شعر

شعر بشار بن برد في الحكمة

بشار بن برد: إمام الشعراء المولدين، نشأته: ولد بشار بن برد سنة 96 هـ/714 م في البصرة لعائلة مولدة من أصل فارسي. نشأ أعمى، ونشأ وترعرع في البصرة، وتعلم فيها. سكن حران مدة، وتنقل في البلاد مدة، ثم انتقل إلى بغداد، حيث توفي سنة 168 هـ/784 م.

إنجازاته: يُعدّ بشار بن برد من أهمّ شعراء العصر الأموي والعباسي. لقّب بإمام الشعراء المولدين لتميّزه في الشعر.

خصائص شعر بشار بن برد

تميز شعره بخصائص فريدة، منها:

  • المزج بين القديم والحديث: مزج بشار بن برد في شعره بين الأسلوب العربي التقليدي والأفكار والموضوعات الجديدة.
  • الابتكار والتجديد: تميز شعره بالابتكار والتجديد في اللغة والأسلوب والمعاني.
  • التنوع في الأغراض الشعرية: نظم بشار بن برد في مختلف الأغراض الشعرية، من مدح ورثاء وهجاء ووصف وغزل.
  • التعبيرات القوية: تميز شعره بجزالة الألفاظ وقوة التعبيرات.

أهمّ مؤلفاته:

ديوان شعر بشار بن برد.
رسالة في الرد على الزنادقة.

آراء العلماء في شعره:

قال عنه الجاحظ: “وليس في الأرض مولد قروي يعد شعره في المحدث إلا وبشار أشعر منه.”
قال عنه ابن قتيبة: “كان بشار أشعر الناس في زمانه، وأعذبهم لسانا، وأحسنهم تشبيها، وأكثرهم بديعا.”

اشتهر بشار بن برد بالعديد من أغراض الشعر، أهمها:
• المديح: نظم بشار قصائد مديح في الخلفاء الأمويين والعباسيين، مثل قصيدته في مدح المهدي العباسي التي مطلعها:

**أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبَى اللَّهُ رَحْمَةً **
فَلَمْ يَجْعَلِ الْمَوْتَ فِيْ عُمْرِهِ أَوَدًا

• الرثاء: رثى بشار العديد من الشخصيات البارزة في عصره، مثل قصيدته في رثاء جعفر بن محمد الصادق التي مطلعها:

**أَلاَ أيُّهَا الرَّاكِبُ الْمُعْجِلَ الْمُقْبِلَا **
هَلْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَتْ بِالنَّاسِ نَازِلَهْ

• الهجاء: اشتهر بشار بن برد بهجائه اللاذع، وكان يهجو خصومه السياسيين والأدباء .
• الوصف: وصف بشار العديد من الظواهر الطبيعية والاجتماعية .
الزهد والوعظ: نظم بشار بعض القصائد في الزهد والوعظ .

قصيدة تجهز طال في النصب الثواء

تَجَهَّز طالَ في النَصَبِ الثَواءُ
وَمُنتَظَرُ الثَقيلِ عَلَيَّ داءُ
تَرَكتُ رِياضَةَ النَوكى قَديماً
فَإِنَّ رِياضَةَ النَوكى عَياءُ
إِذا ما سامَني الخُلَطاءُ خَسفاً
أَبَيتُ وَرُبَّما نَفَعَ الإِباءُ
وَإِغضائي عَلى البَزلاءِ وَهنٌ
وَوَجهُ سَبيلِها رَحبٌ فَضاءُ
قَضَيتُ لُبانَةً وَنَسَأتُ أُخرى
وَلِلحاجاتِ وَردٌ وَاِنقِضاءُ
عَلى عَينَي أَبي أَيّوبَ مِنّي
غِطاءٌ سَوفَ يَنكَشِفُ الغِطاءُ
جَفاني إِذ نَزَلتُ عَلَيهِ ضَيفاً
وَلِلضَيفِ الكَرامَةُ وَالحِباءُ
غَداً يَتَعَلَّمُ الفَجفاجُ أَنّي
أَسودُ إِذا غَضِبتُ وَلا أُساءُ
نَأَت سَلمى وَشَطَّ بِها التَنائي
وَقامَت دونَها حَكَمٌ وَحاءُ
وَأَقعَدَني عَنِ الغُرِّ الغَواني
وَقَد نادَيتُ لَو سُمِعَ النِداءُ
وَصِيَّةُ مَن أَراهُ عَلَيَّ رَبّاً
وَعَهدٌ لا يَنامُ بِهِ الوَفاءُ
هَجَرتُ الآنِساتِ وَهُنَّ عِندي
كَماءِ العَينِ فَقدُهُما سَواءُ
وَقَد عَرَّضنَ لي وَاللَهُ دوني
أَعوذُ بِهِ إِذا عَرَضَ البَلاءُ
وَلَولا القائِمُ المَهديُّ فينا
حَلَبتُ لَهُنَّ ما وَسِعَ الإِناءُ
وَيَوماً بِالجُدَيدِ وَفَيتُ عَهداً
وَلَيسَ لِعَهدِ جارِيَةٍ بَقاءُ
فَقُل لِلغانِياتِ يَقِرنَ إِنّي
وَقَرتُ وَحانَ مِن غَزَلي اِنتِهاءُ
نَهاني مالِكُ الأَملاكِ عَنها
فَثابَ الحِلمُ وَاِنقَطَعَ العَناءُ
وَكَم مِن هاجِرٍ لِفَتاةِ قَومٍ
وَبَينَهُما إِذا اِلتَقَيا صَفاءُ
وَغَضّات الشَبابِ مِنَ العَذارى
عَلَيهنَّ السُموطُ لَها إِباءُ
إِذا نَبَحَ العِدى فَلَهُنَّ وُدّي
وَتَربِيتي وَلِلكَلبِ العُواءُ
لَهَوتُ بِهِنَّ إِذ مَلَقي أَنيقٌ
يَصِرنَ لَهُ وَإِذ نَسَمي شِفاءُ
وَأَطبَقَ حُبُّهُنَّ عَلى فُؤادي
كَما اِنطَبَقَت عَلى الأَرضِ السَماءُ
فَلَمّا أَن دُعيتُ أَصَبتُ رُشدِي
وَأَسفَرَ عَنِّيَ الداءُ العَياءُ
عَلى الغَزَلى سَلامُ اللَهِ مِنّي
وَإِن صَنَعَ الخَليفَةُ ما يَشاءُ
فَهَذا حينَ تُبتُ مِنَ الجَواري
وَمِن راحٍ بِهِ مِسكٌ وَماءُ
وَإِن أَكُ قَد صَحَوتُ فَرُبَّ يَومٍ
يَهُزُّ الكَأسُ رَأسي وَالغِناءُ
أَروحُ عَلى المَعازِفِ أَربَخيّا
وَتَسقيني بِريقَتِها النِساءُ
وَما فارَقتُ مِن سَرَفٍ وَلَكِن
طَغى طَرَبي وَمالَ بِيَ الفَتاءُ
أَوانَ يَقولُ مُسلِمَةُ ابنُ قَيسٍ
وَلَيسَ لِسَيِّدِ النَوكى دَواءُ
رُوَيدَكَ عَن قِصافَ عَلَيكَ عَينٌ
وَلِلمُتَكَلِّفِ الصَلِفِ العَفاءُ
فَلا لاقى مَناعِمَهُ اِبنُ قَيسٍ
يُعَزّيني وَقَد غُلِبَ العَزاءُ

قصائد بشار بن برد في الحكمة

أَفَرخَ الزِنجِ طالَ بِكِ البَلاءُ
وَساءَ بِكِ المُقَدَّمُ وَالوَراءُ
تَنيكُ وَتَستَنيكُ وَما لِهَذا
وَهَذا إِذ جَمَعتَهُما دَواءُ
بَكَيتَ خِلافَ كِنديرٍ عَلَيهِ
وَهَل يُغني مِنَ الحَربِ البُكاءُ
فَحَدِّثني فَقَد نُقِّصتَ عُمراً
وَكِنديراً أَقَلَّ فَتىً تَشاءُ
كَفى شُغلاً تَتَبُّعُ كُلِّ أَيرٍ
أَصابَكَ في اِستِكَ الداءُ العَياءُ
أَما في كُربُحٍ وَنَوى لِقاطٍ
وَأَبعارٍ تُجَمِّعُها عَزاءُ
تُشاغِلُ آكِلَ التَمرِ اِنتِجاعاً
وَتُكدي حينَ يَسمَعُكَ الرِعاءُ
وَعِندي مِن أَبيكَ الوَغدِ عِلمٌ
وَمِن أُمٍّ بِها جَمَحَ الفَتاءُ
أَبوكَ إِذا غَدا خِنزيرُ حَشٍّ
وَأُمُّكَ كَلبَةٌ فيها بَذاءُ
فَما يَأتيكَ مِن هَذا وَهَذا
إِذا اِجتَمَعا وَضَمَّهُما الفَضاءُ
أَلا إِنَّ اللَئيمَ أَباً قَديماً
وَأَمّاتٍ إِذا ذُكِرَ النِساءُ
نَتَيجٌ بَينَ خِنزيرٍ وَكَلبٍ
يَرى أَنَّ الكِمارَ لَهُ شِفاءُ
أَفَرخَ الزِنجِ كَيفَ نَطَقتَ بِاِسمي
وَأَنتَ مُخَنَّثٌ فيكَ التِواءُ
رَضيتَ بِأَن تُناكَ أَبا بَناتٍ
وَلَيسَ لِمَن يُناكُ أَباً حَياءُ
وَقَد قامَت عَلى أُمٍ وَأُختٍ
شُهودٌ حينَ لَقّاها الزِناءُ
إِذا نيكَت حُشَيشَةُ صاحَ ديكٌ
وَصَوَّتَ في اِستِ أُمِّكَ بَبَّغاءُ
فَدَع شَتمَ الأَكارِمِ فيهِ لَهوٌ
وَلَكِن غِبُّهُ أَيَهٌ وَداءُ
لِأُمِّكَ مَصرَعٌ في كُلِّ حَيٍّ
وَخُشَّةُ هَمُّها فيكَ الكِراءُ
وَقَد تَجِرَت بِأُختِكُمُ غَنِيٌّ
فَما خَسِرَ التِجارُ وَلا أَسَاءوا
أَصابوا صِهرَ زِنجِيٍّ دَعِيٍّ
بِبَرصاءَ العِجانِ لَها ضَناءُ
فَما اِغتَبَطَت فَتاةُ بَني غَنِيٍّ
وَلا الزِنجِيُّ إِنَّهُما سَواءُ

وُصف بشار بن برد بأنه أحد أهم شعراء العصر الأموي والعباسي، وأنه زعيم المدرسة المحدثة في الشعر. وقد ترك بشار بن برد ديوانًا شعريًا كبيرًا ضمّ مختلف أغراض الشعر.

وفاته: اتهم بشار بن برد في آخر حياته بالزندقة. ضُرب بالسياط حتى مات سنة 168 هـ/784 م. قيل أنه مات بسبب الضرب، وقيل أنه مات بسبب مرض. إرثه: يُعدّ بشار بن برد أحد أهمّ روّاد الشعر العربي. أثّر شعره على الكثير من الشعراء الذين جاؤوا بعده. لا زال شعره يُقرأ ويُدرس حتى اليوم.

radwa adel

تخرجت من كلية الألسن، ولدي خبرة 8 سنوات في كتابة وانشاء المحتوي العربي، عملت في أكثر من 20 موقع مختلف علي مدار السنين الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button