نقدم لكم هذه المقالة من موقع احلم تحت عنوان قصة عن العيد قصة جميلة ومعبرة، فالأعياد هي أيام تعم بها البهجة والسرور، ولا تخلو أمة من الأعياد فلكل أمة أعيادها الخاصة بها سواء أنت من الأمة الإسلامية أو أمم أهل الكتاب أو غيرها من الأمم، ويتميز كل عيد بطقوسه وتقاليده الخاصة به وبأمته، فمثلا كان المصري القديم يحتفل بأعياد الربيع والحصاد إلى جانب بعض الاحتفالات الدينية وغيرها الكثير من الاحتفالات، وقس على ذلك مختلف الأمم سواء القديمة أو الحديثة.
اقرأ: قصص القران حسب السور سورة الكهف
مظاهر الأعياد عند المصري القديم
قديمًا كان المصريين القدماء يحتفلون بالكثير من الأعياد حتى أن المؤرخ الكبير هيرودوت قال عنهم بأن المصريين اخترعوا الأعياد، فقد اهتموا كثيرًا بها حتى أنهم يعتبروا من أوائل من احتفل بالأعياد، وقد اختلفت مظاهر الاحتفال من عصر لآخر، فقد كانت في البداية تتم في شكل اقرب ما يكون للطقوس الدينية حيث يتم ذبح الذبائح وتقديم تلك الذبائح كقرابين للآلهة ثم توزيعها على الفقراء وكذلك كهنة المعبد حتى يقوموا بتوزيع الأضاحي، وكان سعف النخل الأخضر واحد من الأشياء الهامة في احتفالات رأس السنة لدى المصري القديم نظرًا لما يرمز إليه من الخير والتجدد، كما كان من لوازم الاحتفال لدى المصري القديم تجهيز الكعك والفطائر والذي كان خاصًا باحتفالات رأس السنة في البداية، إلا أنه مع الوقت أصبح من مظاهر مختلف الأعياد وقد استمر هذا المظهر للاحتفال بالأعياد لدى المصريين حتى الآن، وكان القدماء يطلقون عليه القرص فهو يعبر عن قرص الشمس والذي كان من الآلهة والمظاهر المقدسة لدى المصري القديم، ولذا ومنذ البداية ارتبط الكعك وصناعته بالطقوس الدينية وتقديم القرابين للمعابد والآلهة المصرية القديمة، وظل مرتبطًا بكافة مظاهر الاحتفال لدى المصريين وأصبح ملازم للأعياد والأفراح ومختلف أنواع الاحتفالات.
اقرأ: قصص واقعية نتيجة الاستغفار قصص جميلة للغاية
الأعياد لدى الأمة الإسلامية
الأمة الإسلامية كباقي الأمم لها أعيادها الخاصة التي تجمع المسلمين حولها، والمنصوص عليه من أعياد المسلمين هما عيدي الأضحى والفطر، فعن أنس قال ( قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ، مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا، كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صل الله عليه وسلم، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ، أما بخلاف ذلك من أعياد فقد اختلف فيها العلماء ما بين من يراها كبدعة وكل بدعة ضلالة، وهناك من يرى أنها شئ عادي كنوع من البهجة الفرحة ما دام لم يتم النهي عنها بأمر واضح، فهناك أمور واضحة لا جدال فيها مثل الأعياد التي تحمل مظهرًا من مظاهر الشرك بالله أو الكفر به فهي لا جدال حول تحريم المشاركة فيها، ومن واجب الأئمة والمشايخ أن يقوموا بتوجيه الناس وتعريفهم بتلك الأمور حتى لا يقعوا فيما نهى عنه.
اقرأ: قصص مضحكة للبنات جدا مواقف لا تصدق
قصة قصيرة عن العيد
كانت الليلة هي ليلة رؤية هلال شوال أو ما يسمى بليلة الشك، ففيها إما تتم رؤية الهلال فيصبح اليوم التالي العيد أو لا يرى فيكون اليوم التالي المتمم لرمضان، وهذا ما كانت تشرحه أم عمر لابنها، وقد فرح كثيرًا عمر فقد حصل في هذه المناسبة على جلباب ابيض جميل من أبيه وكذلك أمه التي أحضرت له واحدًا آخر مع طاقية جميلة، وجاء ميعاد العشاء فأسرع عمر نحو المسجد لأداء صلاته والتقى بصديقة عطا الله وكان سعيدًا وهو يقص على صديقه عما أحضره ابيه وأمه له، ولكنه في غمرة فرحته لم يلحظ حزن صديقه أو ربما لاحظه ولكن لم يفهمه.
وصل الرفيقان إلى المسجد وأخذا مكانهما بين المصلين وقاما بأداء ركعتين تحية المسجد، واستعد الشيخ لأداء الصلاة ولكن قبل البدء أخبر الناس بأنه ثبتت رؤية هلال شهر شوال وكم فرح عمر بذلك وكم ود لو يقفز فرحًا ولكن احترامًا للمسجد وللكبار تحكم في نفسه.
بدأ شيخ المسجد الشيخ عبد الحليم في ترديد تكبيرات العيد ثم بدأ يودع الشهر الكريم كعادته كل عام فقال الوداع، الوداع، الوداع يا شهر الصيام، الوداع منك يا شهر تلاوة القرآن، الوداع منك يا شهر الفقراء والأيتام، یا شهرنا ودعتنا عاجلا مستعجلا، بالله يا شهرنا لا تشتكي لله من أفعالنا وأصفح فإن الصفح من شيم الكرام.
لاحظ عمر أن صديقه ابتعد وانزوى في أحد أركان المسجد وهو حزين، وفي خضم التهاني والتواشيح لتوديع الشهر الكريم تذكر عمر بأن صديقه يتيم فقد مات ابيه العام الماضي وأمه لا تملك ما تشتري به جلباب جديد لعطا الله.
عاد عمر إلى المنزل وأخذ أحد الجلبابين ووضعه في لفة وتوجه إلى أبيه وأخبره بما يريد، مما افرح أبيه فهنئه وشكره لأنه تذكر ما نسيه هو هذا العام، واخذ عمر الجلباب وأعطاه لأم صديقه واخبرها أن تخبره أنها اشترته له، وغادر إلى صديقه الذي بقي في المسجد، وعندما رآه احتضنه وهنئه بالعيد وقال له لك عندي بشارة، فقد رأيت أمك تشتري لك جلباب العيد، ففرح عطا الله كثيرًا وانطلق ورفيقه لمشاركة الرفاق الاحتفال بالعيد.
ما أجمل أن يشعر الناس ببعضهم، ما أجمل أن يتشارك الناس البهجة، ما أجمل أن ترسم أنت تلك البهجة، وخاصة إن كانت على وجه صديق، احيوا في نفوسكم ونفوس أبنائكم حب الخير والمشاركة.