الأذكار هي من العبادات العظيمة المشروعة في هذا الدين، شرعها لنا الله تعالى وحثنا عليها نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لتكون نبراسًا مضيئًا للعبد المؤمن يضيء له حياته بذكر الله تعالى، فذكر الله تعالى مما تطمئن له القلوب وتهفو له الصدور، وتحبه الأفئدة، ذكر الله تعالى ليس كأي ذكر، بل يستشعر العبد المسلم بعظمة هذا الخالق المنشئ لهذا الكون الكبير الفسيح الأرجاء؛ ليعلم عظمة هذه الأذكار.
ونحن في هذا الموضوع فضل أذكار بعد الصلاة حصنك من النار، نتعرض إلى بعض الأوراد التي يقولها العبد في صلاته وتلك الأذكار التي يستفتح بها المسلم صلاته إن شاء الله تعالى.
أذكار بعد الصلاة من القرآن:
آية الكرسي وهي: {اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَاشَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم}.
ففي الحديث عن أَبِي أُمَامَةَ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا الْمَوْتُ». رواه النسائي.
بسم الله الرحمن الرحيم: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ*اللَّهُ الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}.
بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ *وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.
بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ *مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.
في الحديث عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : قل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس ، تعوَّذ بهن ، فإنه لم يُتَعَوذ بمثلهن، اقرأ المعوذات دبر كل صلاة.
انظر أيضًا: أذكار الصلاة الصحيحة
أذكار بعد الصلاة من السنة:
في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ, وَحَمِدَ اللَّهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ, وَكَبَّرَ اللَّهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ, فَتِلْكَ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ, وَقَالَ تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ, لَهُ الْمُلْكُ, وَلَهُ الْحَمْدُ, وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ, غُفِرَتْ لَهُ خَطَايَاهُ, وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ في صحيحه.
الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه أنه كان يعلم أبناءه تلك الكلمات ويقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بهن دبر كل صلاة : “اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر ،وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر” رواه البخاري والترمذي.
رفع الدرجات العبد، ففي الحديث: (مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ وَرَفَعَ لَهُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ يَوْمَهُ ذَلِكَ فِي حِرْزٍ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَحُرِسَ مِنْ الشَّيْطَانِ وَلَمْ يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أَنْ يُدْرِكَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إلَّا الشِّرْكَ بِاَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).
عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ومن يعمل بهما قليل ، يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا ، ويكبر عشرا ، ويحمد عشرا ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده فذلك خمسون ومائة باللسان وألف وخمسمائة في الميزان. وإذا أوى إلى فراشه سبح وحمد وكبر مائة فتلك مائة باللسان وألف في الميزان ، فأيكم يعمل في اليوم ألفين وخمسمائة سيئة ؟ قالوا وكيف لا يحصيهما ؟ قال: يأتي أحدكم الشيطان وهو في الصلاة فيقول اذكر كذا وكذا حتى ينفك العبد لا يعقل، ويأتيه وهو في مضجعه فلا يزال ينومه حتى ينام ” والحديث صححه الشيخ الألباني.
أذكار صلاة الفجر:
جاء عند الإمام أحمد وابن ماجه عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان النبي يقول إذا صلى الصبح حين يسلم: اللهم إني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً .
وقد روى الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال: دبر صلاة الفجر وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلم-: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم؛ إلا الشرك بالله عز وجل . [صححه الألباني]
وقد روى أبو داود وابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد الفجر والمغرب: اللهم أجرني من النار. سبع مرات.
انظر أيضًا: أذكار الصلاة
كان هذا ختام موضوعنا حول فضل أذكار بعد الصلاة حصنك من النار، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأوراد والأذكار التي تقال بعد الصلاة والتي تقال في استفتاح الصلاة، ونرجو من الله تعالى أن يتقبل منا صلاتنا وزكاتنا وصيامنا إنه ولي ذلك والقادر عليه، وعلى المسلم الحفاظ على أذكار الصلاة وأذكار الاستفتاح فتلك الأذكار هي التي تجبُر النقص الذي قد يحدث في الفرائض التي يؤديها العبد، فتأتي تلك السنن لجبر هذا النقص وتكميله.