يُعتبر مرض الصدفية من الأمراض الجلدية التي تحصل عندما يتم تسارع دورة حياة الخلايا الجلدية، وتؤدي الصدفية إلى تراكم في الخلايا بصورة سريعة على سطح الجلد، وقد تجعلك الخلايا الجلدية الزائدة التي تنتج عن البقع الحمراء الحمراء والقشور، تؤدي بك إلى الإحساس بالألم والحكة.
ويُعتبر مرض الصدفية من الأمراض المزمنة، وهو في الغالب يظهر ثم يختفي، ويُعتبر هدف العلاج هو أن نعمل على منع النمو لخلايا الجلد بصورة سريعة، ولا يوجد علاجات لمرضى الصدفية، غير أنه من الممكن إدارة تلك الأعراض التي تنتج عنه، وقد يساعد في ذلك التدابير التي تتعلق بأنماط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين ومثل الترطيب، وإدارة الضغوط، وسنتحدث عن هذه العلاجات التي من الممكن أن يأخذها مريض الصدفية في نهاية موضوعنا علاج الصدفية وأعراضها وأسبابها.
أعراض الصدفية:
هناك اختلاف في الأعراض التي يعاني منها مريض الصدفية من شخص لآخر، وتشتمل تلك الأعراض على ما يلي:
- وجود بقع حمراء في البشرة وتغطيها قشور فضية اللون وسميكة.
- وجود بقع قشرية صغيرة الشكل، وعادة تظهر تلك البقع لدى الأطفال.
- تشقق البشرة وجفافها، وقد تنزف البشرة.
- الإحساس بحرقان أو حكة أو ألم.
- تورم في المفاصل وتيبس فيها.
- من الممكن أن تتراوح البقع الصدفية من بعض البقع القشرية التي تشبه قشرة الرأس إلى حصول طفح كبير على الجلد، ويغطي هذا الطفح مناطق واسعة.
- وأكثر الأنواع من هذا المرض مرض الصدفية تمر خلال العديد من الدورات، حيث تتوهج تلك الأنواع لبعض الأسابيع أو ربما الشهور، ثم تهدأ حينًا من الوقت، أو حتى تصير في حالة من الهدوء التام.
أنواع الصدفية:
هناك العديد من أنواع الصدفية التي يمكن أن يشتمل عليها هذا الموضوع، ومن هذه الأنواع الهام للقارئ الكريم أن يعرفها ما يلي:
الصدفية اللويحية: وهذا النوع من مرض الصدفية يُعد هو النوع الأكثر في الشيوع والانتشار، وهو عبارة عن حصول لويحات أو آفات جلدية تكون جافة وناتئة وحمراء، وتغطي تلك اللويحات قشور فضية اللون، وقد تكون تلك الآفات أو اللويحات مؤدية إلى الشعور بالألم أو الحكة، وقد تكون كثيرة أو قليلة، ومن الممكن أن تصيب أي منطقة في الجسم، وقد تصيب الأعضاء التناسلية نفسها، وكذلك ربما تصيب الأنسجة الرخوة في داخل فم الإنسان.
صدفية الأظافر: من الممكن أن تعمل الصدفية على التأثير في أظافر أصابع القدمين واليدين، وتؤدي إلى نمو غير طبيعي للأظافر ويحصل تغير في اللون، وقد ترتخي أظافر الإنسان التي تصاب بمرض الصدفية، وتتخلخل تلك الأظافر، وقد تؤدي في الأنواع الخطيرة منها إلى حصول تفتت في أظافر المصاب.
الصدفية النقطية: وهذا النوع من الصدفية يؤثر بالأساس على الأطفال والشباب، ويحصل في العادة بسبب العدوى البكتيرية، مثل عدوى التهاب الحلق، ويتميز هذا النوع من الصدفية بآفات قشرية تكون صغيرة وتكون على هيئة قطرة ماء على الذراعين والجذع وفروة الرأس والساقين.
إن تلك الآفات تكون مغطاة بقشرة دقيقة، وهي ليست بذات السماكة التي تتمتع بها اللويحات العادية، فقد يتكشف المرض مرة واحدة، ويُشفى المريض من تلقاء نفسه، وقد يتعرض إلى بعض النوبات المتكررة.
صدفية الثنيات: ويتكشف هذا النوع من المرض بصورة مبدئية في الجلد الذي يتواجد في الإبطين وكذلك في المنطقة الأربية وفي أسفل الثديين، وكذلك حول الأعضاء التناسلية، ويؤدي هذا النوع من مرض الصدفية إلى انكشاف رقع ملساء من الجلد، وتلك الرقع تسوء بالتعرق وبالاحتكاك، وقد يحصل هذا النوع من مرض الصدفية من خلال عدوى فطرية.
انظر أيضًا: أعراض الروماتيزم
الصدفية البثرية: من الممكن أن يحصل هذا النوع من مرض الصدفية وهو نوع غير منتشر، ويكون على هيئة بقع تنتشر بصورة واسعة وهي ما تسمى بالصدفية البثرية العامة، أو ينتشر في أجزاء أصغر من ذلك على القدمين أو على اليدين أو على أطراف الأصابع.
صدفية محمرة للجلد: وهذا هو أقل نوع من أنواع مرض الصدفية في الانتشار والشيوع، وهي تلك الصدفية التي تؤدي إلى احمرار الجلد، ومن الممكن أن تغطي كل جسم المصاب بصورة من الطفح الجلدي الأحمر المتقشر، ومن الممكن أن تصيب الإنسان بالشعور بالحكة أو بالحرقان، في صورتهما الشديدة والحادة.
التهاب المفاصل بالصدفية: وهذا النوع من أنواع مرض الصدفية يؤدي إلى التهابات في المفصل وتورم في المفاصل والشعور بالألم، وهو ما يُعد من العوامل والأعراض المنتشرة لالتهابات المفاصل، وفي بعض الصور تكون أعراض المفاصل هي المظهر الوحيد والأولى لمرض الصدفية، أو في بعض تلك الأحيان تحدث تغيرات في أظافر المصاب فقط، وتتراوح أعراض هذا المرض من أعراض خفيفة إلى شديدة، ومن الممكن أن يؤثر التهاب المفصل في مرض الصدفية على أيٍّ من المفاصل، ورغم أن هذا المرض في العادة ليس معطلًا كالصور الأخرى من التهابات المفاصل، إلا أنه من الممكن أن يؤدي إلى حدوث تلف وتيبس في المفاصل بصورة تدريجية، الأمر الذي يؤدي إلى حصول تشوه بصورة دائمة، وذلك في أخطر الحالات.
متى تستطيع أن تزور طبيبك الخاص؟
إذا كان عندك اشتباه بأنك ربما تكون مصابًا بهذا المرض من الصدفية، فعليك بالمبادرة إلى زيارة طبيبك الخاص؛ لكي تجري الفحوصات اللازمة، وكذلك عليك بأن تتحدث مع طبيبك إذا كانت لديك الأعراض التالية من جراء الصدفية:
شعور بالألم أو بعدم الراحة.
شعور بالصعوبة في أداء مهامك اليومية والروتينية.
شعورك بالقلق من أجل صورة البشرة ومظهرها.
حدوث مشاكل في المفاصل، مثل حصول ألم في المفاصل أو تورم فيها، أو عدم قدرتك على أداء مهامك بصورة ناجحة.
عليك إذا شعرت بأي من هذه الأعراض الناتجة عن الصدفية أن تبادر إلى الذهاب إلى طبيبك الخاص ولا تترك نفسك حتى لا تتفاقم الأمور، فالكشف على تلك الأمور في البداية هو خير الوسائل التي تعينك إن شاء الله تعالى على التخلص من هذه الآلام والأوجاع في أسرع وقت بإذن الله تعالى، فلا تتأخر أبدًا في صحتك، فصحتك هي رأس مالك في هذه الحياة.
انظر أيضًا: مرض الصدفية
أسباب الصدفية:
ليس من المعروف ما هو السبب في الإصابة بمرض الصدفية بصورة تامة، غير أنه من المعتقد أن الأمر له علاقة بمشكلات في الجهاز المناعي للمصاب مع الخلايا التائية وكذلك مع خلايا الدم البيضاء في جسم المصاب.
وفي العادة تنتقل الخلايا التائية خلال الجسم لكي تحميه من الأجسام الغريبة التي تدخله مثل البكتيريا أو الفيروسات.
ولكن إذا كنت من المصابين بمرض الصدفية، فإن الخلايا التائية تعمل على مهاجمة خلايا البشرة الصحية عبر الخطأ، كما لو أنها بذلك تظن أنها تكافح عدوى أو تعالج جراحًا.
كما أن الخلايا التائية النشطة جدًّا تعمل على تحفيز الإنتاج الزائد لخلايا البشرة الصحية وكذلك تعمل على تحفيز المزيد من خلايا الدم البيضاء والخلايا التائية، وتنتقل تلك الخلايا إلى الجلد مما يؤدي إلى احمرار في الجلد وربما حدث صديد في الآفات البثرية، وكذلك فإن الأوعية الدموية التي تتمدد في الأماكن المصابة بالصدفية تؤدي إلى حصول احمرار وحصول سخونة للآفات الجلدية.
وهذه العملية تصير دورة تستمر وتنتقل فيها الخلايا الجلدية الجديدة إلى الطبقة الخارجية من جلد الإنسان بصورة سريعة جدًّا، يحدث ذلك في أيام بدلًا عن الأسابيع، وتتراكم الخلايا الجلدية على هيئة بقع سميكة قشرية على أسطح الجلد، وتستمر ذلك الأمر إلى أن يقوم العلاج بوقف هذه الدورة.
علاج الصدفية:
يكون علاج الصدفية من خلال العديد من الطرق، منها العلاج الموضعي عن طريق الكريمات وكذلك المراهن التي تُدهن على الجلد، وهذه العلاجات تكون ناجحة جدًّا وذات أثر كبير في الحالات الخفيفة من الصدفية وكذلك في الحالات المتوسطة من المرض.
أما في الحالات الشديدة من مرض الصدفية فيحصل مزيج من العلاج بالكريمات الموضعية مع بعض الأدوية التي يتناولها المصاب عن طريق الفم، أو مع العلاج الضوئي، كل ذلك حسب رؤية الطبيب للحالة والمشكلة ومدى حدتها.
انظر أيضًا: معلومات طبية عن مرض الصدفية
كان هذا ختام موضوعنا حول علاج الصدفية وأعراضها وأسبابها، قدمنا خلال هذه المقالة بعض المعلومات الهامة عن هذا المرض الذي يؤرق الكثيرين، وقدمنا ما هي الأعراض التي يشعر بها المصاب، وما هي الأعراض التي ينبغي للمصاب فيها أن يذهب إلى طبيبه الخاص كي يستشيره في شأن هذا المرض، وكذلك قدمنا الأسباب التي من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض الصدفية، ثم أتبعنا ذلك بطرق العلاج الموضعية لهذا المرض، نسأل الله تعالى أن يعافينا جميعًا من كل الأمراض بإذنه وحوله وقوته.