إن الصيام يعتبر عبادة من العبادات التي فرضها الله عز وجل على المسلمين ، والتي لها عظيم الأثر بقلب المسلم ، فهو ينقي النفس ويطهرها ، ويهذبها ، ويصون الجوارح عن الفواحش وعن الآثام وعن الأخلاق السيئة ، ويتكشف به الإيمان الصادق عن غيره ، كما أن الصيام يعلمنا الصبر ومجاراة السفهاء ، وقد رغبت أحاديث عديدة في صيام شهر رمضان وفي قيامه ، ورتب الله عز وجل على هذا الأجر والثواب ، وذلك إكراماً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وجعل تعالى لمن يداوم على الصيام باباً بالجنة لا يدخل منه إلا الصائمون ، ودليل ذلك ما روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ] وقد وضع الله عز وجل كفارة لمن يفطر في شهر رمضان المبارك ، وفي هذا اليوم سوف نسلط الضوء أكثر على كفارة الافطار في رمضان عمدًا بدون عذر ، فتابعوا معنا.
حكم من أفطر عمداً في شهر رمضان:
إن من أفطر يوم من أيام شهر رمضان المبارك بدون عذر فقد عصى الله عز وجل في أمره ، وارتكب بفعلته تلك كبيرة من الكبائر ، وعليه ويلزمه توبة نصوح ، كما يجب عليه أيضاً أن يقضي اليوم أو يقضي الأيام التي قام بفطرها إن كان الفطر وقع بغير سبب الجماع ، وقد تناول الفقهاء مسألة وجوب الكفارة على من أفطر عمداً بدون عذر شرعي ، وبيان هذا فيما يلي :
- القول الأول : قال الشافعية والحنابلة بعدم وجوب الكفارة وذلك على من أفطر عمداً من غير جماع ، واستندوا في قولهم هذا على عدم ورود نص على الكفارة في هذه الحالة ، وعدم صحة قياس تلك الكفارة على كفارة الجماع.
- القول الثاني : لقد قال الحنفية بوجوب الكفارة على من يفطر عمداً ، وذلك قياساً على الإفطار بسبب الجماع ، واستندوا في قولهم هذا لأن إيصال الطعام للبطن يحقق شهوته ، ويحصل به الغذاء والدواء ، قياساً على الإفطار بسبب الجماع ، أما لو تناول المرء الصائم شيئاً من غير الطعام متعمداً مثل الحصاة فلا تجب عليه كفارة ، وذلك لعدم تحقق شهوة البطن ، ولم يحصل بتناولها الدواء أو الغذاء ، وقد وافقهم في هذا القول المالكية ، إلا أنهم قد اشترطوا لوجوب الكفارة شروط عدة وهي : العلم بحرمة الفطر ، والتعمد ، والاختيار ، وأن يكون الفطر عن طريق الفم ، وذلك برمضان الحاضر وليس السابق.
للمزيد يمكنك قراءة : كفارة الصيام للمريض وللحامل
رُخص الإفطار في شهر رمضان:
إن الدين الإسلامي يتسم باليسر والسماحة بتشريعاته وبأحكامه ، ويظهر ذلك الأمر واضحاً في التخفيف عن المكلفين عند مظنة حصول المشقة ، وقد شرع الإسلام الرخص التي تسهل وتيسر على المسلمين أداء الواجبات الشرعية ، وقد استقر ذلك الفهم والعمل به عند أهل العلم استناداً للقاعدة الفقهية الشهيرة التي تقول بأن : (المشقة تجلب التيسير) ، والتي أتت تؤكد قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم : [إن الدين يسر] ، وقد عرف السبكي رحمة الله عليه الرخصة فقال : (ما تغير من الحكم الشرعي لعذر إلى سهولة ويسر مع قيام السبب للحكم الأصلي) ، وفيما يلي بيان بعض الرخص التي تبيح الفطر في شهر رمضان المبارك :
- الحيض والنفاس : لا بد من الإفطار في شهر رمضان بسبب الحيض والنفاس ، حيث يحرم على المرأة الحائض والنفساء الصيام ، ولعل الحكمة من إيجاب الفطر على المرأة في وقت الحيض والنفاس الضعف الذي يصيبهن فيهما ، فأشبهن المريض الذي أبيح له الفطر ، ولا يجوز للنساء الحائض أن تنوي الصوم إلا بعد أن تتحقق من الطهر الكامل ، فلو تحققت منه قبل الفجر يجب عليها الصوم حتى لو أخرت الغسل ، أما لو طهرت بعد الفجر فليس عليها صيام ، بل تفطر وتقضي هذا اليوم ، وأيضاً لا يجوز إتمام الصوم لمن أدركها الحيض قبل غروب الشمس ، حيث يتوجب عليها ترك الإمساك ، وقضاء هذا اليوم.
- السفر.
- الحمل والرضاعة.
للمزيد يمكنك قراءة : الجماع في رمضان حكمه الشرعي
أحاديث مصورة حول الصيام:
للمزيد يمكنك قراءة : مفطرات الصيام من الأدوية