معلومات

كم يبعد القمر عن الارض؟ الوقت المُستغرق للوصول إلى سطح القمر

عندما نلقي نظرة إلى السماء في الليل الهادئ، نجد القمر يتلألأ بأنواره الفضية، يشكل جزءًا مهمًا من جمال الكون والسماء اللامعة. يثير فضولنا اللانهائي حيال هذا الجسم السماوي، ويبزغ في أذهاننا الأسئلة حول مدى قربه منا وكيفية تحديدها. إذا كنت تسأل نفسك: “كم يبعد القمر عن الارض؟” فإنك لا تعد وحدك.

تلك القضية، التي تثير فضول العديد منا، تتطلب فهمًا دقيقًا للعلاقة الفريدة بين الأرض وقمرها الطبيعي. في هذا المقال، سنخوض في رحلة عبر السماء لاستكشاف المسافة الهائلة التي تفصل بيننا وبين هذا الجسم الساحر. دعونا نلقي نظرة على الأبعاد الفلكية لهذا الظاهرة الليلية، ونكتشف كيف يحدد العلماء مدى قرب وبُعد هذا الرفيق الوفي الذي يرافقنا في كل لحظة من ليالينا.

ما هو القمر ؟

القمر يعتبر واحدًا من أجمل الأجسام السماوية بعد الشمس، وهو القمر الطبيعي الفريد في المجرة الكونية. يحتل القمر المرتبة الخامسة بين أكبر أقمار المجموعة الشمسية. كوكب الأرض يظل الوحيد الذي وصل إليه الإنسان، ويتميز سطحه بالحفر والفوهات، مكونًا جسمًا صلبًا وصخريًا.

تمت تسمية القمر بهذا الاسم نظرًا لفرادته في الكون، ورغم ذلك، تم اكتشاف أربعة أقمار إضافية حول كوكب المشترى بواسطة العالم جاليليو جاليلي. يُعد القمر أقرب جسم سماوي للأرض، وقد تمت دراسته بشكل شامل لتحديد حركته وطبيعته وأصله وموقعه.

كلمة “قمر” مشتقة من اللغتين الإنجليزية القديمة والجرمانية. تمت إجراء العديد من الدراسات لفهم حركة القمر ومكوناته، ولقد تم جمع معلومات هائلة عنه من خلال المركبات الفضائية. القمر يعتبر واحدًا من أكبر الأجسام السماوية التي تدور حول الأرض، وكان محورًا مهمًا في فهم النظام الشمسي.

تاريخيًا، يُعتقد أن القمر تكون عندما اصطدم كويكب ضخم بحجم الأرض أو المريخ قبل حوالي 5 مليار سنة، ويُفترض أن الجاذبية الأرضية قامت بدورها في إدخال جزء كبير من هذا الكويكب المتحطم في المدار الكوني.

قد يهمك ايضاً : ماذا يوجد على سطح القمر؟

كم يبعد القمر عن الارض؟

يستغرق القمر 3 أيام للدوران حول محوره، وهذه نفس المدة التي يحتاجها للدوران حول الأرض في مدار بيضاوي، أي مدارٍ متزامن. تتراوح المسافة بين القمر وسطح الأرض بين 364397 و4063131 كيلومتر، وتعتبر هذه المسافة غير ثابتة، إذ تتغير باستمرار خلال دورانها البيضاوي حول مركزها.

يبلغ عرض القمر حوالي 3475 كيلومترًا، وتتجاوز كتلة الأرض كتلة القمر بنسبة 80 مرة. يتألف القمر من نواة بقطر يقدر بحوالي 680 كيلومترًا، وتشمل قشرته الرقيقة قطرًا يبلغ حوالي 70 كيلومترًا، بينما تبلغ سماكة العباءة الصخرية حوالي 1330 كيلومترًا.

اعتمد الإنسان منذ العصور القديمة على مراقبة القمر المتغير لقياس الوقت. يرتبط أيضًا مفهوم حروف كلمة “قمر” بالشهور، حيث يمثل الربع الأول والربع الأخير القمر الجديد والقمر الكامل.

يتسم سطح القمر بوجود حفر الشهب، ومن بين أكبر هذه الحفر تأتي حفرة “أيتكين” في حوض القطب الجنوبي، والتي تصل عرضها إلى حوالي 2500 كيلومتر وعمقها 8 كيلومتر، ما يقرب من نصف عرض الولايات المتحدة.

تتلقى سطح القمر إضاءة الشمس من زوايا متنوعة، وقد قيست الفترة التي يستغرقها السفر من سطح القمر إلى الأرض، حيث تقدر سرعة الطائرة بـ 1000 كيلومتر في الساعة، ويستغرق السفر المستمر 16 يومًا، وفي النهاية، يتسارع الصاروخ إلى سرعة تبلغ 5800 كيلومتر في الساعة، مما يجعل الوقت الإجمالي للرحلة حوالي 8 ساعات ونصف تقريبًا من إطلاق الصاروخ من سطح الأرض إلى القمر.

قد يهمك ايضاً : قوة الجاذبية بين الأرض والقمر

بُعد القمر عن الأرض منطقيًا بالليزر

في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد، أجرى عالم الفلك اليوناني “أريستارخوس ساموس” أبحاثًا مهمة لتحديد بُعد المسافة بين سطح الأرض والقمر. وكان “أريستارخوس” طالبًا في الفيزياء ودرس في الإسكندرية، وولد في جزيرة “ساموس”، نفس المكان الذي وُلد فيه عالم الرياضيات الشهير “فيثاغورث”.

تبعت أبحاث “أريستارخوس” نظريات عالم الفلك “كوبرنيكوس”، الذي قدم نظريات جديدة لتحديد المسافة بين كوكب الأرض والقمر. يجدر بالذكر أن كل هذه الابحاث تمت قبل اختراع الكمبيوتر والتليسكوب بفترة طويلة.

أثناء دراسته، أدرك “أريستارخوس” مراحل التغيرات في القمر، والتي كانت متناسقة تمامًا مع الإزاحة المرئية لظل كوكب الأرض على سطح القمر، خلال حدوث خسوف. ومن خلال هذه الدراسات، استطاع تقدير المسافة بين كوكب الأرض وسطح القمر بنحو 240,000 ميل، ما يعادل تقريبًا 60 مرة نصف قطر الأرض.

في الوقت الحالي، تم تحديد بعد المسافة بين الأرض والقمر بشكل أكثر دقة باستخدام تقنيات حديثة مثل الليزر.

الوقت المُستغرق للوصول إلى سطح القمر

الوقت اللازم للوصول إلى سطح القمر يتأثر بعدة عوامل، ومنها الطبيعة البشرية حيث يحتاج البشر إلى وقت أطول مقارنة بالأقمار الصناعية غير المأهولة. في عام 1959، أطلق الاتحاد السوفيتي أول مهمة فضائية إلى القمر، وكانت مدة الرحلة حوالي 34 ساعة، حيث تم إطلاق القمر الصناعي في الفضاء ككرة بدون نظام دفع.

بدأ القمر الصناعي رحلته في مدار حول الشمس، بين مدار المريخ والأرض، ويُعتبر هذا الإنجاز أسرع رحلة إلى سطح القمر حتى تلك اللحظة. في عام 2003، قامت الوكالة الأوروبية للفضاء بإطلاق مركبة فضائية تدعى SMART-1، التي نجحت في الوصول إلى سطح القمر بعد عام من الإطلاق.

استخدمت SMART-1 محركًا أيونيًا لأول مرة، بدلاً من الدفع التقليدي، وتمت المناورات للاستفادة من جاذبية الأرض لتسهيل الوصول إلى القمر. هذا الأمر يُسهم في كفاءة استهلاك الوقود بشكل كبير.

في ختام هذا الاستكشاف الفلكي لمسافة القمر عن الأرض، ندرك مدى روعة هذا الجسم السماوي وأثره العميق على ثقافتنا وحياتنا اليومية. رغم بُعده الفلكي الذي يبدو كبيرًا، إلا أن القمر يظل قريبًا من قلوبنا وأفكارنا.

في نهاية المطاف، يظل القمر شاهدًا على لحظات الفرح والحزن، ورفيقًا لنا في رحلة الليالي الطويلة. إن مسافته الهائلة لا تقلل من قيمته الفنية والثقافية في حياتنا. وبينما نبحر في أعماق الفضاء، نبقى متأملين في جمال الليل وسحر القمر الذي يستمر في إلهامنا وجذب عقولنا بكل ما يحمله من ألغاز وجمال.

قد يهمك ايضاً : البحث عن حقائق حول القمر 

عبد العاطي سيد

تخرجت من كلية التجارة جامعة عين شمس عام وأعمل ككاتب مقالات مهتم بالكتابة في العديد من المجالات مثل الاقتصاد والترفيه والتكنولوجيا والصحة. لقد نشرت لي العديد من المقالات عبر المنصات الإلكترونية المختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button