إن شهر شوال يعد الشهر التاسع من شهور السنة القمرية العربية ، وهو الشهر الذي يأتي بعد شهر رمضان الفضيل ، وفيه يقوم المسلمون بالاحتفال بعيد الفطر ، وبالتحديد في أول يوم من الشهر ، ذلك بالإضافة لأن شوال يعتبر أول شهور الحج ، ويشار إلى أن ذلك الشهر ضم الكثير من الوقائع الهامة بتاريخ الأمة الإسلامية ، والتي كان لها من الأثر البالغ الكثير ، ونشير هنا لأن الله عز وجل قد أعطى لكل مسلم استشعر لذة صيام شهر رمضان الفضيل وحلاوته فرصة جديدة للمزيد من القربات لله عز وجل ، فقد شرع الله صيام 6 أيام من شوال بعد انتهاء شهر رمضان الفضيل ، وذلك من أجل أن يواصل المرء المسلم أداء العبادات والطاعات ، كما أن في هذا استكمال نيل المزيد من الثواب والأجر ، والتقرب لله عز وجل والحصول على مغفرته ورضوانه ، ذلك إلى جانب أن لصيام الست من شوال فضائل عظيمة ، وفي هذا اليوم سوف نقدم لكم فضل صيام الست من شوال وحكم صيامهم.
فضل صيام 6 أيام من شهر شوال:
تترتب على صوم 6 أيام من شهر شوال فوائد عظيمة جداً ، وبيان ذلك فيما يلي :
- الأجر العظيم : بدليل ما ورد في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه : [مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ] ، على عظم الأجر الذي يترتب على صوم 6 أيام من شهر شوال ، وفي هذا زيادة من الخير ، ويشار لأن الله عز وجل منح هذا لكل امرئ مسلم بعد فراغه من صوم شهر رمضان الفضيل.
- فرصة للتقرب إلى الله عز وجل : إن صوم التطوع يعتبر دليل على حب العبد أداء الطاعات ، كما أنه دليل على رغبته بمواصلة أدائها ، حيث يعتبر صيام تلك الأيام الـ6 فرصة للعبد المسلم لو أرادت الارتقاء بمنزلته عند الله عز وجل ، وقد أتى بالحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه سبحانه وتعالى : [وما تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدي بِشيءٍ أحبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عليهِ، وما زالَ عَبدي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حتى أُحِبَّهُ، فإذا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يسمعُ بهِ، و بَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ بهِ، و يَدَهُ التي يَبْطِشُ بِها، و رِجْلَهُ التي يَمْشِي بِها، و إنْ سألَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ].
- جبر النقص بالفرائض : إن العبد المسلم في بعض الأوقات يضعف في شهر رمضان الكريم أمام شهواته وأهوائه ، فيسقط تارةً بنقص العبادة ، ويسهو تارةً أخرى فيقوم باقتراف ذنب يحول بينه وبين إتمام صومه بالهيئة المطلوبة ، ولهذا أكرم الله عز وجل العبد المسلم بنيل الفرصة لصيام تلك الأيام ، وهذا من أجل تعويض النقص الذي حدث بعبادتها في شهر رمضان المبارك ، فصوم تلك الأيام يماثل أداء صلاة النافلة التي تجبر النقص الحاصل بصلاة الفريضة ، وقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [إنَّ أوَّلَ ما يحاسبُ النَّاسُ بِه يومَ القيامةِ من أعمالِهمُ الصَّلاة قالَ يقولُ ربُّنا جلَّ وعزَّ لملائِكتِه وَهوَ أعلمُ انظروا في صلاةِ عبدي أتمَّها أم نقصَها فإن كانت تامَّةً كتبت لَه تامَّةً وإن كانَ انتقصَ منها شيئًا قالَ انظُروا هل لعبدي من تطوُّعٍ فإن كانَ لَه تطوُّعٌ قالَ أتمُّوا لعبدي فريضتَه من تطوُّعِه ثمَّ تؤخذُ الأعمالُ علَى ذاكُم]
- دلالة على قبول الصوم : إن صيام العبد المسلم بعد انقضاء شهر رمضان المبارك يعتبر دليل على قبول صوم شهر رمضان ، فتوفيق العبد المسلم لأداء الطاعة بعد طاعة علامة على قبولها من الله عز وجل ، ولا يوفق لأداء تلك الطاعة إلا من قبلت منه الطاعة الأولى ، وبالمقابل فإن من يتبع طاعته بمعصية ، فإن هذا يعتبر دلالة على عدم قبول الطاعة التي سبقتها ، ويعتبر صوم العبد المسلم بعد انتهاء شهر رمضان المبارك من باب شكر المسلم لخالقه عز وجل على إعانته على صوم شهر رمضان المبارك ، ورغبته بالاستمرار في التقرب إليه ، والإكثار من أداء القربات والطاعات ، ولقد قال الله عز وجل : [وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ]
للمزيد يمكنك قراءة : صيام الست من شوال كل عام
حكم صيام ستة أيام من شهر شوال:
- الحنفية : يرون استحباب صومهم حتى لو اتصلت بيوم الفطر ، ولا يعتبر هذا مكروه عندهم.
- المالكية : يرون كراهة صومهم.
- الشافعية : يرون استحباب صومهم.
- الحنابلة : يرون استحباب صومهم حتى ولو كان صيامهم بصورة متفرقة.
للمزيد يمكنك قراءة : مكروهات الصيام وسبب الكراهية عند المالكية
أدعية الصيام بالصور:
للمزيد يمكنك قراءة : ادعية قبل الافطار