إن المرء يحيا بأصدقائه، فهناك عبارات نتوارثها من قديم الأزل تبرز قيمة الصداقة في حياتنا، وتضع الصديق في منزلة الأخ، وأحياناً كثيرة ما يكون الصديق المقرب على دراية بأسرار كثيرة لا يعلمها الأخ، وللصداقة دور هام ومؤثر في سلوك الفرد، فالمرء على دين خليله.
لماذا يجب عليك التأني في اختيار الصديق؟
لأنك إن كنت تصادق أناس ملتزمون، ناجحون يقومون بدور إيجابي في المجتمع، سينعكس هذا بالطبع على سلوكك، أما إن كان الأصدقاء على غير هذه الشاكلة فستصبح في مصيبة كبرى، لأنهم سيلقون بك حتماً إلى الهلاك، وإعمالاً بالمثل القائل: الطيور على أشكالها تقع، اختر أصدقائك بعناية وانظر دائما إلى من تصادق، فصديقك مرآتك أمام نفسك أولاً، وأمام المجتمع ثانياً، فإن كنت تصاحب الأخيار وتسير معهم فسيشهد لك الجميع بأنك مثلهم، والأهم من ذلك إنك ستجد بينهم من تثق فيه وتسعد به وتري معه نفسك على حقيقتها دون تجمل، وهذا ما أوضحه وقد كتب الشاعر عمرو حسن قصيدة رائعة أبرز فيها معانى الصداقة واثرها على النفس، ويتحدث في هذه القصيدة باللغة العامية واطلق عليها اسم صحاب السوء، والتي سنناقشها في السطور القادمة .
قصيدة صحاب السوء
عن الأوغاد صحاب السوء
وعن شلة بتجمع بين
تجارة وهندسة وحقوق
وعن لمتنا ليلة العيد
وعن خطة ريال مدريد
وعن علبة سجاير (كينت) تتفرتك ف فيلم جديد
وعن قهوة زيادة تقيل
وسقعه ف كوبري قصر النيل
وعن هزيمتنا بالصدفة ف آخر ثانية م البرازيل
وعن بوسة بنسرقها ف آخر صف ف السيما
وعن تذنيبة الواحد عشان يحضر بلاك تيما
وعن واجب ف يوم فرحك
في غاية قلة القيمة
وعن لبس ف دولاب صاحبك تشُك بإن ده بتاعك
وعن تهريج قلَب بغباء فــ سايب جرح ف دراعك
وعن (من بكره هنصلي)، وننسى نصلي كالعادة !
وأول يوم تشوف صاحبك ببدلة جيش وببيادة
وعن أفلام محمد خان وعن أنغام
وعن نفس السؤال إياه جايب جذمتك دي بكام ؟
وعن شغل المراكبية تعالى أتفضل اشرب شاي
وعن طلعتنا ع الساحل ومين قال جاي ؟
وعن ضحكة حسن فايق وعن ألحان عمر خيرت
وعن ألبوم منير الجاي
وعن أحلام حاولنا كتير نحققها ومقدرناش
وعن أوقات صحيح صعبة
لكن ليها لزوم تتعاش
عن الشلة اللي أنا منها
ومهما باقول دي ناس صايعين
يلاقوا مصيبة نعملها ألاقي نفسي قولت آمين
يا أصحابي
يا أصيع خلق ف العالم
أنا ممتن ليكوا بجد
على وقفتكو وقت الجد
وع السر اللي ف صدوركوا ولا قولتوه ف مرة لحد
أنا والله بشكركم
وبأمركم تكوني معايا للآخر
بضحكتكوا اللي بنت بنوت
عن العِشرة اللي عاوزة تعيش..
في عز ما فيه حاجات بتموت
ماذا أراد الشاعر بقصيدته ؟
أراد شاعر القصيدة عمرو حسن أن يوضح بلغة بسيطة وقريبة منا جميعاً، معني الصداقة وتأثيرها المستمر على الفرد، وأن التأثير المعنوي للأصدقاء كما أطلق عليهم بنوع من الدعابة صحاب السوء، فالصديق هو مخزن الأسرار لصديقه، وبالطبع هذا ليس من شيم كل الأصدقاء لكن فقط الصديق الصالح منهم، هو من يكون مرأة لصديقه ويكون الناصح الأمين، الذى يخاف دوماً على صديقه ويكون عوناً له في الشدائد، ويقف معه ويصدقه إذا كذبه العالم أجمع، فالصديق الحق يراعي مصلحة صديقه وكأنها مصلحته الشخصية، ويساعد صديقه الوصول إلى أحلامه بشتى الطرق، حتى يري سعادته التي من شأنها أن تسعده هو أيضاً، ودائماً ما نجد بين الأصدقاء المقربين أشياء مشتركة، فغالباً تكون الاهتمامات واحدة، فتجد الأصدقاء المقربين، يحبون الأماكن نفسها، ذوقهم في الألوان متقارب، فتجد أن كل منهم يكمل الأخر، وهناك بعض الأصدقاء من شدة قربهم من بعضهم البعض يعتقد البعض أنهم أخوة، وذلك بسبب تأثيرهم على بعضهم فأصبحت طباعهم متشابهة، فاللهم ارزقنا وأياكم الصحبة الصالحة التي يكون لنا فيها صديق نجده وقت الضيق.