جاء الإسلام ليقرب العباد إلى رب العباد سبحانه وتعالى، وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته على فعل الطاعات واجتناب الموبقات التي تهلك الإنسان في دنياه وأخراه، فدلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل خير لنفعله، ودلنا على كل شر لنجتنبه، وقد وردت في الكثير من الأحاديث الشريفة صفات أهل النار لكي نتجنب هذه الصفات ولكي نخلع عن أنفسنا أن نتصف بواحدة منها مما قد يعرضنا للعذاب الشديد والعياذ بالله تعالى.
ونحن في هذا الموضوع صفات أهل النار في الشريعة الإسلامية، نستعرض بعض تلك الصفات التي وردت في الشرع بخصوص أهل النار، أعاذنا الله تعالى من النار ومن شر النار وأدخلنا الجنة برحمته وإذنه وفضله الكبير سبحانه وتعالى إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أهل النار :
عن حارثة بن وهب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضعف، لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عتل، جواظ، مستكبر)).
وروى معاوية بن صالح عن كثير بن الحارث عن القاسم مولى معاوية قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العتل الزنيم قال: ((هو الفاحش اللئيم)).
وأما الشخص المستكبر فهو الذي يتعاظم على الناس، وقد قال الله تعالى: أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر:60].
وقد توعد الله تعالى المتكبرين بالوعيد الشديد فقال تعالى: وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ [الأحقاف:20]
وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكيه عن ربه عز وجل قال: ((الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما عذبته بناري)).
وفي (الصحيحين) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين، والمتجبرين، وقالت الجنة: (فما لي) لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم (وغرتهم)، قال الله عز وجل للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: أنت عذابي فلا تمتلئ حتى يضع عليها رجله، فتقول: قط قط. فهنالك تمتلئ وينزوي بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحداً، وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقاً)).
حفت الجنة بالمكاره وحُفت النار بالشهوات:
إن الجنة حتى يصل الإنسان إليها فلا بد من الصبر على المكاره التي تجيئه في الدنيا، ولا بد من طاعة الله تعالى واجتناب معاصيه، وإن النار حُفت بالشهوات، فالشهوات تخطف العبد اختطافًا، فعلى العبد إن أراد النجاة أن ينجو بنفسه من مستنقع الشهوات وأن يطلب الحلال الطيب، وإن الله تعالى ييسره له، قال تعالى: فَأَمَّا مَن طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:37-41]
أصناف أهل النار:
الضعيف: وهو الذي يضعف عن طلب الآخرة، فلا يعمل ما ينفعه في الآخرة من العمل الصالح ومن تقوى الله تعالى، وقد وخرج العقيلي من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ((إن الله يبغض المؤمن الذي لا زبر له)) قال بعض رواة الحديث: يعني الشدة في الحق.
الخائن: هذا الذي يخون متى أمكنته الخيانة ولو كانت أمرًا حقيرًا يسيرًا، فالخيانة كأنها تجري منه مجرى الدم، وكذلك خيانة الأمانات وخيانة أموال اليتامى، وخيانة الله ورسوله، وغير ذلك، فكل هذه الألوان من الخيانة متوعد صاحبها بالنار والعياذ بالله.
قال بعض السلف: كنا نتحدث أن صاحب النار من لا تمنعه خشية الله من شيء خفي له.
المخادع: وهو الذي يعمل على خداع الناس دائمًا كما هي صفة المنافق، وفي حديث ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من غشنا فليس منا والمكر والخداع في النار)).
الكذاب والبخيل: فهما من أسوأ الأخلاق ومن أرذل الصفات التي يمكن أن يتصف بها مسلم.
كان هذا ختام موضوعنا حول صفات أهل النار في الشريعة الإسلامية، قدمنا خلال هذه المقالة بعض المعلومات حول أوصاف أهل النار، أعاذنا الله منها، وقد ذكرنا من بين هذه الأوصاف أن الله توعد المتكبرين بالنار وعذاب الجحيم؛ جزاء ما يتكبرون على الناس وعلى أوامر الله سبحانه وتعالى، وكذلك فإن الخيانة خيانة المال وخيانة الدين وكل هذه الألوان من الخيانة توعد الله تعالى عليها صاحبها بالنار والعذاب الأليم، فعلى المسلم أن يجتنب كل صفة من صفات أهل النار، وأن يفعل كل صفة من صفات أهل الجنة ليفوز برضا الله سبحانه وتعالى.