قصة النبي محمد صل الله عليه وسلم مكتوبة مختصرة منذ ولادته إلى وفاته
محتوي الموضوع
نبدأ قصة النبي محمد صل الله عليه وسلم بدايتنا مع مولده، في العام الذي نجي الله فيه بيته الحرام من غزو إبرهه الحبشي وأهلكه هو وجيشه بالطير الأبابيل، ولد سيد البشر وخاتم النبيين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هشام لينجي الله به البشر كافة ويخرجهم من الظلمات إلى النور ويقيم عليهم الحجة البالغة فيهلك من هلك عن بينه ويحي من حي عن بينه.
ويذكر أن السيده أمنه بنت وهب أم النبي صل الله عليه وسلم لم تشعر بأي ألم طيلة حمله ولا أثناء ولادته صل الله عليه وسلم، وفي يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول في عام الفيل ولد النبي صل الله عليه وسلم، وورد في مولد أنه ولد مختونا مسرورا أي مقطوع السرة ساجدا لله رب العاليمن، وفي أثناء ولاته رأت السيدة أمنه بنت وهب السيدة مريم العذراء وآسية امرأة فرعون بجوارها، وروت فاطمة بنت عبد الله أنها شهدت ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالت: “فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نور وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول لتقعن عليَّ”، وفي ليلة مولده صل الله عليه وسلم ارتج إيوان كسري ووقعت منه 14 شرفه وانطفأت نار فارس ولم تنطفأ منذ ألف سنة.
بعد مولده صل الله عليه وسلم ارسلوا في طلب جده عبدالمطلب بأنه قد ولد له غلام فأتاه فنظر اليه وأخذه فدخل به الكعبة؛ فقام يدعو الله ويشكر له ما أعطاه ثم خرج به إلى أمه فدفعه إليها. وسماه محمدًا، وهذا الاسم لم يكن العرب يألفونه، فسألوه: لم رغب عن أسماء آبائه؟ فأجاب أردت أن يحمده الله في السماء، وأن يحمده الخلق في الأرض.
حياته قبل البعثه صل الله عليه وسلم:
نشأ صل الله عليه وسلم يتيم الأب والأم، فقد توفي أبوه قبل مولده وتوفيت أمه وهو في السادسة من عمره، ثم انتقل النبي صل الله عليه وسلم إلى رعاية جده عبدالمطلب ولما بلغ الثامنة من عمره توفي جده وانتقل إلى حضانة عمه أبو طالب، ترعرع سيد البشر في كنف عمه أبو طالب مما جعل البركة تحل على أبو طالب وعلى أولاده.
كان صل الله عليه وسلم معروفا في قريش بأنه الصادق الأمين، وذلك لفرط أمانته وأنه لم يكذب قط ولم يشرب الخمر قط ولم يسجد لأي صنم من أصنام مكة طيلة حياته قبل البعثه، كان حسن الخلق طيب العشرة يحسن إلى الجميع غنيهم وفقيرهم قويهم وضعيفهم حتى قالت فيه السيدة خديجة رضي الله عنها ” فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتُقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ” ويا لها من صفات حسنة طيبة.
بعثته صل الله عليه وسلم:
وقد ورد في بعثته صل الله عليه وسلم عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم “أنها قالت كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء” ، ثم جاء شهر رمضان وفي ليلة القدر نزل الوحي على سيد البشر فجاءه الملك فقال اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قال قلت ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال أقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ترجف بوادره حتى دخل على خديجة رضي الله عنها فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع ثم قال لخديجة أي خديجة ما لي وأخبرها الخبر قال لقد خشيت على نفسي قالت له خديجة كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا والله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ثم ذهبت به إلى ابن عمها ورقه بن نوفل فقال ورقة يا ابن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رآه فقال له ورقة هذا الناموس الذي أنزل على موسي صلى الله عليه وسلم يا ليتني فيها جذعا يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مخرجي هم قال ورقة نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا.
دعوة النبي صل الله عليه وسلم في مكة:
وكانت بداية الدعوة في مكة سرا، وكان أول من أسلم مع النبي صل الله عليه وسلم من النساء السيدة خديجة رضي الله عنها ومن الرجال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ومن الصبية سيدنا على بن ابي طالب رضي الله عنه ومولاه زيد بن ثابت رضي الله عنهم جميعا وكان كل منهم يدعوا المقربين منه إلى الدخول في الإسلام، وانقسمت الدعوة في مكة إلى مرحلتين أولا مرحلة الدعوة السرية والتى استمرت ثلاث سنوات، وكان صل الله عليه وسلم يدعو المقربين ومن كان يتوسم فيهم خيرا، ومن أوائل من أسلم في تلك المرحلة بلاب بن رباح و أبو عبيدة عامر بن الجراح و وأبو سلمة بن عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم المخزوميان، وعثمان بن مظعون وأخواه قدامة وعبد الله. وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وسعيد بن زيد، وامرأته فاطمة بنت الخطاب أخت عمر، وخباب بن الأرت، وعبد الله بن مسعود وخلق سواهم، وأولئك هم السابقون الأولون، وهم من جميع بطون قريش وعدهم ابن هشام أكثر من أربعين نفراً.
ثم المرحلة الثانية والتى استمرت عشر سنوات وهي المرحلة الجهرية، وكانت هذه المرحلة من أصعب ما مر على النبي صل الله عليه وسلم حيث بعدما جهر بدعوته كذبته قريش ونعتته بالساحر والمجنون وعذبوا كل من أسلم ودخل في دينه صل الله عليه وسلم، بل وصل بهم الفجر إلى أن حاصروهم في شعب أبي طالب ومنعوا البيع لهم أو الزواج منهم أو تزويجهم، وفي تلك المرحلة هاجر المسلمون الضعفاء مرتين إلى الحبشه فيما يعرف بهجرة الحبشة الأولى والثانية، ومات كل من أبو طالب والسيدة خديجة في عام واحد سماه صل الله عليه وسلم بعام الحزن، واشتد بأس المشركين عليه إلى أن خططوا لقتله لولا أن أوحى الله له بالهجرة إلى المدينة المنورة ونجاه من سيوفهم وغدرهم وهاجر هو وصديقه الصديق أبو بكر إلى المدينة.
دعوة النبي صل الله عليه وسلم في المدينة المنورة:
بعد هجرة النبي صل الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة ما لبث أن شرع في بناء مجتمع جديد، أخا فيه بين المهاجرين والأنصار وعقد الصلح بين الأوس والخزرج وبني المسجد النبوي الذي قال الله فيه قال تعالى “لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ”، واستمر النبي في تعليم المسلمين أمور دينهم إلى أن جائت غزوة بدر وانتصر المسلمون على الرغم من قلة عددهم، ثم ابتلاهم الله وامتحنهم في الهزيمة في غزوة أحد، وتوالت الغزوات وانتصارات المسليمن، واستمر مكر اليهود الموجودين في المدينة إلى أن تخلص منهم رسول الله صل الله عليه وسلم قبيلة تلو الأخرى إلى أن طهر المدينة كلها من مكرهم وخيانتهم.
فتحت مكة لكن النبي صل الله عليه وسلام آثر البقاء في المدينة حيث قال صل الله عليه وسلم “والذي نفس محمد بيده ، أن لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعبا ، وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار ، اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار “.
ثم مرة السنوات في الجهاد والدعوة إلى الله إلى أن جاءت حجة الوداع وخطب رسول الله صل الله عليه وسلم خطبته العصماء الذي كان منها “أيها الناس إن دمائكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا وحرمة بلدكم هذه وحرمة شهركم هذا” وأوصي بالنساء خيرا وأوصي أمته خيرا، ثم في يوم الإثنين الموافق الثاني عشر من شهر ربيع الاول في عام 12 هجرية انتقل رسول الله صل الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى.