شهر رمضان الذي أنزل الله به القرآن الكريم و فرض علينا الصيام به من العام الثاني للهجرة النبوية الشريفة، و الصيام في شهر رمضان المبارك ذكره المولى في كتابه العزيز مرة واحدة في سورة البقرة و أمرنا بالصيام و القيام و خالص الدعوات النقية من القلب تكون في قمتها مع هذا الشهر الفضيل، و قيل أنه سمي شهر رمضان بهذا الإسم حيث أنه يرمض الذنوب أي يمحوها، و لكن للأسف حولنا بعض الناس لا تأبى في صيامه و لا قيامه و صلواته بشيئ و في سكراتهم مغشي عليهم للأسف البالغ الأسى، حيث نرى بعض الناس لا يصومون أو يتحججون بشيئ حتى يفطرون و لو يوماً منه و الأكثر يتسابق كي يصوم الشهر بأكثره و أفضاله لنا، كفارة افطار يوم في رمضان بدون عذر، لمن يصوم له الثواب و من لم يصوم الشهر أو أفطر ذاته بلا عذر للسفر أو المرض و الرخص التي رخصها المولى لنا فعليه كفارة هذه الأيام و في مقالنا هذا سنتعرف عليها متابعينا الأفاضل.
مبطلات الصيام
قبل الدخول في عراك الكفارة لمن يفطر في نهار رمضان بلا عذر نعرف أولاً مايبطل الصيام و ما هي الرخص للإفطار،حيث أن المولى سبحانه و تعالى حينما فرض علينا الصيام.
من يجوز له الإفطار في رمضان؟
- لمن يكون مريض، و يقضي ما فاته بعد شفائه، و لو ميؤس من فائه يطعم مسكين عن كل يوم.
- أو على سفر و به إرهاق و ليس سفرنا في وقتنا هذا بل قديماً بالجمال و الأحصنة و الساعات الطويلة تحت الشمس المحرقة، و على المسافر و المريض قضاء ما فاته من الصيام بعد رمضان المبارك.
مبطلات الصيام:
- كما أن مبطلات الصيام تكون في المأكل و المشرب بشكل عام، فأي شئ يدخل الجوف يفطر.
- و الغرائز الجنسية و النظرات الشهوانية و التي تحرك المشاعر من تقبل أو حضن الزوجة أو مشاهدة ذلك في وسائل الإعلام المختلفة.
- كذلك التدخين بأنواعه السلبية و الإيجابية منها.
- نزول دم الحيض أو الدورة الشهرية.
- الولادة و نزول دم النفاس.
- استنشاق العطور المضاف لها كحول.
- غسل الأسنان بمعجون الأسنان دون التخلص التام من أثره بالفم.
- القيء أو الترجيع الذي يصحبه بلع لجزء من القئ يفطر.
- نزول إفرازات(من الرجل أو من المرأة أو من الفتاة) بسبب الشهوة، أما الإفرازات العادية التي تخرج من النساء بسبب الحركة و التعرق فهي لا تبطل الصيام و لكن تبطل الوضوء.
و شاهد أيضاً معجون الاسنان يفطر الصائم بشروط ومبطلات الصيام كاملة.
كفارة افطار يوم في رمضان بدون عذر
تختلف الأسباب و الدوافع و لكن الذنب واحد، مثال على ذلك متابعينا الأكارم في حديث موضوعنا هنا و الذي هو عن من يفطر في نهار رمضن بدون وجه حق أو بدون عذر قهري مرخص له من رب العالمين، من يأكل أو يشرب متعمداً في نهار رمضان و فاق من غفلته فعليه التوبة و الندم على ما فعله من فطر يوم برمضان و يسارع إلى طلب العفو من الله سبحانه و تعالى و أن يقوم بالصيام بدلاً مما فاته من فطره رمضان و عليه إطعام مسكين مما يأكل ببيته أو نصف صاع تمر كما هو أيسر له، و من الإفطار عمداً أيضاً و يبطل الصيام الجماع في نهار رمضان بين الزوجين و الكفارة في ذلك على الرجل صيام شهرين متتابعين.
و شاهد أيضاً هل الاحتلام يبطل الصيام والوضوء للمرأة.
كفارة الإفطار بالجماع في رمضان
حكمها:
- أجمع العلماء أنها كبيرة من الكبائر، و على فاعها أن يتوب و يستغفر الله و ينوي عدم تكرار ذلك بنيه خالصة إلى الله.
الجماع في نهار رمضان يبطل الصيام للطرفين سواء الزوجة أو الزوج و عليهما كفارة ذلك الإفطار خاصةً على الزوج تقع الكفارة كاملة متكاملة و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم، حينما يفطر الزوج متعمداً في نهار رمضان بالجماع مع زوجته و تحريك الشهوة الخاصة بهما فعليه أولاً التوبة و الندم على ما أقدم عليه من فعل و هو الفطار دون وجه حق، عليه أن يصوم بدلاً من الأيام أو اليوم الذي فطره متعمداً بالجماع، و بعد ذلك تأتي الكفارة.
الكفارة:
- صيام شهرين متتابعين، فإن كان عند توبته لا يستطيع الصيام لمرض فعليه إطعام ستين مسكيناً، و يجوز إخراج الطعام للستين مسكين دفعة واحدة أو على دفعات لو كان متعسراً مادياً.
- و يكون صيامه للشهرين بلا فاصل بينهم و تكون الأيام كلها متواصلة فيما بينها بالصيام يومياً حتى يقضي ما عليه من كفارة الإفطار متعمداً بالجماع و الشهوة.
و شاهد أيضاً هل العطر يفطر ويبطل الصيام للعلامة ابن باز وابن عثيمين.
هو خير شهر و لا يأتي إلا مرة واحدة فقط بالعام و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم إن كان لنا برمضان آخر أو أن هذا هو آخر رمضان لنا، و علينا إتخاذ كل الأماني الجيدة في الصيام لما له من ثواب ليس له مثيل لأن المولى سبحانه و تعالى أمرنا بالصيام و وعدنا بالثواب منه وحده حينما أبلغ أن الصيام له و هو يجازي به، كما هو الصبر، فما بالنا إن كان صيامنا ثوابه نأخذه من الله مباشرةً أي خير و أي رحمة و أي شرف هذا الذي يجعل المولى يرعانا و يثيبنا بالصيام و الصبر، متابعينا الأكارم علينا أن ننصح من يغفل عن نفسه و تهون عليه حياته من لا يصوم رمضان إيماناً و إحتساباً بل و يفطر جهراً أو سراً، ندعوا الله أن يهديهم جميعاً و يتوب على الجميع بأمر الله تعالى.