شعر امرؤ القيس في الفخر والغزل والشجاعة
شعر امرؤ القيس ، امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، شاعر عربي من أشهر شعراء العصر الجاهلي، وُلد في نجد عام 501م، وهو صاحب معلقة من أشهر المعلقات السبع. نشأته: نشأ امرؤ القيس حياة مترفة في بلاط أبيه حجر بن الحارث، ملك كندة على بني أسد وغطفان. حياته: عُرف امرؤ القيس بحبّه للّهو واللعب، واشتهر بقصص غرامياته مع النساء، كما عُرف بشجاعته وفروسيته.
مقتل أبيه: في عام 525م، قُتل والد امرؤ القيس على يد بني أسد، ففرّ امرؤ القيس خوفًا على حياته، وعاش حياة التشرد والتسكع بين القبائل العربية. طلب الثأر: سعى امرؤ القيس للثأر لمقتل أبيه، فطلب المساعدة من الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول، لكنّه لم يحصل على ما أراد.
وفاته: تُوفي امرؤ القيس عام 544م في أنقرة بتركيا، ولا تزال قصة وفاته غامضة حتى اليوم.
إبداعه الشعري
تميّز شعر امرؤ القيس بالعديد من الخصائص، منها:
الحب والغزل: تميّز شعره بوصف مشاعر الحب والعشق، ووصف جمال النساء.
الوصف: برع امرؤ القيس في وصف الطبيعة، ووصف حياة البادية.
الحكمة: تضمن شعره العديد من الحكم والأمثال.
اللغة: تميّز شعره باللغة الفصيحة والبلاغة.
أهم قصائده:
معلقته: من أشهر قصائده، وتعتبر من أفضل ما قيل في الشعر العربي.
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل: من أشهر قصائده في الغزل.
أغرك مني أن حبك قاتلي: من قصائده في الغزل.
اجمل ما قال امرؤ القيس في الشوق
قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ
بِسِقطِ اللِوى بَينَ الدَخولِ فَحَومَلِ
فَتوضِحَ فَالمِقراةِ لَم يَعفُ رَسمُه
لِما نَسَجَتها مِن جَنوبٍ وَشَمأَلِ
كَأَنّي غَداةَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلوا
لَدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حَنظَلِ
سموت إليها بعد ما نام أهلها
سمو حباب الماء حالا على حال
فقالت سباك الله إنك فاضحي
ألست ترى السمار والناس أحوال
فقلت يمين الله أبرح قاعدًا
ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
حلفت لها بالله حلفة فاجر
لناموا فما إن من حديث ولا صال
فلما تنازعنا الحديث واسمحت
هصرت بغصن ذي شماريخ ميال
وصرنا إلى الحسنى ورق كلامنا
ورضت فذلت صعبة أي إذلال
فأصبحت معشوقًا وأصبح بعلها
عليه القتام سيء الظن والبال
يغط غطيط البكر شد خناقه
ليقتلني والمرء ليس بقتال
أيقتلني والمشرفي مضاجعي
ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وليس بذي رمح فيطعنني به
وليس بذي سيف وليس بنبال
أيقتلني وقد شغفت فؤادها
كما شغف المهنوءة الرجل الطالي
وقد علمت سلمى وإن كان بعلها
بأن الفتى يهذي وليس بفعال
وماذا عليه أن ذكرت أوانسا
كغزلان رمل في محاريب أقيال
أشهر قصائد امرؤ القيس
سَما لَكَ شَوقٌ بَعدَما كانَ أَقصَر
وَحَلَّت سُلَيمى بَطنَ قَوِّ فَعَرعَرا
كِنانِيَّةٌ بانَت وَفي الصَدرِ وُدُّه
مُجاوِرَةٌ غَسّانَ وَالحَيُّ يَعمُرا
بِعَينَيَّ ظَعنُ الحَيِّ لَمّا تَحَمَّلو
لَدى جانِبِ الأَفلاجِ مِن جَنبِ تَيمَرى
فَشَبَّهتَهُم في الآلِ لَمّا تَكَمَّشو
حَدائِقَ دومِ أَو سَفيناً مُقَيَّرا
أَوِ المُكرَعاتِ مِن نَخيلِ اِبنِ يامِنٍ
دُوَينَ الصَفا اللائي يَلينَ المُشَقَّرا
سَوامِقَ جَبّارَ أَثيثٍ فُروعَهُ
وَعالَينَ قُنواناً مِنَ البُسرِ أَحمَرا
حَمَتهُ بَنو الرَبداءِ مِن آلِ يامِنٍ
بِأَسيافِهِم حَتّى أَقَرَّ وَأَوقَرا
وَأَرضى بَني الرَبداءِ وَاِعتَمَّ زَهوُهُ
وَأَكمامُهُ حَتّى إِذا ما تَهَصَّرا
أَطافَت بِهِ جَيلانَ عِندَ قِطاعِهِ
تُرَدِّدُ فيهِ العَينَ حَتّى تَحَيَّرا
كَأَنَّ دُمى شَغفٍ عَلى ظَهرِ مَرمَرٍ
كَسا مُزبِدَ الساجومِ وَشياً مُصَوَّرا
غَرائِرُ في كَنٍّ وَصَونٍ وَنِعمَةٌ
يُحَلَّينَ ياقوتاً وَشَذراً مُفَقَّرا
وَريحَ سَناً في حُقَّةٍ حِميَرِيَّةٍ
تُخَصُّ بِمَفروكٍ مِنَ المِسكِ أَذفَرا
وَباناً وَأُلوِيّاً مِنَ الهِندِ داكِي
وَرَنداً وَلُبنىً وَالكِباءَ المُقَتَّرا
غَلِقنَ بِرَهنٍ مِن حَبيبٍ بِهِ اِدَّعَت
سُلَيمى فَأَمسى حَبلُها قَد تَبَتَّرا
وَكانَ لَها في سالِفِ الدَهرِ خُلَّةٌ
يُسارِقُ بِالطَرفِ الخِباءَ المُسَتَّرا
إِذا نالَ مِنها نَظرَةً ريعَ قَلبُهُ
كَما ذُعِرَت كَأسُ الصَبوحِ المُخَمَّرا
نَزيفٌ إِذا قامَت لِوَجهٍ تَمايَلَت
تُراشي الفُؤادَ الرَخصَ أَلّا تَخَتَّرا
أَأَسماءُ أَمسى وُدُّها قَد تَغَيَّر
سَنُبدِلُ إِن أَبدَلتِ بِالوُدِّ آخَرا
تَذَكَّرتُ أَهلي الصالِحينَ وَقَد أَتَت
عَلى خَمَلى خوصُ الرِكابِ وَأَوجَرا
فَلَمّا بَدا حَورانُ وَالآلُ دونَهُ
نَظَرتَ فَلَم تَنظُر بِعَينَيكَ مَنظَرا
تَقَطَّعُ أَسبابُ اللُبانَةِ وَالهَوى
عَشِيَّةَ جاوَزنا حَماةَ وَشَيزَرا
بِسَيرٍ يَضُجُّ العَودُ مِنهُ يَمُنُّهُ
أَخو الجَهدِ لا يُلوي عَلى مَن تَعَذَّرا
وَلَم يُنسِني ما قَد لَقيتُ ظَعائِن
وَخَملاً لَها كَالقَرِّ يَوماً مُخَدَّرا
كَأَثلٍ مِنَ الأَعراضِ مِن دونِ بَيشَةٍ
وَدونَ الغُمَيرِ عامِداتٍ لِغَضوَرا
فَدَع ذا وَسَل لا هُمَّ عَنكَ بِجِسرَةٍ
ذُمولٍ إِذا صامَ النَهارُ وَهَجَّرا
تُقَطِّعُ غيطاناً كَأَنَّ مُتونَه
إِذا أَظهَرَت تُكسي مُلاءً مُنَشَّرا
بَعيدَةُ بَينَ المَنكِبَينِ كَأَنَّم
تَرى عِندَ مَجرى الضَفرِ هِرّاً مُشَجَّرا
تُطايِرُ ظِرّانَ الحَصى بِمَناسِمٍ
صِلابِ العُجى مَلثومُها غَيرُ أَمعَرا
كَأَنَّ الحَصى مِن خَلفِها وَأَمامِه
إِذا نَجَلَتهُ رِجلُها خَذفُ أَعسَرا
كَأَنَّ صَليلَ المَروِ حينَ تُشِذُّهُ
صَليلِ زُيوفٍ يُنتَقَدنَ بِعَبقَرا
عَلَيها فَتىً لَم تَحمِلِ الأَرضُ مِثلَهُ
أَبَرَّ بِميثاقٍ وَأَوفى وَأَصبَرا
هُوَ المُنزِلُ الآلافَ مِن جَوِّ ناعِطٍ
بَني أَسَدٍ حَزناً مِنَ الأَرضِ أَوعَرا
وَلَو شاءَ كانَ الغَزوُ مِن أَرضِ حِميَرٍ
وَلَكِنَّهُ عَمداً إِلى الرومِ أَنفَرا
بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَهُ
وَأَيقَنَ أَنّا لاحِقانِ بِقَيصَرا
فَقُلتُ لَهُ لا تَبكِ عَينُكَ إِنَّم
نُحاوِلُ مُلكاً أَو نَموتَ فَنُعذَرا
وَإِنّي زَعيمٌ إِن رَجِعتُ مُمَلَّك
بِسَيرٍ تَرى مِنهُ الفُرانِقَ أَزوَرا
عَلى لاحِبٍ لا يَهتَدي بِمَنارِهِ
إِذا سافَهُ العَودُ النُباطِيُّ جَرجَرا
عَلى كُلِّ مَقصوصِ الذُنابى مُعاوِدٍ
بَريدَ السَرى بِاللَيلِ مِن خَيلِ بَربَرا
أَقَبَّ كَسَرحانِ الغَضى مُتَمَطِّرٍ
تَرى الماءَ مِن أَعطافِهِ قَد تَحَدَّرا
إِذا زُعتُهُ مِن جانِبَيهِ كِلَيهِم
مَشى الهَيدَبى في دَفِّهِ ثُمَّ فَرفَرا
إِذا قُلتُ رَوَّحنا أَرَنَّ فُرانِقٌ
عَلى جَلعَدٍ واهي الأَباجِلِ أَبتَرا
لَقَد أَنكَرَتني بَعلَبَكُّ وَأَهلُه
وَلَاِبنُ جُرَيجٍ في قُرى حِمصَ أَنكَرا
نَشيمُ بَروقَ المُزنِ أَينَ مُصابُهُ
وَلا شَيءَ يُشفي مِنكِ يا اِبنَةَ عَفزَرا
مِنَ القاصِراتِ الطَرفِ لَو دَبَّ مُحوِلٍ
مِنَ الذَرِّ فَوقَ الإِتبِ مِنها لَأَثَّرا
لَهُ الوَيلُ إِن أَمسى وَلا أُمُّ هاشِمٍ
قَريبٌ وَلا البَسباسَةُ اِبنَةَ يَشكُرا
أَرى أُمَّ عَمروٍ دَمعُها قَد تَحَدَّر
بُكاءً عَلى عَمروٍ وَما كانَ أَصبَرا
إِذا نَحنُ سِرنا خَمسَ عَشرَةَ لَيلَةٍ
وَراءَ الحِساءِ مِن مَدافِعِ قَيصَرا
إِذا قُلتُ هَذا صاحِبٌ قَد رَضيتُهُ
وَقَرَّت بِهِ العَينانِ بُدِّلتُ آخَرا
كَذَلِكَ جَدّي ما أُصاحِبُ صاحِب
مِنَ الناسِ إِلّا خانَني وَتَغَيَّرا
وَكُنّا أُناساً قَبلَ غَزوَةِ قُرمُلٍ
وَرَثنا الغِنى وَالمَجدَ أَكبَرَ أَكبَرا
وَما جَبُنَت خَيلي وَلَكِن تَذَكَّرَت
مَرابِطَها في بَربَعيصَ وَمَيسَرا
أَلا رُبَّ يَومٍ صالِحٍ قَد شَهِدتُهُ
بِتاذِفَ ذاتِ التَلِّ مِن فَوقِ طَرطَرا
وَلا مِثلَ يَومٍ في قُدارانَ ظِلتُهُ
كَأَنّي وَأَصحابي عَلى قَرنِ أَعفَرا
وَنَشرَبُ حَتّى نَحسِبَ الخَيلَ حَولَن
نِقاداً وَحَتّى نَحسِبَ الجَونَ أَشقَرا
مكانته: يعتبر امرؤ القيس من أهم شعراء العصر الجاهلي، وأحد أصحاب المعلقات السبع، ويُعدّ رمزًا للحب والغزل في الشعر العربي. امرؤ القيس، شاعرٌ فذٌّ من شعراء العصر الجاهلي، اشتهرت قصائده بوصفها لمشاعر الحبّ والغزل، ووصف الطبيعة، والرحلات، والحياةِ في البادية. كان امرؤ القيس مثالًا للشاعرِ المُتنوّعِ في أسلوبهِ وموضوعاتِهِ، فجمع بين رقةِ المشاعرِ وقسوةِ الحياةِ، ووصفِهِ للحياةِ في الباديةِ ورحلاتِهِ، ممّا أضفى على شعرهِ تنوعًا وثراءً.
يُعدّ امرؤ القيس من أهمّ شعراءِ العصرِ الجاهليّ، فقد أثرى الشعرَ العربيّ بصورٍ جديدةٍ، وأسلوبٍ مُبتكرٍ، وخيالٍ واسعٍ، ممّا جعلهُ علامةً فارقةً في تاريخِ الشعرِ العربيّ. ترك امرؤ القيس إرثًا غنيًا من الشعرِ، لا زالَ يُدرسُ ويُؤخذُ منهُ حتى يومِنا هذا، فهو رمزٌ من رموزِ الشعرِ العربيّ، وصاحبُ لسانٍ فصيحٍ، وشاعرٌ مُبدعٌ. وختامًا، فإنّ امرؤ القيس شاعرٌ مُبدعٌ، أثرى الشعرَ العربيّ بصورٍ جديدةٍ، وأسلوبٍ مُبتكرٍ، وخيالٍ واسعٍ، ممّا جعلهُ علامةً فارقةً في تاريخِ الشعرِ العربيّ.