محتوي الموضوع
{وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ. وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ. وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر:1- 4]، أمرنا المولى تعالى بالخير أينما وجدنا و كيفما يكون الخير و له الثواب و لكن في الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة المبارك تكون الأعمال للتزايد؛ لأن الثواب لها يكون مضاعف و بكثرة لكرم الله عز و جل تعالى علينا، و جميع المسلمين من بعد الإنتهاء من صيام شهر رمضان المبارك يترقبون و يتأهبون إلى شهر ذي الحجة، و مع بدايته يتسابقون إلى الخيرات آملين رحمة المولى و ثوابه لتلك الأعمال الصالحة، و قد ذكرها الله لنا في كتابه العزيز أنها من خير الأيام دون أيام رمضان و ليلة القدر و لها عظمة جليلة عند الله سبحانه و تعالى و قد حثنا بها رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم و فيما يلي سنتابع و نتعرف معاً عن الفضل لتلك الأيام الجليلة المباركة من أول أيام شهر ذي الحجة، و فضل صيام عشرة من ذي الحجة.
فضل أيام عشرة من ذي الحجة
أول عشرة أيام من شهر ذي الحجة هي من الأيام المباركة التي يكثر و يستحب فيها الجهاد و الإجتهاد في الأعمال الصالحة بشتى أنواعه و سبلها على المسلمين و في حديث صحيح عن رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم في فضل صيام العشرة الأوائل من ذي الحجة كما يلي:
فقد روي عن إبن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((ما من أيام العمل الصالح بها أحب إلى الله من هذه الأيام، و هي الأيام العشرة الأولى من ذي الحجة، فقال له الصحابة و لا الجهاد في سبيل الله قال: و لا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشيئ))، أخرجه أبو داود و إبن ماجه و غيرهما.
و شاهد أيضاً ما هو فضل سورة البقرة أطول سورة في القرآن الكريم.
فضل صيام عشرة من ذي الحجة
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال:
((ما من أيام أحب إلى الله يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، و قيام ليلة منها بقيام سنة))، أخرجه الرمذي في سننه.
من الحديث السابق و هو حديث صحيح و قوي نعرف و نستفهم أن:
- تلك الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة هي أيام و ليالي كلها خير و بركة و يستحب فيها الصيام و القيام.
- أن لها من ثواب و مكانة عن الله عز علاه و عند نبيه المصطفى صلى الله عليه و سلم.
و شاهد أيضاً فضل الصلاة في الروضة و آداب زيارة مسجد رسول الله عليه الصلاة و السلام.
حكم صيام أول عشرة أيام من ذي الحجة
روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم؛ فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم. والذي نفس محمد بيده، لخُلُوف فم الصائم، أطيب عند الله من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه”.
- يا فرحته من يتقبل صيامه و يكون الأجر من مالك الملكوت ذي العزة و الجبروت.
- مع شروق هلال شهر ذي الحجة ينتبه المسلمين له حتى تبدأ أيام الصيام و القيام المباركة.
- و لكن لا يصح صيام اليوم العاشر منها؛ لأنه يوم النحر و قد نهانا رسولنا الكريم عن صيامه و صيام أيام التشريق_ أيام مناسك الحج المبارك_ و هي أول ثلاثة أيام بعد يوم النحر.
- في الحديث عن النبي، نهي صيام النحر و ما تلاه، و هو: عن أبي سعيد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن صيام يومين، يوم الفطر و يوم النحر، رواه البخارى و مسلم.
و شاهد أيضاً فضل الصدقة في دفع البلاء وآداب الصدقة.
صور عن صيام عشرة من ذي الحجة
متابعينا الأفاضل منذ أيام قليلة كنا نقول متى يأتي رمضان و قد أتى و رحل في سرعته المعهودة و ها نحن بإنتظار أيام ذي الحجة المباركة سائلين المولى أن يحل علينا و قد رفع عنا الوباء و البلاء، و قد وضحنا فضل صيام عشرة من ذي الحجة، و مع قدوم شهر ذي الحجة علينا بالتسابق للخير و اعمال الخير مهما كانت صورته لأنها أعمال خير و ثوابها مضاعف من الله عز و جل و مع الأيام العشرة الأولى علينا أن نتذكر أن صيام يوم منها مثل صيام سنة كاملةً و أن قيام ليلة منها مثل قيام سنة كاملةً خالصة لوجه الله تعالى و نتمنى أن يمن الله علينا جميعاً بالصحة و العافية نحن و كل ذوينا و أحبابنا، نسأل الله عز و جل أن نكون قد وفقنا في سرد كل ما يخص العشرة الأولى من شهر ذي الحجة المبارك.