ إليها الشمسُ عند غروبها
- تقُول: إذا اسودَّ الدُّجى فاطْلعي بعدي
- وقال لها البدرُ المنيرُ ألا اسفري
- فإنَّك مثْلي في الكَمال وفي السَّعْدِ
- فولتْ حياء ثم أرختْ لثامها
- وقد نثرتْ من خدِّها رطبَ الوردِ
- وسلَّتْ حسامًا من سواجي جفونها
- كسيْفِ أبيها القاطع المرهفِ الحدّ
- تُقاتلُ عيناها به وَهْوَ مُغمدٌ
- ومنْ عجبٍ أن يقطع السيفُ في الغمدِ
- مُرنِّحةُ الأَعطاف مَهْضومةُ الحَشا
- منعمة الأطرافِ مائسة القدِّ
- يبيتُ فتاتُ المسكِ تحتَ لثامها
- فيزدادُ منْ أنفاسها أرج الندّ
- ويطلعُ ضوء الصبح تحتَ جبينها
- فيغْشاهُ ليلٌ منْ دجى شَعرها الجَعدِ
- وبين ثناياها إذا ما تبسَّمتْ
- مديرُ مدامٍ يمزجُ الراحَ بالشَّهد
- وبين ثناياها إذا ما تبسَّمتْ
- مديرُ مدامٍ يمزجُ الراحَ بالشَّهدِ
- شكا نَحْرُها منْ عِقدها متظلِّمًا
- فَواحَربا منْ ذلكَ النَّحْر والعقْدِ
- فهل تسمح الأيامُ يا ابنةَ مالكٍ
- بوصلٍ يداوي القلبَ من ألم الصدِّ
- سأَحْلُم عنْ قومي ولو سَفكوا دمي
- وأجرعُ فيكِ الصَّبرَ دونَ الملا وحدي
- وحقّكِ أشجاني التباعدُ بعدكم
- فها أنتمُ أشجاكم البعدُ من بعدي
- حَذِرْتُ من البيْن المفرِّق بيْننا
- وقد كانَ ظنِّي لا أُفارقكمْ جَهدي
- فإن عانيت عيني المطايا وركبها
- فرشتُ لدَى أخْفافها صَفحةَ الخدّ
الشعر الجاهلي في الحب وَالشَوقُ بالصور:
للمزيد يمكنك قراءة : شعر غزل وحب
للمزيد يمكنك قراءة : أجمل 100 بيت شعر في الحب
للمزيد يمكنك قراءة : خواطر غزل وحب جميلة جدا
إلى هنا متابعينا الكرام متابعي موقع احلم نكون قد وصلنا إلى ختام مقال الليلة وقد تكلمنا ودار حديثنا فيه حول شعر الغزل الجاهلي العفيف … مقتطفات قمة في الجمال والُرقي ، جمعنا لكم كم كبير جداً ومجموعة ضخمة من أقوى ما قيل في الحب في الشعر العربي ، فقد أرفقنا لكم ثلاثة فقرات مميزة ، وضعنا في أول فقرة منهم مختارات من شعر الغزل الجاهلي ، وفي ثاني فقرة شعر غزل جاهلي عفيف ، وختمنا حديثنا بفقرة بعنوان الشعر الجاهلي في الحب والشوق بالصور.
والآن كما عودناكم لا تنسوا أن تضعوا لنا في التعليقات بالأسفل أجمل بيت شعر رومانسي نال على إعجابكم!