قصص وعبر واقعية قصة عبد الله بن المبارك
نحكي لكم اليوم في هذا المقال عبر موقع احلم قصص وعبر واقعية جميلة ومؤثرة جداً وقصة اليوم تحكي عن رجل صالح يدعي عبد الله بن المبارك وامرأة فقيرة قابلها في طريقه الي الحج، فانظر كيف فعل معها وكيف كان ثوابه من الله عز وجل، قصة جميلة تحمل معاني وعبر عظيمة استمتعوا معنا الآن بقراءتها في هذا الموضوع وللمزيد يمكنكم زيارة قسم : قصص وعبر .
عبد الله بن المبارك
يحكي أن في قديم الزمان كان هناك رجل يدعي عبد الله بن المبارك، وكان رجلاً صالحاً تقياً يخشي الله عز وجل ويراقبه في اقواله وافعاله وفي عام من الاعوام اراد الحج، فخرج في ليلة مودعاً اصحابه قبل سفره، وخلال طريقه شاهد منظراً جعله يقف غير قادر علي الحركة، ارتعدت اوصاله واعتزت اعصابه لهذا المشهد الفظيع .
رأي عبد الله بم المبارك سيدة في الظلام تنحني علي كومة من الاوساخ وتلتقط منها دجاجة ميته تضعها تحت ذراعها وتنطلق في الخفاء، اقترب منها عبد الله ونادي عليها : ماذا تفعلين يا امة الله بهذه الدجاجة الميتة ؟ فقالت له : اترك الخلق للخالق فلله تعالي في خلقه شؤون، فألح عليها عبد الله بن المبارك أن تخبره عن سبب فعلها قائلاً : استحلفتك بالله ان تخبريني بأمرك .
بدأت السيدة تحكي له حكايتها والدموع تنزل من عينيها، قالت المرأة : أما وقد أقسمت عليّ بالله .. فلأخبرنَّك، إن الله عز وجل قد احل لنا الميتة، فأنا ارملة فقيرة ولدي اربع بنات غيب، وقد اشتد بنا الحال ونفذ مني الحال، وطرقت ابواب الناس فلم اجد فيهم قلباً رحيماً يحن عليّ وعلي بناتي، فخرجت التمس عشاء لهن وقد احترقت اكبادهن بلهيب الجوع والحاجة الي الطعام، فرزقني الله عز وجل علي هذه الميتة، هل ستجادلني فيها ؟
فاضت عينا ابن المبارك بالدموع وقال لها : خذي هذه الامانة، ثم اعطاها كل المال الذي معه والذي كان ينوي به الحج، حمدت المرأة الله عز وجل وعادت الي بناتها وعاد عبد الله الي بيته، وخرج الحجاج من بلده فأدوا فريضة الحج ثم عادوا شاكرين عبد الله علي الخدمات التي قدمها لهم في الحج قائلين : رحمك الله يا ابن المبارك ما جلسنا مجلسا إلا أعطيتنا مما أعطاك الله من العلم ولا رأينا خيرا منك في تعبدك لربك في الحج هذا العام .
اندهش ابن المبارك من هذا القول كثيراً واحتار في امرهم فهو لا يعلم مقصدهم ولا يعلم سبب قولهم، فهو لم يفارق بلده ولكنه لا يريد أن يفصح عن سره، وفي منامه رأي رجلاً مشرق الوجه قال له : السلام عليك يا عبدالله ألست تدري من أنا ؟ أنا محمد رسول الله أنا حبيبك في الدنيا وشفيعك في الآخرة جزاك الله عن أمتي خيرا .. لقد أكرمك الله كما أكرمت أم اليتامى .. وسترك كما سترت اليتامى أن الله، خلق ملكاً على صورتك .. كان ينتقل مع أهل بلدتك في مناسك الحج .. وإن الله تعالى كتب لكل حاج ثواب حجة وكتب لك أنت ثواب سبعين حجة .