أول ما أنزل الله على رسوله الكريم من آيات بينات تتلي إلى يوم الدين هو قوله تعالى ” اقرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ “، هذه الآيات التى تطلب من النبي صل الله عليه وسلم وأمته القراءة وهي أولى مفاتيح طلب العلم، ويذكر الله سبحانه وتعالى في باقي الآيات العلم واصفا نفسه جل وعلا بأنه هو من علم الإنسان ما لم يعلم، فأي فضل وأي مفخرة لطلبة العلم الذين يسلكون طريق العلم لمعرفة الله سبحانه، وكلما ازدادوا علما ازدادت خشيتهم من الله سبحانه وتعالى قال تعالى في محكم التنزيل” إنما يخشى الله من عباده العلماء” أي أشد الناس خشية من الله هم العلماء.
أهمية طلب العلم وفضله:
للعلم أهمية كبيرة فلولا العلم وطلبه لما عرفنا الله سبحانه وما تقربنا إليه، فبطلب العلم تكونت الفرق والمذاهب الأربع الذي أصبح إختلافهم رحمة لنا، وبطلب العلم فسر كلام الله وحفظت سنة نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وغيرها من الفوائد الأخرى التى نذكر منها،
- طلب العلم يصحح عبادة الإنسان لربه فالعالم أفضل عند الله من العابد، فبطلب العلم يعرف الإنسان الفرائض والواجبات التى عليه تجاه ربه في مختلف العبادات ويؤديها بحقها غير ناقصة عن جهل ولا زائدة عن ابتداع والدليل على هذا قول رسول الله صل الله عليه وسلم” يَا أَبَا ذَرٍّ لأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ وَلأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ عُمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يُعْمَلْ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ”
- العلم الصحيح هو دين صحيح فقد قال صل الله عليه وسلم “إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ”
- طلب العلم يرفع شأن الفرد بين الناس وعند ربه إن كان مخلصا طالبا وجه الله بهذا العلم والدليل قال صل الله عليه وسلم ” طالب العلم بين الجُهَّال كالحي بين الأموات “، وقال صل الله عليه وسلم في حديث أخر ” وقِّروا من تعلمون منه العلم ، ووقِّروا من تعلِّمونه العلم “
- ينال طالب العلم الثواب الجزيل من الله سبحانه وتعالى فقد قال صل الله عليه وسلم ” فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَم”
- مجالس العلم والعلماء قربه وطاعة وعبادة لله سبحانه وتعالى فقد قال صل الله عليه وسلم ” مجالسة العلماء عبادة”
الحث علي طلب العلم:
هناك عدة آيات قرءانية وأحاديث نبوية تحث الإنسان على طلب العلم نذكر منها،
- قال تعالى “يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ”
- قال تعالى “وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا”
- قال تعالى” فلوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}”
- عن علي -رضي الله عنه-. وفي الحديث الذي حسَّنه الإمام أحمد وغيره” يحمل هذا العلم من كل خلفٍ عدولُه”
- قال صل الله عليه وسلم ” من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين “
- جاء في الحديث الصحيح:” من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى جنة”
اداب طلب العلم:
لطل العلم العديد من الآداب التى ما إن يلتزم بها الفرد يحصل من الفوائد الكثير ونذكر منها،
- الصبر، نعم البر أولى آداب طلب العلم فكما قال الشاعر
لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تَلْعَقَ الصَـبِر
- الإخلاص وهو ثاني آداب طلب العلم فمن الناس من يتعلم العلم ليقال عالم ومنهم من يتعلمه لوجه الله فشتان شتان بين الفريقين، فقد قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ ” رواه النسائي
- العمل بالعلم الذي تعلمته لكي لا يكون حجة عليك يوم القيامة، ولا تكن كاليهود حين تعلموا العلم ولم يعملوا به ، فقد شبههم الله في كتابه بالحمار قال تعالى ” مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”.
- تعليم العلم وتبليغه للناس، لكي لا ندخل في حديث رسول الله صل الله عليه وسلم حين قال “من كتم علماً يعلمه ألجمه يوم القيامة بلجام من نار” وقال صل الله عليه وسلم في حديث أخر “تناصحوا في العلم ولا يكتم بعضكم بعضاً ، فإنَّ خيانةً في العلم أشدُّ من خيانةٍ في المال
- الضبط والإتقان أي مذاكرة الدروس وحفظها وفهمها لكي لا يختلط الأمر على طالب العلم فيفتي الناس خطأ ويعلمهم خطأ وقد قال صل الله عليه وسلم ” قيدوا العلم بالكتابة” وقال صل الله عليه وسلم ” إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا”.
- مطالعة الكتب والإستزادة في طلب العلم.
- السعي لطلب العلم.
- التأدب مع الشيخ أو المعلم.
