في الصعيد يوجد الكثير من قصص الحب الصادقة, ولكن المجتمع الصعيدي يتقيد بالكثير من العادات والتقاليد التي من الممكن أن تدمر قصة حب بكل سهولة, وربما يكون الأهل أكثر قسوة من العادات والتقاليد, وهذا ما حدث بالفعل في قصة الحب التي سوف نقرأها سويا من خلال موقع احلم.
زواج ولقاء رغم المستحيل
قصة حقيقية لشاب وفتاة من نفس القرية جمعتهما قصة حب، كان الشاب يقابل الفتاة يوميا عند ذهابها للمدرسة، حيث كانت الفتاة من أسرة محافظة وجميلة جدا هادئة الطباع، هذه الصفات جعلت الشاب مجنون بها، أحبها حب برئ وصادق كانت لا تفارقه حتى في أحلامه, فعندما يكون نائما يراها في أحلامه وعندما يستيقظ يجدها أمامه، وفى يوم من الأيام قرر الشاب أن يعترف للفتاه بحبه الصادق لها، وهي كذلك اخبرتة أنها تبادله نفس الشعور، في تلك الفترة عاشا الشاب والفتاه قصة حب في صمت فهم لا يريدون شيئا إلا رؤية بعضهما ليطمئن كلا منهما على الآخر، لكن الشاب لم يستطيع كتمان الحب أكثر من ذلك، فقرر الشاب أن يعترف لوالديه بأنه يريد الارتباط بهذه الفتاة، فرح والدية فرحا كثيرا بهذا الخبر، تقدم الشاب للفتاة ولم يتردد أهل الفتاة في الموافقة لما كان يتحلى به الشاب من مقومات تغرى اى أسرة بمصاهرته، وافقت الأسرة وجمعتهما فرحة كبيرة بمناسبة الخطوبة السعيدة، عاشا الشاب والفتاه أيام وليالي ينتظرون اليوم الذي يجتمعون فيه فقلبيهما البريء لا يعرف إلا الحب الصادق والمشاعر الرقيقة المتبادلة، كانت الأحلام السعيدة هي فترة خطوبتهما لم يتطرق إلى أذهانهم انه يأتي يوم من الأيام ويفرق بينهم شئ في الدنيا، ظل الارتباط بينهم قرابة عام كامل، حان وقت تحديد موعد الزفاف حيث كان الجميع ينتظر هذا اليوم، وقبل موعد الزفاف بأيام قليله حدث ما لم يكن يتوقعه احد، عندما قررت أسرة الفتاة بفض الخطبة بين الشاب والفتاه، حيث علمت أسرة الفتاة أن الشاب يعانى من مرض رفضت أسرة الفتاة الشاب، ولكن هذا المرض صديق للإنسان حيث يستطيع أي إنسان أن يتعايش معه، كان خبر فض خطبتهما كالصاعقة عليهما، تعذب الشاب بعدها بسبب تعلقه الشديد بها واشتد مرضه ظل يعانى كثيرا من ألم الحب والفراق، الحب كان له أشبة بالجحيم مؤلم مدمر، كان الحب عقاب قاسى له، نزل كالسيف الحاد على قلبه ليقسمه إلى نصفين، وهو لا ذنب له في مرضه، بل هي إرادة الله، وهى كذلك عانت كثيرا من قرار أسرتها الظالم لها، مرت الأيام تزوج الشاب من فتاة أخرى تجمعهما نفس العائلة، وتزوجت الفتاة بشاب اختارته أسرتها لها، وبعد مرور سنوات قليله علم الشاب بمرض والد الفتاة أيضا، ولكن كان مرضه في المراحل الأخيرة، رافقه الشاب في رحلة علاجه ولم يتركه أبدا أو يتخلى عنه رافقه في كل سفرياته بحثا عن العلاج، إلى أن جاء قضاء الله وقدرة، رحل والد الفتاة فهذا حال الدنيا والدوام لله، ولكن قبل وفاته بلحظات نظر والد الفتاه إلى الشاب وهذه النظرة كانت الأخيرة، قال له بصوت خافت مرتجف، سامحني فقد فرقت بينك وبين ابنتي بسبب مرضك وكنت اعلم جيدا حبك الصادق لها، ولكن بعدها أصيبت بالعديد من الأمراض وهذا عقاب الله لي، فقد عاقبتك في يوم من الأيام على شئ لم يكن لك ذنب فيه، فالمرض ابتلاء والله إذا أحب عبدا ابتلاه، وأنا الآن على فراش الموت فهل ستسامحني، رد عليه الشاب والدموع تنهمر من عينيه والألم يعتصر قلبه، نعم أسامحك، مرت سنوات قليلة فشلت الفتاة في الاستمرار مع زوجها، فلا يوجد اى تشابه بينهما فالجميع يعلم أن الحب هو الشيء الذي يروى الزوجين وهو الدافع لاستمرار الحياة، لكن الفتاه لم تجد الحب والحنان مع الزوج الذي اختارته لها أسرتها، سرعان ما فشلت حياتهما الزوجية فقررت الانفصال عن زوجها، وكان الشاب ما زال يعانى من حبة القديم فلا يستطيع النسيان يوما ما، يعيش في الحياة جسد بدون روح بعد أن فرقت الأيام بينه وبين حبيبته، فشل هو الأخر في حياته الزوجية، فقررإتخاذ القرار المناسب لحياتهما وهو الانفصال عن زوجته، تقدم الشاب مره أخرى للفتاة وافقت أسرتها، عندما علمت أسرة الفتاه أن المرض ليس بإمكانه أن يفرق بين قلبين عاشقين، وكذلك البشر فالحب شعور صادق ينبع من القلب ليس بإمكان أي شيء أن يهزمه، بل بالعكس هو دافع للتحدي والتغلب على المشاكل والصعاب، وهذا ما أثبته لنا الشاب والفتاه، فبعد طول انتظار وضياع كثير من العمر تزوجا الشاب والفتاه، وعمت الفرحة على الأهل والأقارب بل أهل القرية جميعا.
حقا الحب عندما يكون صادقا لا تهزمة عادات أو تقاليد مهما طالت السنين .
عزيزي القارئ أتمنى أن تشاركنا رأيك في هذه القصة الحقيقية وأخبرنا ما هو الشئ الذي تراه من وجه نظرك يستطع أن يفرق بين قلبين؟